الجيش والمجتمع

بروتوكولات تعاون بين جهاز إسكان العسكريين المتطوعين وبعض المصارف
إعداد: تريز منصور


قروض سكنية لورثة شهداء الجيش اللبناني

منذ إنشائه العام 1994، يسعى جهاز إسكان العسكريين المتطوعين، وبحرفية عالية، إلى تأمين الأموال اللازمة من أجل مساعدة العسكريين في الخدمة الفعيلة على تملّك منزل. وهو يسعى اليوم جاهدًا إلى توفير الأموال اللازمة بواسطة المصارف (التي أبدت كل استعداد وتعاون)، من أجل تأمين مساكن لورثة شهداء الجيش ضمن شروط مقبولة وفوائد متدنية (1.628) في المئة.
وبناء عليه، تمّ توقيع ميثاق تعاون مع كل من «فرست ناشونال بنك» (2006)، وكذلك مع البنك اللبناني الفرنسي (2014)، بغية تأمين قروض سكنيّة ميّسرة لورثة شهداء الجيش، ضمن شروط تختلف نسّبيًا عن تلك التي يُمنح بموجبها القرض السكني للعسكري في الخدمة الفعلية. ولإلقاء الضوء على ميثاق التعاون هذا، إلتقت مجلة «الجيش» كلاً من رئيس جهاز إسكان العسكريين المتطوّعين العميد نبهان نبهان، مساعد مدير عام «فرست ناشونال بنك» (FNB)  السيد محمود فرنسيس، ومدير المؤسسـات الصغيرة والمتوسطة في البنك اللبناني الفرنسي (BLF) السيد إيلي عون. 
 

 

مسكن لائق لورثة شهداء الجيش
رئيس جهاز إسكان العسكريين المتطوعين العميد نبهان نبهان قال: «إن مهمة جهاز إسكان العسكريين المتطوعين، لا تقتصر فقط على تأمين مسكن لائق لكل متطوّع في مؤسسـة الجيش، بل تصبّ في خانة تأمين مسكن لعائلات الشهداء (ساحة شرف أو واجب) عن طريق تأمين قروض إسكانية لهم، من دون تحميلهم أي عبء مالي وضمن سقف قروض محددة لكل فئة ورتبة، إستنادًا إلى قرارات وضعت لهذه الغاية.
والهدف من تأمين مسكن لعائلة الشهيد أو إعفاء عائلته من تسديد الأقساط المتبقية عليه في حال الإستفادة من قرض سكني قبل الإستشهاد، هو دعم هذه العائلات، لجهة تأمين الاستقرار الإجتماعي لها من دون أن تتحمّل أية أعباء مالية».
وأضاف: «من أجل تحقيق هذه الأهداف، وفي ظلّ الإمكانات المحدودة لجهاز إسكان العسكريين المتطّوعين، سعى الجهاز إلى توقيع وثيقة تفاهم مع «فرست ناشونال بنك» (FNB) بتاريخ 14 تشرين الثاني 2006، بغية تأمين القروض السكنية لعائلات الشهداء أصحاب الحق، على أن يتعهّد الجهاز في حينه بتسديدها أقساطًا شهرية بالتنسيق مع المصرف، إذ لا يمكن تأمين هذه الموارد المالية الضخمة مباشرة من الجهاز. وقد منح البنك قروضًا لـ148 عائلة شهيد بقيمة 12 مليار ليرة لبنانية، والعدد ارتفع اليوم إلى 170».
وحيث أنه يقتضي تأمين موارد مالية إضافية تغطّي الموجبات المطلوبة من جهاز إسكان العسكريين المتطوعين، إستنادًا إلى الإستراتيجية المالية التي يضعها الجهاز سنويًا، تمّ التنسيق مع مصارف أخرى لهذه الغاية.
وأكّد العميد نبهان أن ثمّة تعاون مستمر بين البنك اللبناني الفرنسي (BLF) والجهاز منذ أكثر من عشر سنوات من دون انقطاع (بروتوكول تعاون بتاريخ 15 كانون الثاني 2001) التزم خلالها المصرف تقديم كل دعم ممكن وكل تشجيع لأي مشروع إسكاني، وتوفير الفرص اللازمة لإنجاحه. وبعد الاجتماعات المتكرّرة بين الطرفين تمّ التوقيع بتاريخ 13 شباط 2014 على مشروع يتيح منح عائلات شهداء الجيش قروضًا إسكانية تمهيدًا لتمليكهم مساكن لائقة.

 

واجب تقدير واحترام
مساعد المدير العام لـ«فرست ناشونال بنك» (FNB) السيد محمود فرنسيس يؤكد «أن علاقة المصرف مع المؤسسـة العسكرية، ليست علاقة تعاون فحسب، بل انها علاقة واجب تجاه من قدّم التضحيات الجسام فداء للوطن، ومن أجل توفير الإستقرار والأمن».
ويضيف: «علاقتنا مع الجيش اللبناني قديمة، ومتينة. وبناء على توجيهات رئيس مجلس إدارة المصرف السيد رامي رفعت النمر، نحن نسعى إلى تأمين جميع التسهيلات التي من شأنها دعم عناصر الجيش كافة، لدرجة أنه أطلق على البنك إسم «بنك الجيش».
ومنذ إنشاء جهاز إسكان العسكريين المتطوّعين الذي يعمل بحرفية عالية، ساهم المصرف بمنح القروض السكنية للعسكريين، وفق الآلية المعتمدة في الجهاز، وبفوائد متدنّية (1،628 في المئة)، وقد بلغ عددها لغاية اليوم 500 قرض (نحو 85 مليار ليرة لبنانية).
وإثر ارتفاع عدد شهداء الجيش، نتيجة حرب تموز وحرب البارد، بات عبء تعويضات الشهداء (الواجب والشرف) كبيرًا جدًا ما يثقل كاهل المؤسسـة العسكرية، ومن هنا انطلقت فكرة «قرض الشهيد»، بحيث يمنح «فرست ناشونال بنك» المؤسسـة القروض السكنية، التي يسدّدها الجهاز خلال فترة زمنية محددة (تصل لغاية 25 عامًا)، وبفوائد متدنّية، بناء على وثيقة تعاون وقّعها الطرفان (24 تشرين الثاني 2006)، علمًا أنه كان المصرف الأول الذي وقعّ هكذا وثيقة مع الجهاز. ولقد منح المصرف لغاية تاريخه 170 قرضًا، هي بمثابة دعم لعائلات من بذلوا أثمن التضحيات لبقاء هذا الوطن الحبيب، كما أنها عربون وفاء للعناصر الصامدة في وجه كل محتل ومعتدٍ على كرامة هذا الوطن، كي يشعروا بأن هناك من يقدّر تضحياتهم ويدعم جهودهم ويساندهم للعيش بكرامة هم وعائلاتهم».
وأوضح السيد فرنسيس أن شروط «قرض الشهيد» تختلف نسبيًا عن القرض السكني العادي، وذلك لناحية:
- إعفاء ورثة المتطوّع الشهيد من موجب تقديم بوليصة تأمين على الحياة.
- إعفاء ورثة المتطوّع الشهيد من موجب فتح حساب المؤونة النقدية، وبالتالي من موجب تقديم 15 في المئة من قيمة أصل المبلغ».
وأشار إلى مشاريع التعاون الأخرى القائمة بين المصرف والمؤسسـة العسكرية، ومنها:
- قرض ما قبل التقاعد.
- مساندة لجنة دعم شهداء الجيش.
- دعم مؤسسـة المقدم صبحي العاقوري.
- دعم رابطة قدماء القوى المسلّحة.
وأوضح أنه «ثمّة مشاريع مستقبلية قيد الدرس تصبّ في خانة دعم عائلات شهداء الجيش، سياج الوطن الذي نكنّ له كل تقدير وإحترام».

 

فخورون بتقديم الدعم لعائلات شهداء الوطن
مدير المؤسسـات الصغيرة والمتوسطة، وعضو المجلس التنفيذي في البنك اللبناني الفرنسي (BLF) السيد إيلي عون يشير إلى أن البنك اللبناني الفرنسي من أوائل المصارف التي منحت قروضًا سكنية للجيش اللبناني عبر جهاز إسكان العسكريين المتطوّعين، وقد بلغت قيمتها لغاية اليوم نحو 73 مليار ليرة لبنانية.
وقال: «تلبية لرغبة رئيس جهاز إسكان العسكريين المتطوّعين العميد الركن نبهان نبهان، تمّ توقيع وثيقة تفاهم بين البنك والجهاز بتاريخ 13 شباط 2014، بحيث قدّم المصرف من خلال هذه الوثيقة تسهيلات مصرفية جديدة لمنح ورثة العسكريين الشهداء قروضًا سكنية وفق بروتوكول التعاون الموقّع بين الجهاز والمصرف».
وفي ما يتعلّق بما تتميّز به هذه القروض عن تلك الخاصة بالقرض السكني للعسكريين في الخدمة الفعلية قال إن أبرزها، «إعفاء ورثة المتطوّع الشهيد من موجب تقديم بوليصة تأمين على الحياة، ومن موجب فتح حساب المؤونة النقدية. أما مدّة تسديد هذه العقود فمحدّدة بخمسة عشر سنة حدًّا أقصى، وبفائدة 1،628 في المئة، والمعمول بها أصلاً للقروض السكنية العادية للضباط والعسكريين في الخدمة الفعلية. ويعتبر الجهاز الضامن الأساسي والفعلي لتسديد هذه القروض أصلاً وفوائد ولواحق...».
ويؤكد السيد عون أن «ثمّة ضامنين وحيدين في لبنان، الضامن الأول هو الجيش اللبناني الذي قدّم ويقدّم أغلى التضحيات، ويسهر على أمن اللبنانيين وراحتهم، أما الضامن الثاني فهو القطاع المصرفي الذي يوفّر الإستقرار الإقتصادي والإجتماعي لمختلف لطبقات المجتمع وبفوائد متدنّية.
وبناءً عليه، فإننا كمصرف جد فخورين بأننا نساهم اليوم بتوفير الاستقرار والدعم لعائلات شهداء الجيش، الذين قدّموا أغلى ما لديهم على مذابح هذا الوطن».