بطاقة ملونة

بيارق النصر لا تحملها السواعد المستعارة، والمسافات لا تطويها الأقدام الهارية، والصعاب لا تطوعها الإرادات العاجزة، والمبادرات لا تصنعها المواقف الحاقدة، والتفاهمات لا تأتي بها الأفكار الشاردة.

في الحذر نصف الشجاعة، وفي التهور نصف الفشل، وفي التزلف نصف الكذب، وفي المصارحة كل الصدق، وفي المزايدة نقص في الثقة، وفي المصافحة المودة.

المسؤولية ليست هواية للتسلية بممارستها، بل هوية دائمة للقيام بها، ففي التسلية ضياع لها، وفي الهوية ارتقاء بها.

في التردد هروب إلى الأمام، وفي التخلف سير إلى الوراء، وفي التملق نفاق وخداع، وفي التوسل ارتماء على الأعتاب.

كتب إليها يقول: نسجت لك من الياسمين شالاً ملونًا بحيائك، وجعلت من العطر محبرة لرسالتي، والتحف الشعر جدائلك في نظم قصائده.
وكتبت إليه تقول: إلى دارك أرحل مع أطياف لقاءاتنا الأولى في ظلال البيلسان، وأرتل رسائلك في محراب ذكرياتنا.

إحذر ثلاثة: الغارقون في الأوهام والحارثون في الأحلام، والسابحون في السراب.
وصادق ثلاثة: من وعد وأوفى، ومن أعطى ولم يمنن، ومن أخطأ فاعتذر.

السارقون أفكار غيرهم أميون، والسارقون أرغفة غيرهم متخمون جوعًا، والسارقون أمجاد غيرهم لا مجد لهم، والسارقون حضور غيرهم أصحاب تطفل دائم.

إثنان يعيشان خارج المكان والزمان: من كان التيه دربه، ومن كان الضياع مسكنه.
وإثنان لا يأتلفان: صاحب الوجاهة وصاحب الادعاء.

كن واثقًا لا مغرورًا، ومتسامحًا لا ضعيفًا، وصاحب علو لا متعاليًا، ومقدامًا لا متهورًا وحذرًا لا مترددًا، ومعطاءًا لا مبذرًا وشاديًا لا نائحًا.

في الحوار: تفاهمات ومصالحات ولقاءات بين المتباعدين في المواقف، والمتنافرين رأيًا والمتنابذين في التوجهات، والمتناقضين في العقائد، وذلك لإحلال الوفاق مكان الإفتراق، والمصافحة بعد الخصام.

أمران غير قابلين للاستعارة والتقليد هما: الهيبة في الحضور، والموهبة في الإبداع. وأمران غير قابلين للانتقاص والاجتزاء هما: الحق والحقيقة.

القانطون واليائسون والمتشائمون عالة على أنفسهم وعلى مجتمعهم، فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس.

ثلاثة أعداء للوقت هم: من يزورك على غير موعد، ومن يطول حديثه ولا يطال سمع غيره، ومن يحدّد لك موعدًا ولم يأتك.

الإنسان يقاس بقيمته ولا يقاس بقامته، ويسمو بتواضعه لا باستعلائه على غيره، ويحصد ما يزرع وليس ما يزرعه الآخرون.

المباراة بين الكفاءات: فعل ابداع، والمبارزة بين الشفاعات: إلغاء للكفاءات، والحوار بلغة المبادئ: فعل اقناع واقتناع، والحوار بلغة المصالح: حوار طرشان، والمجالسة بالمدائح: جلوس في الأعتاب.

في البصيرة بصر العاقل، وفي الحقد لغة الخاسر وفي الصغائر هوية العابث.

سئلت: ما هي حكمة يومك:
قلت: درء الخطأ في التفكير، والخطر في المهمات.

وطني أوسع من الكون مساحة، وأسطع من الضوء ضوءًا، وهو للتاريخ انتماء وهوية.