بطاقة ملونة

بطاقة ملونة
إعداد: محمد سلمان

• بالتفاؤل تزهر الأيام عملاً، وتزهو علمًا، وتتدفق عطاءً، ويزداد العمر عمرًا، والطموح حضورًا، والصعود صعودًا. بغير ذلك يبقى الإنسان سجينًا للكسل وطريدة للتشاؤم، وفي الدروب تائهًا.


• قال المطر للأرض: أنا الغيث للزرع، والفيض للنبع، والشلال للنهر، واليناع للزهر، والإخضرار للسهل. ففي المطر حياة الأرض، ومن الأرض أرغفة الحياة.


• كما الطيور تهاجر من قارة إلى قارة، بحثًا عن ريش تكسو به جسدها، وعن قش تبني به أعشاشها، هكذا، يهاجر الإنسان من قارة إلى أخرى بحثًا عن رزق ولا أغزر، وعن مسكن ولا أهنأ، وعن ايام ولا أفضل، وعن نجاح ولا أبقى.
ففي المعادلة، أن لا طيور من دون أجنحة تحملها، وفضاء تسبح في مداره، ولا إنسان من دون إرادة يحملها عزمًا، وطموح يغنيه عملاً، وقناعة تزيده غنى، وتواضع يعلو به كبرًا، وحوار يكسبه نطقًا، ومودة تظلله مع الآخرين أنسًا.


• رسالة:
كتب إليها يقول: تأوي الحروف إلى اسمك فتكتمل وصفًا، وتنبسط المعاني في كلماتك فتصبح مثلاً ومثالاً، وتتبرعم المواعيد فتزهر لقاءنا، وهل نسيت أن الحروف طوع كلماتك، وأن اسمك سيد الأسماء.
وكتبت إليه تقول: في لحظة لقائنا دهر لعمرنا، وفي اسمينا أبجدية الأسماء، وفي ذكرياتنا ذاكرة لزماننا.


• معادلة:
إثنان يتساويان في السقوط: المتطفل في الكلام، والتطفل على موائد اللئام.
وإثنان فاشلان: سارق النجاح، والإزدواجي في الوجه واللسان. وإثنان مذمومان: قائل الصدق في الوعود، والمحرّض على الفتن في النفوس والنصوص. وإثنان هاربان من النور: السارق والقاتل.


• حوار:
سئلت: لمن تكتب الأقلام؟
قلت: للرأي العام قارئاً ومتابعًا وراصدًا ومحللاً، فلا يأخذ بكل شيء، ولا يرفض كل شيء، فهو المراقب الموضوعي، وغير الحيادي بين الصح والخطأ، وبين الإستقامة والإنحراف، والصدق والتضليل.
وسئلت: أين موقع التفاؤل في حياتك؟
قلت: كموقع النبض في القلب، والوحي في الشعر، والضوء في العين، والحرف في الكلمة.
إذ لا قلب من دون نبض، ولا شعر ممكن من دون وحي، ولا عين من دون ضوء، ولا كلمة من دون حرف، ولا حياة من دون تفاؤل.