بطاقة ملونة

• كم من سواد، أطيافه بيضاء، وكم من بياض أطيافه سوداء في النيّات.
وكم من كلام لا صلة له بين عقل قائله ولسانه.
وكم من مظاهر خادعة تحمل اختفاءها، وكم من منابر تعلو بخطبائها، وأخرى تنوء بهم، وتئن منهم.
وكم من بيوت تتجاور بالقلوب فتصبح قلاعًا، وكم من بيوت تتجاور بالأحقاد فتصبح أطلالاً.
وكم من أسرار لا أسوار لها، وأسوار لا أسرار تحميها.

• يرتدي ليل الشتاء ثوبًا أبيض من الثلج الدافئ في سواعد الساهرين قرب مواقد الحطب، وهم يغزلون بحكاياتهم خيوط الفجر الساطع فوق سهول ضيعتنا وروابيها وسطوحها. ففي الشتاء يطول السهر، وتتوالى الحكايات عن هجرة الطيور إلى خبايا الأكواخ هربًا من الصقيع، وعن الربيع القادم مع اخضراره.

• في جدائل شعرك وانسياب أشعارك، أعراس ربات جمال، تتزيّن بخصيلات الجدائل، وتصلّي في محراب القصائد.

• في الشعر موسيقى النثر، وفي النثر منطق الشعر، وفي الكتابة تصدح الأقلام بوحي من الشعر والنثر. فالتكلّف في الكتابة اعتداء على الحرف، وجفاف في السطر، وهدر للحبر، ونفي للمعاني.

• جميـل أن تكـون المبـادئ فـي خدمة الحقائق، لا أن تكون المبادئ في خدمة المآدب. ففي الحالة الأولى انتصار للعدل، وفي الحالة الثانية مزاد على العدل.

• في استقامة الخطوط هندسة المباني، وفي استقامة الأفكار هندسة المعاني. ففي اعوجاج الخطوط سقوط المباني، وفي اعوجاج الأفكار سقوط للمبادئ.

• في صباحات الضيعة: محراث الفلاحين، وناي الرعاة، وأسراب السنونو، وعناق الصفصاف للسواقي، وفرح الأرض بالمواسم الواعدة مع زغردات الربيع الآتي، وأعراس الزهور في السهول والروابي.
إنها الضيعة اللبنانية العريقة في عطاءاتها من أجل لبنانها، والشامخة بعصامية أجيالها.