بطاقة ملونة

بطاقة ملونة
إعداد: محمد سلمان

• لا تقولي يا حبيبة، إننا نعيش بقايا حب وذكريات وأطياف.
لا تقولي: إن التيه غلق الطريق إلى مواعيدنا.
لا تقولي: إن النسيان يستوطن ذاكرتنا.
لا تقولي: إن غدنا سقط من دفاترنا.
لا تقولي: إن الصدأ أتلف رسائلنا.
ولا تقولي: إن شوقي إليكِ فقد الصدى.

 

•  ما أجمل احتضان الصباح للبلابل والحساسين والفراشات، وهي تقيم الأعراس، على ضفاف السواقي، وأكمام الزهر، وفي حنايا الشجر. وما أجمل من صباح، دليله: تفاؤل في النفوس، ونهوض في الإرادة واستراحة بعد عناء.

 

•  كتب إليها يقول:
السفر إليك: إقامة دائمة في ذاكرة الحنين... وترحال مقيم في مملكة العشق، وحوار لغته: الصمت ساعة اللقاء.
وكتبت إليه تقول:
ولِما السفر إليّ، وانت المقيم بين قلبي وجفني.

 

•  ما كنا يومًا إلا من أجل وطن مساحته: علمٌ وضوءٌ وعمل.
وما كنا يومًا، إلا ّمن وطن لا يقف على رصيف الزمان.

 

•  نرسم بالشعاع طريقنا إلى صباح جميل، ملؤه رائحة الأرض في عطائها ورائحة القصائد في أغانينا ورائحة الياسمين في نوافذنا. فلا عطاء من دون أرض نحرثها، ولا أغانٍ من دون قصائد في معانيها، ولا نوافذ من دون ياسمين يقبّلها.

 

•  في ضيعتي قمر يتكىء على النجوم في سطوعها، وفي ضيعتي، نجوم تودع الليل إلى فجر يحمل ابتساماتها.
وفي ضيعتي، مهرجان حب وعبير ووفاء لوطننا لبنان.

 

• جميل، في أن يكون العمل زاد أحلامنا، لا في أن يكون الكسل وسادة لأحلامنا.
وجميل في أن نطوي المسافات على غير تعب، لا في أن تطوي المسافات همتنا ونحن قعود.
وجميل في أن نعانق الأرض بعرق السواعد، لا أن نحمل الأرض في أياد تتوسل.

 

•  سئلت: ما هي حدود الوطن؟
قلت: في الجغرافيا للوطن حدود أربعة، وفي التاريخ للوطن: حدٌ واحد هو البقاء.
ومن قال: إن ليس لبنان حقيقة أرضية ثابتة.