بطاقة ملوّنة

بطاقة ملوّنة
إعداد: محمد سلمان

دفء الكلمات في احتضان السطور، ودفء المعاني في احتضان الإبداع، ودفء الأشعار في احتضان الأنغام، ودفء اللسان في احتضان الصدق، ودفء اليد في احتضان العطاء، ودفء الأرض في احتضان الغلال، ودفء العدل في احتضان الحق، ودفء البصر في البصيرة.

 

يومياتنا، هي من نسيج ودلالات ومؤشرات هذه المعاني وإرشاداتها، في مواقع المسؤولية والعمل ومقاعد العلم، وفي التلاقي والتواصل والتعاون، وإحياء الخصال والخصائص الجامعة لنا، بقوة الإرادة، وحسن الإدارة.

 

إذا افترقنا وغبنا عن هذه المكونات، نصبح متطلفين على الحياة، وعلة على غيرنا، ونفقد الدور والحضور والأثر والتأثير في مجريات الأمور والأحداث والمتغيرات.

 

لا قيمة لعلم لا عمل به، ولا قيمة لعمل لا علم يحدد قواعده، ولا فائدة من أقوال خارج المنطق، ولا قوانين من دون الإنتظام والإلتزام بها، ولا صواب من دون مراجعة الأخطاء، ولا فضائل من دون التراجع عن الخطايا، ولا نهوض في ظل الإستكانة.

 

إنه كتاب الحياة اليومية لكل منا، في عناوينه العديدة، والتجارب والمراحل التي مرّ بها السابقون، لنستفيد من نجاحاتها فتزيدها غنى، ونحاذر الوقوع في أخطائها، لتثبيت جدارتنا في صناعة الحياة الأفضل، والبقاء الأبقى، للوطن والناس في زمن المتغيرات الأسرع من السرعة.

 

كتب إليها يقول:
تزدان الحروف بانتسابها إلى اسمك وتتموسق الألحان بانتسابها إلى همساتك، وتتألف صباحات الأيام بانتسابها إلى ابسامتك، ويتجدد التاريخ بانتسابه إلى يوم مولدك.
كتبت إليه تقول:
ما كان للأبجدية أن تكتمل من دون اسمك، وما كان للألحان صدى من دون صوتك، وما كان للأيام مدار من دون دارتك.

 

التراشق بالكلام: سقوط للمنطق، والتقاذف بالتشهير سقوط للشهرة، والتباغض في النفوس سقوط للمودة، والتبادل في الشكوك، سقوط في الفتنة.

 

معيار الوطنية، هي أن نرى أنفسنا من خلال ما نقدّمه للوطن، لا أن نرى الوطن من خلال مصالحنا الخاصة.
ففي الحالة الأولى: وطنية الإنتماء، وفي الحالة الثانية: بيع للوطن.

 

ما كانت الرياح يومًا أوراقًا لأقلامنا، ولن تكون الأقلام يومًا لغير قضيتنا، فالرياح ليست مسكنًا للأوراق والإرتهان ليس مسكنًا لأقلامنا.

 

أليس صحيحًا، أن الوطنية اللبنانية، هي فعل إيمان بالقضية، وائتمان عليها من التسويق في اللامبالاة، والتيه في المصالح الذاتية.
هذه الخصائص والخصال والصفات، هي من ثمار الشرائع السماوية السمحاء، والقوانين الوضعية العادلة التي تنص على الحقوق والواجبات، وتعزيز العلاقات والروابط الاجتماعية، وانعكاس ذلك، على النظام العام: استقرار وأمن وإنماء.

 

مقياس الشخصية الناجحة، هو التقارب والتعاون بين جميع شرائح المجتمع، والمبادرة إلى كلّ ما يوحّد ولا يفرّق ولا يضعف، ويؤنس ولا يضجر، ويتراحم ولا يظلم.