وفاءً لهم

بعد عام من انتهاء معارك نهر البارد
إعداد: ليال صقر

مؤسسة الحريري تواصل التزاماتها متعهدة أبناء شهداء وعلاج مصابين


اعتداء الإرهابيين على الجيش اللبناني في نهر البارد العام الماضي أحدث هزّة عنيفة في وجدان اللبنانيين، فكان أن شهد لبنان تلاحماً بين الجيش والشعب قلّ نظيره. هذا التلاحم عبّر عنه اللبنانيون بأشكال مختلفة منها المعنوي ومنها المادي.
وفي هذا السياق كانت لهيئات وجمعيات وفعاليات مختلفة، مبادرات عديدة أكدت من خلالها الوفاء لتضحيات العسكريين الجلى، والتي لا يمكن أن يوازيها عطاء آخر. وهكذا امتدت أيادٍ كثيرة بمبادرات انطلقت من وقفة وفاء الى جانب المؤسسة العسكرية.
مؤسسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري كانت من بين مَن بادروا الى وقفة الوفاء هذه، وعقب اتصالات أجراها الشيخ سعد الحريري والسيدة نازك الحريري بقائد الجيش يومها العماد ميشال سليمان، وافقت قيادة الجيش على قبول تقديمات من مؤسسة الحريري التي تعهدت 80 ولداً من أبناء شهداء معارك نهر البارد ومعالجة عسكريين أصيبوا في تلك المعارك.

 

المدير العام لمديرية الصحة الاجتماعية التابعة لمؤسسة رفيق الحريري الدكتور نور الدين الكوش تحدث الى «الجيش» عن هذه التقديمات، فأفادنا أن مؤسسة رفيق الحريري تعهّدت بتعليم 80 ولداً هم أبناء ثلاثة وثلاثين شهيداً من الجيش اللبناني وذلك بالتزام من قبل السيدة نازك رفيق الحريري، التي قدّمت مبلغاً مقطوعاً قدره ألف دولار أميركي لكل ولد سنوياً، ولحين تخرّجه من المدرسة، أما الأولاد الذين لم يدخلوا المدرسة بعد، فيستفيدون ايضاً من مبلغ مماثل.
وشملت المساعدات ايضاً التكفُّل بمعالجة العسكريين الذين أصيبوا خلال المعارك، إصابات بالغة إقتضت علاجاً في الخارج، وتغطية نفقات جميع العمليات الجراحية التي يحتاجون اليها بما في ذلك حسابات المستشفيات، ونفقات الأطراف الاصطناعية داخل لبنان وخارجه، إضافة الى العلاجات الفيزيائية.
وحتى اليوم تمّت معالجة 23 جريحاً بين ضابط وفرد بكلفة 696 ألف دولار أميركي، ولا تزال المساعدات مستمرة الى أن ينتهي علاج المصابين الذين سبق ذكرهم.
يجدر بالإشارة أن مؤسسة رفيق الحريري نشأت أواخر العام 1999، وتأسس أول مركز لمديرية الصحة الإجتماعية مطلع العام 2000، في طريق الجديدة. اليوم بات لهذه المديرية 45 فرعاً في مختلف المناطق اللبنانية، وهي تعمل على تقديم الخدمات الطبية لعدد كبير من المواطنين. وهذه الخدمات تشمل الرعاية الصحية الأولية، رعاية الأطفال وتقديم اللقاحات، رعاية الحوامل (تصوير شعاعي ومتابعته...)، رعاية المسنّين، رعاية الفم والأسنان، رعاية الصحة المدرسية، وتأمين الأدوية المزمنة...
إضافـة الى الأقسـام التشخيصيـة وأقسام التصوير الشعاعي والطبقي المحوري والفحوصات المخبرية التي تتم في مختبرات متطورة وبإشـراف أطباء وممرضين أكفياء، وهذا ما حـدا بمنظمة الصحة العالمية الى إعطاء مديرية الصحة الإجتماعية التابعـة لمؤسسـة رفيق الحريري شعار: «الصحة للجميع».