ملف الحرب على العراق

بغداد التي تنتظر الضربة
إعداد: يونس عوده

بغداد, هي الهدف الرئيسي للقوات الغازية, ويقال عنها في التاريخ أنها كانت عاصمة العالم أيام عهد الخليفة هارون الرشيد (800 م). بناها الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور على شكلها الحالي على مساحة 613 كلم2, وسماها مدينة السلام ومدينة المنصور وحملت أيضاً اسم الزوراء, أما اسم بغداد فهو سومري قديم حيث ورد في نقوش سومرية ويعود تاريخها الى عام 1400 ق. م. ومعنى الإسم بالسومرية القديمة “الأرض مترامية الأطراف”. وفيها دفن أبو جعفر المنصور الذي كان قائداً عظيماً ومؤسس دولة من الطراز الأول.
بغداد هي مدينة الأولياء والشعراء وفيها قبر الشيخ عبد القادر الجيلاني أحد أقطاب الصوفية الكبار, وفيها أيضاً قبر السهردوري شيخ متصوفة زمانه.
صارت مركزاً مهما ًحتى غزاها التتار واستوطنوها, وإذا نجحت الولايات المتحدة في دخولها فإنها تكون المرة الحادية عشرة التي تحاصر فيها المدينة ويذبح أهلها, ولعل أشهر مذبحة حصلت فيها حين حاصرها هولاكو المغولي وأمر بذبح جميع الذكور فيها بعد استباحتها, فقتل خلال 40 يوماً مليون وثمان مئة ألف شخص من أهل المدينة.
وبعد هولاكو جاء تيمورلنك لكن عدد القتلى كان أقل بكثير.
وفي كل مرة كانت بغداد تعيد بناء نفسها, ولعل أشد حصار بعد حصار هولاكو, كان محاصرتها للمرة التاسعة على يد الشاه الإيراني اسماعيل الصفوي الذي عيّن خادمه خليفة على بغداد, للسخرية من ضعف العرب والمسلمين.
تبلغ مساحة بغداد 6060 كلم2, يقسمها نهر دجلة الى قسمين, أولهما هو الكرخ على الجانب الغربي من النهر وثانيهما هو الرصافة, وما بين الكرخ والرصافة جسر طويل من قصائد الشعراء الذين غنوا للأحبة الذين يسكنون على الطرف الآخر من النهر.
تضم هذه العاصمة العربية بعض القصور العباسية التي صمدت أمام عوامل الطبيعة وتقلبات الزمن, وتضم قبر أبي حنيفة النعماني وعشرات الكنائس المذهلة في هندستها.
تواجه هذه المدينة العريقة الآن بسجل تاريخي شهد حصارات على أيدي غزاة اختفوا مع قادتهم وبقيت بغداد, وتبقى بانتظار الضربة اللاحقة.