جيشنا

بمزيد من الجهود والدماء
إعداد: نينا عقل خليل


الجيش في مواجهة الإرهاب والفتنة

بجهود جبّارة وبمزيد من الدماء والعزم، يواصل الجيش تطويق الفتنة في منطقة، والحدّ من نتائج ما يجري في سوريا في مناطق أخرى. وفي الوقت نفسه وبالإصرار نفسه يتعقّب المجرمين الساعين إلى نشر الفتنة عبر تفجيرات إرهابية، وأولئك المعتدين على الأمن بأعمال الخطف والسرقة وسواها... في الواقع نتيجة هذه الجهود برزت بوضوح من خلال تقلّص عمليات تفجير السيارات المفخخة، ورصد وتفكيك بعض هذه السيارات بعد إلقاء القبض على عدد من الإرهابيين. مع ذلك، محاولات المجرمين مستمرة بأكثر من شكل وفي أكثر من منطقة، فيما يستمر الجيش في ملاحقتهم ودرء خطر إجرامهم وأعمالهم الإرهابية عن الوطن.

 

قيادة الجيش: تكثيف التدابير الأمنية أدى إلى تقلّص العمليّات الإرهابية
شدّدت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في البيان الصادر بتاريخ 13/3/2014 على «أن تكثيف التدابير الأمنية التي اتخذتها وحدات الجيش في مختلف المناطق اللبنانية، أدى إلى تقلّص عمليات تفجير السيارات المفخّخة بشكل ملحوظ، والتي كان آخرها استهداف حاجز الجيش في الهرمل، وبتقلّص عمليات التفجير، سحب من التداول بشكل كبير موضوع كان مدار انقسام بين القوى السياسية في الآونة الأخيرة حول أسباب التفجير ودوافعها». وأوضحت القيادة، «أن الجهد الأمني يستمر لرصد السيارات المفخخة والمتورّطين في عمليات التفخيخ والتحضير للتفجيرات. وقد أثمر هذا الجهد توقيف أبرز المطلوبين، وكشف عدد من السيارات المفخخة، وأدّى إلى شعور المجموعات الإرهابية بضيق الخناق عليها، وبصعوبة استهداف المناطق الآهلة، بدليل لجوء هذه المجموعات إلى إطلاق الصواريخ على بعض القرى في البقاع».
وعلى صعيد مكافحة عمليات الخطف مقابل فدية، ذكّرت أن «تدابير محاصرة أماكن وجود الخاطفين وتهديدهم، وإشعارهم بأنهم معروفون بالإسم، والمكان، أثمرت إفشال عدد من محاولات الخطف، كما حصل مع المواطن أنطوان ضاهر كعدي بتاريخ 6/3/2014، وكشف مخطط لخطف إبن أحد كتّاب العدل في جبيل وإفشاله، وتوقيف المخططين، والإفراج عن الطفل ميشال صقر بتاريخ 8/3/2014».
وأوضحت أنّ «إحكام الخطوات الميدانية للجيش في طرابلس أدّى إلى تراجع الإشتباكات بين باب التبانة وجبل محسن رغم استمرار الشحن السياسي والطائفي، باستثناء بعض الحوادث الفردية التي تحصل على خلفية بعض التوقيفات، والتي ترافقها أحيانًا إعتداءات على مراكز الجيش الذي تتولّى وحداته ملاحقة المعتدين وتوقيفهم».
وفي إطار الحفاظ على الأمن والإستقرار ومكافحة الجرائم المنظّمة على أنواعها، أوقفت وحدات الجيش خلال شهر شباط المنصرم، في مختلف المناطق اللبنانية نحو 870 شخصًا من جنسيات مختلفة، بعضهم مطلوب للعدالة بموجب مذكرات توقيف، والبعض الآخر لارتكابه جرائم ومخالفات متعددة، تتعلق بالتجول داخل الأراضي اللبنانية من دون إقامات شرعية، وحيازة الممنوعات والإتجار بها، بالإضافة إلى قيادة سيارات ودراجات نارية من دون أوراق ثبوتية، وقد شملت المضبوطات 226 سيارة و35 درّاجة نارية وصهريج مازوت ومركب صيد، بالإضافة إلى كميات من الأسلحة والذخائــر والأعــتدة العســكرية المتنوّعــة والمخدرات.


 شهيد وثمانية جرحى للجيش في مواجهة أيادي الشر في طرابلس
أيادي الشرّ تواصل العبث في طرابلس. وبالتوازي مع استهداف أمن المواطنين وأرزاقهم استهدفت الجيش بنيران غادرة: العريف فادي السقعان انضم إلى رفاق شهداء، عدد من العسكريين أصيب بجروح مختلفة، سقط عدد من المدنيين بين قتيل وجريح، فيما تابعت وحدات الجيش تدابيرها وتعاملت بالأسلحة المناسبة مع مصادر النيران. في ما يلي وقائع يوميات الأمن الذي توتر في طرابلس عقب اغتيال أحد المواطنين في 13/3/2014.
 ليل الخميس 13/3/2014، ومع إعلان مقتل وليد برهوم، توتر الوضع ودارت اشتباكات ضارية شملت مختلفة المحاور، واستخدمت فيها الأسلحة الرشاشة وقذائف الإينرغا والـ«ب7» وقذائف الهاون. الجيش سارع إلى الردّ بالمضادات على مصادر النيران، وعمل على ملاحقة المسلّحين ودهم أماكن تواجدهم، وتمكن من ضبط عدد من المحاور. وأعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان لها أن «شخصين يستقلان دراجة نارية، أطلقا النار من مسدس حربي باتجاه المواطن وليد برهوم في محلة الضم والفرز قرب مصرف لبنان – طرابلس، فأصيب في بطنه وساقيه ما أدّى إلى مقتله». وأشارت إلى أن دورية من الجيش «دهمت منزل كل من المدعوّين عمر ميقاتي وفايز عثمان في محلة التربيعة – طرابلس، والمطلوب توقيفهما للإشتباه بإطلاقهما النار على المواطن برهوم، من دون العثور عليهما أو على أية مضبوطات». وأكدت أن «قوى الجيش تستمر بالتقصّي والملاحقة لتوقيف المطلوبين وإحالتهما على القضاء المختصّ».
يوم الجمعة 14/3/2014، تواصلت الإشتباكات بين الجيش والمسلّحين، واستمرت أعمال القنص التي حصدت مزيدًا من الضحايا، واستقدم الجيش تعزيزات إضافية واستمر في التصدّي للمجموعات المسلّحة وملاحقة عناصرها، والرد على مصادر النيران بالمضادات.
وأعلنت القيادة في بيان أنّه «على أثر تجدد الإشتباكات في مدينة طرابلس، تدخلت قوى الجيش المنتشرة في المنطقة لتهدئة الأوضاع، فتعرّضت لإطلاق نار، ما أدّى إلى إصابة أربعة عسكريين بجروح. كما تعرضّت نقطة مراقبة نادي الضباط في ثكنة القبة لإطلاق نار، ما أدّى إلى إصابة عسكري بجروح أيضًا. وقد قامت قوى الجيش بالرد على مطلقي النار وتنفيذ عمليات دهم حيث تمّ توقيف عدد من الأشخاص المشتبه بهم الذين أحيلوا إلى القضاء المختص».
وليل السبت – الأحد 15-16/3/2014، ارتفعت وتيرة الإشتباكات على محاور التبانة وردّ الجيش بعنف على المسلّحين، الذين استهدفوا أربع ملالات له بالقذائف الصاروخية ما أدّى إلى استشهاد العريف فادي السقعان وجرح ثمانية عسكريين.
وفي التفاصيل التي أوردها بيان قيادة الجيش ليل 15/3/2014: «حوالى الساعة 18.45 وأثناء قيام دورية تابعة للجيش بالإنتقال من محلة الملولة - مستديرة أبو علي، تعرّضت ناقلة جند لقذيفة RPG أدّت إلى إصابة أربعة عسكريين بجروح طفيفة. كما تعرضت ناقلة جند أخرى في محلة الملولة عند الساعة 19.30 لرمي رمّانتين يدويّتين من دون وقوع إصابات. وعند الساعة 20.80 تعرّضت ناقلة جند ثالثة لإطلاق رمّانة بندقية نوع «إنيرغا» أدّت إلى إصابة عسكريين بجروح طفيفة».
وأضاف البيان أن «عناصر الجيش تستمر بالرّد على مصادر النيران وإطلاق القذائف المضيئة لتحديد أماكن تواجد مطلقي النار لتوقيفهم وإحالتهم على القضاء المختص».
وأوضحت القيادة في بيان لاحق أصدرته بالتاريخ نفسه، أنّ رمّانة بندقية من نوع «إنيرغا» سقطت على ناقلة جند في محلة الملولة أدّت إلى استشهاد أحد العسكريين (العريف فادي السقعان) وتستمر قوى الجيش بالرد على مصادر النيران».

 

قيادة الجيش وبلدة عيحا يودّعان العريف الشهيد
شيّعت قيادة الجيش وأبناء بلدة عيحا – راشيا العريف الشهيد فادي السقعان الذي استشهد في أثناء تنفيذه مهمة حفظ أمن في محلة الملولة في طرابلس.
وقد أقيم للشهيد مأتم شعبي حاشد تقدّمه العقيد حمد حيدر ممثلاً نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني الأستاذ سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، ممثلون عن رؤساء الأجهزة الأمنية وفعاليات المنطقة وحشد من المواطنين ورفاق السلاح.
وفي المناسبة، ألقى العقيد حيدر كلمة قال فيها إنّ «قيادة الجيش تؤكد مرة أخرى عزمها على إنقاذ الوطن من عبث المجرمين والمتطاولين على مسيرة الأمن والإستقرار، كائنةً ما كانت المصاعب والأخطار. وإنّ قافلة شهداء المؤسسة العسكرية لن تتوقف أبدًا في سبيل لبنان وكل قطرة دم تسقط من مواطن بريء أو من أحد جنودها هي أمانة في أعناقها وستزيد هذه المؤسسة إيمانًا وتماسكًا، وإصرارًا على اقتلاع أشواك الفتنة والإجرام من جسم الوطن». كما أكّد أن «هؤلاء المجرمين الذين صنّفوا أنفسهم في موقع الخيانة الوطنية والتنكّر للعيش المشترك بين أبناء مجتمعنا الواحد، والخروج على قيم شعبنا وأعرافه وتقاليده السمحاء، لن يكونوا في لحظة واحدة بمأمن من الملاحقة الميدانية والقضائية حتى توقيفهم وإنزال القصاص العادل بهم».
وبعد كلمة لشقيق الشهيد السيد كمال السقعان، رفع الشيخ صالح شقير الصلاة على جثمان الشهيد قبل أن يوارى في الثرى. وقدمت ثلة من موسيقى الجيش السلاح وعزفت نشيد الموتى ورفع النعش على الأكتاف وسط نثر الأرز والورود.

 

العريف الشهيد فادي السقعان
- من مواليد 8/11/ 1973في الكواسبة – راشيا، محافظة البقاع.
- تطوّع في الجيش بتاريخ 26/12/2009.
- من عداد لواء المشاة الثامن- الكتيبة 81.
- حائز:
• وسام مكافحة الإرهاب.
• تنويه العماد قائد الجيش مرّتين.
• تهنئة العماد قائد الجيش.
- متأهل وله ثلاثة أولاد.
- رقي لرتبة أعلى بعد استشهاده ومنح وسام الحرب، وسام الجرحى ووسام التقدير العسكري من الدرجة البرونزية وتنويه العماد قائد الجيش.

 

إنفجار في النبي عثمان وتعطيل آخر في رأس بعلبك
بعد ساعات من سقوط يبرود السورية في يد الجيش العربي السوري، دوى انفجار على الطريق العام عند بلدة النبي عثمان ناجم عن تفجير أحد الإنتحاريين نفسه بسيارة مفخخة، إثر افتضاح أمره.
ووفق البيان الذي أصدرته قيادة الجيش 16/3/2014 أن الإنفجار حصل حوالى الساعة 21,50 على الطريق العام عند مفرق بلدة النبي عثمان، قرب محطة العاشق. وهو ناجم عن تفجير أحد الإنتحاريين نفسه بينما كان يقود سيارة نوع «غراند شيروكي» لون رمادي، ما أسفر عن استشهاد عدد من المواطنين وإصابة آخرين بجروح مختلفة، وحصول أضرار مادية جسيمة في الممتلكات...
وأوضحت القيادة في بيان لاحق أصدرته بتاريخ 17/3/2014 أنه «بنتيجة كشف الخبراء العسكريين المختصين على المكان، تبيّن أن كمية المتفجرات زنتها حوالى 100 كلغ، موزّعة داخل السيارة المستخدمة في التفجير».
وفي سياق متّصل، رصدت مديرية المخابرات صباح 17/3/2014، سيارة مشبوهة في منطقة رأس بعلبك بالقرب من مدرسة الراهبات، وأعلنت في بيانها الصادر بالتاريخ نفسه، أنه «بعد ورود معلومات عن تفخيخ سيارة لاستعمالها لأعمال إرهابية، رصدت مديرية المخابرات سيارة مشبوهة في منطقة رأس بعلبك، وعلى الأثر حضر الخبير العسكري الذي عاين السيارة والعبوة التي بداخلها، والمقدرة زنتها بنحو 170 كلغ، فقرّر تفجيرها في مكان وجودها نظرًا إلى خطورة تفكيكها وصعوبة نقلها من المكان، خصوصًا وأنها كانت متوقفة في مكان غير آهل بالسكان. وقد بوشر التحقيق لكشف مصدرها وتحديد هوية الفاعلين».

 

صواريخ تستهدف قرى في البقاع الشمالي
في تاريخ 28/2/2014، أصدرت قيادة الجيش بيانًا جاء فيه: «تعرّضت بلدة بريتال ومحيطها لسقوط ثلاثة صواريخ مصدرها الجانب السوري، سقط واحد منها في منزل أحد العسكريين ما أدّى إلى حصول أضرار بالممتلكات».
وفي الإطار نفسه، أصدرت قيادة الجيش بيانًا بتاريخ 4/3/2014 أفادت فيه عن سقوط ثلاثة صواريخ في بلدة اللبوة مصدرها الجانب السوري من دون الإبلاغ عن إصابات في الأرواح.
كما أعلنت في بيانها الصادر بتاريخ 7/3/2014 أن محيط بلدتي اللبوة والنبي عثمان تعرّضا إلى سقوط ثلاثة صواريخ مصدرها أيضًا الجانب السوري من دون تسجيل أيّ إصابات بالأرواح.
وفي بيان لاحق أصدرته بتاريخ 16/3/2014، أعلنت أنّ الطيران الحربي السوري قصف بعدد من الصواريخ أماكن في جرود عرسال، في أثناء ملاحقته مسلّحين على الحدود المحاذية للأراضي السورية...

 

متفرقات أمنية
في إطار ملاحقة المخلّين بالأمن والمطلوبين للعدالة بجرائم مختلفة، نفّذت الوحدات العسكرية تدابير مختلفة وعمليات دهم. وفي ما يلي الحصيلة التي أسفرت عنها العمليات والتدابير التي نفّذها الجيش.
بتاريخ 3/3/2014، أصدرت القيادة بيانًا جاء فيه أنّه: «في أثناء تشييع أحد الأشخاص في محلة صبرا، أقدم المدعو فوزي شحرور، المطلوب توقيفه بعدّة وثائق، على إطلاق رشقات نارية من أسلحة حربية آر بي جي في الجو، على الفور قامت وحدة من الجيش بمداهمة منزله دون العثور عليه، قد أوقفت داخل المنزل كل من السوريين: مصطفى محمود باجو وياسر محمد العبدالله ومحمد سليم محمد علي جبرة، لحيازتهم أجهزة لاسلكية عدد /3/ ومبلغًا كبيرًا من المال، كما عثرت داخل المنزل على مسدس حربي وبندقية صيد أوتوماتيكية مع ذخائرها وممنوعات».
وفي الإطار نفسه، أصدرت القيادة بيانًا بتاريخ 5/3/2014 جاء فيه: «أوقفت مديرية المخابرات في منطقة جبيل ثلاثة أشخاص كانوا يخطّطون لخطف إبن أحد كتّاب العدل في المنطقة، وهم: اللبناني (ن.س) والسوري (ع.غ) والمصري (س.إ)، وقد اعترف الموقوفون بأنهم تعرفوا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي على هوية الكاتب العدل وصور إبنه وعنوان مدرسته وبدأوا بالتخطيط لعملية خطفه مقابل فدية، لهذه الغاية جرى تأمين بزة عسكرية تعود لقوى الأمن الداخلي، ومحاولة تأمين لوحات سيارة مزوّرة لاستعمالها في العملية. وتستمر التحقيقات مع الموقوفين لكشف مدى تورّطهما بجرائم أخرى».
كذلك، وفي 6/3/2014، أعلنت القيادة في بيانٍ آخر أن دورية تابعة لمديرية المخابرات أوقفت في محلة حبالين – جبيل المدعو ابراهيم دحام النايف، وذلك لحيازته كمية من الحبوب المخدّرة زنة 76,285 كلغ، كانت موضّبة بين صفائح معدنية في صندوق سيارة بيك آب نوع «ميتسوبيشي FUSO» رقم 339275/م، مسجلة باسم والده، ويقودها أحد أقربائه المدعو أحمد محمد الأحمد الذي تمكّن من الفرار. وقد تمّ تسليم الموقوف مع المضبوطات إلى المراجع المختصة وبوشر التحقيق».
وفي بيان صادر بتاريخ 15/3/2014، أوقف الجيش اللبناني عند الساعة 14,30 في منطقة شدرا - عكار، المواطن ممدوح محمد رشيد يستقل سيارة نوع رينو 11، وقد ضبطت بحوزته قذيفتي هاون 82 ملم، 5 رمانات يدوية (من دون صواعق) وكمية من ذخيرة 12,7 ملم.
سلّم الموقوف والمضبوطات إلى المراجع المختصة وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص.