في ثكناتنا

بنى «مدينة المداهمة» على امتداد ألفي متر
إعداد: روجينا خليل الشختورة

لواء المشاة السابع
أيادٍ خيّرة دعمتنا وأهلًا برفاق السلاح يتدربون في منشآتنا

 

بناء القدرات عملية متواصلة في الجيش، فالوصول إلى مستوى عال من الجهوزية لا يعني التوقف وإلا حصل التراجع.
لواء المشاة السابع في الجيش اللبناني، من القطع الناشطة والساعية إلى التطور، مستفيدة من الإمكانات التي تتيحها قيادة الجيش من جهة، ومن إمكانات أخرى يتيحها التفاف المواطنين حول الجيش وسعي أصحاب الأيادي الخيرة إلى دعم جيشهم من خلال مبادرات مختلفة. لكن في موازاة هذه وتلك، ثمة دومًا إرادة تدفع العسكريين إلى مضاعفة الجهود، وإلى الابتكار، لتحقيق الأفضل. فما الجديد في هذا اللواء؟
الجولة التي قامت بها «الجيش» كانت نتيجتها أخبار سارة عما آلت إليه الأمور بفضل الإرادة والجهد والمثابرة.

 

جهود ومبادرات خيرة
قائد اللواء العميد كابي شمعون يشكر في بداية كلامه قائد الجيش العماد جان قهوجي على الثقة التي منحه اياها، ونوّه بالجهد الكبير الذي قام به أسلافه، خصوصًا العميد الركن زياد الحمصي (مدير العمليات الحالي)، الذي كان له الفضل الأكبر في تنظيم اللواء وتقسيمه إلى سرايا وهو التنظيم الذي استقر عليه اللواء حتى تاريخه.
ويضيف قائلًا: منذ تسلّمي قيادة اللواء في 13/06/2012، تعددت مهماتنا وتوالت، فقد تبين لنا أولًا أننا بحاجة للاحتياط، وبدعم من قيادة الجيش، استطعنا تأمين الاحتياط اللازم، وقمنا بإعادة انتشار ومن ثمّ انصرفنا إلى نواحٍ أخرى.
لقد تعاون معنا العديد من الأصدقاء الذين قاموا بتمويل مشاريع لمصلحة اللواء. هؤلاء، أقدم لهم باسمي وباسم قيادة الجيش جزيل الشكر والتقدير، ومنهم، الحاج يوسف تاج الدين وأخوانه أصحاب شركة الدلهمية للتطوير، الحاج موسى القادري صاحب أفران شمسين، السيد طلعت لحام مدير عام سبلين، والسادة جلال الخطيب، حسين عيد، سهيل كليب، عباس عياش، عصام ومازن الزعني، ومحمد دنش، بالإضافة إلى رؤساء بلديات الشويفات، كفرشيما، حارة الست، وادي شحرور، حومال، بليبل، بدادون، عرمون وبخشتاي.
ومن أبرز المشاريع التي تمّ إنجازها وفق ما يخبرنا العميد شمعون، تجهيز اللواء بالعتاد الفردي (جعب الصدر والخوذ)، وعتاد مكافحة الشغب، وآليات جديدة جاهزة للتدخل (تمّ افتتاح دورات سوق على هذه الآليات لحوالى 130 عنصرًا). كما يجرى حاليًا إنشاء مخازن جديدة للفرع اللوجستي في كفرشيما بعد أن كانت هذه المخازن في المدينة الكشفية في البترون.

 

«مدينة المداهمة»
لتأمين الجهوزية الفضلى في اللواء، كان لا بد من تعزيز التدريب. لذلك، تقرر إنشاء مركز جديد أطلق عليه إسم «منشآت اللواء السابع للتدريب» وهو عبارة عن «مدينة مداهمة» على شكل حيّ سكني بمساحة ألفي متر مربع، يشمل ثماني شقق تضمّ كل منها أربع غرف مفروشة وحمامًا، وتختلف تقسيماتها الواحدة عن الأخرى. ولقد تولى عناصر اللواء السابع أشغال البناء، وذلك بالعمل الدؤوب لمدة 12 ساعة في اليوم على مدى أربعة أشهر.

 

غرفة التحكم
ويضيف قائد اللواء: تمّ تجهيز هذا الحيّ بكاميرات مراقبة موصولة إلى غرفة تحكم فيها شاشة كبيرة يمكن التواصل من خلالها عبر مكبّر للصوت في أثناء التدريب، بالإضافة إلى إمكان تسجيل التدريبات لإعادة مناقشتها لاحقًا وتصحيح الأخطاء وتقييم الأداء.
وقد زار اللواء وفد من السفارة الأميركية وقام بجولة داخل المنشآت واطلع على طرق التدريب فيها وأساليبه وأبدى إعجابًا كبيرًا.
التمارين والتدريبات
وتابع العميد شمعون حديثه فقال: لخلق منافسة بين العسكريين وإضفاء الحيوية على التمارين، استوردنا حوالى 60 بندقية Paintball وذلك عن طريق رئيس نادي ضبية للفروسية السيد جورج عبود. وبدأ التدريب عليها لمدّة شهرين في البداية، وكانت النتائج ممتازة وهذا ما ظهر بوضوح في المهمات التي نفذها اللواء بعد ذلك.
وقد شملت هذه التدريبات تمارين المداهمة والتفتيش، كما افتتحت دورات مكافحة شغب ودورات فنون قتالية متنوعة (Mixed Martial Arts).

 

تقنية متطورة من ابتكار أحد الضباط
خلال التدريب، ابتدع أحد الضباط تقنية جديدة ومتطورة تستعمل في القتال في الأماكن الآهلة، وهذه التقنية عبارة عن شاشة معلقة على الدرع موصولة بالسلاح بواسطة كاميرا. عند الوصول إلى زاوية خطرة ترفع الكاميرا ويجري إدخالها للكشف عما في الداخل وفي حال وجود العدو، يمكن الرمي من خلال الشاشة أي من دون الحاجة للدخول والتعرض لخطر الإصابة.
تتميز هذه التقنية بالدقة والسرية (تمت تجربتها في حقل الرماية)، وتهدف إلى حماية العسكريين وتخفيف الإصابات والخسائر البشرية. وتستعمل ليلًا ونهارًا في جميع أشكال المداهمات، وفي حرب الشوارع، وعند وجود خطر القنص، كما تستعمل في المهمات الخاصة.
في الإطار ذاته، صنعت إحدى السرايا في اللواء السابع هدفًا متحركًا وهو عبارة عن جسم إنسان على سكة حديد يتمّ وضعه في مكان التدريب بطريقة خفية، وخلال التمرين، يجري التحكم فيه عن بعد فيظهر فجأةً على أنه العدو الغدار. والهدف منه تمرين العناصر على التعامل مع هذه الحالات.

 

تدريب لمصلحة قطع أخرى
هل تقتصر الاستفادة من هذه المنشآت والتقنيات على لواء المشاة السابع؟
عن هذا السؤال يجيب العميد شمعون قائلًا: لم تقتصر التدريبات على عناصر اللواء السابع، إذ تمّ تدريب بعض الأفواج ومنها أفواج التدخل الثالث، الرابع والخامس، وذلك بإشراف فريق تدريب أميركي، علمًا أنّ هذه التدريبات تمت في إطار مخيمات حيث كانت الأفواج تبقى في موقع التدريب حتى انتهاء الدورة واختتامها بحفل تخرّج وسهرة نار.
وأضاف: بسبب وجود أعداد كبيرة في موقع اللواء، واجهتنا مشكلة نقص في المياه فقررنا حفر بئرٍ إرتوازيٍ وتمديد المياه من أحد الينابيع لسدّ الحاجة.
ومستقبليًا، نتطلع إلى تأمين طاقة شمسية لتسخين المياه للحدّ من مصروف الكهرباء.
وختامًا، عبّر العميد شمعون عن سروره بما تحقق في اللواء، خصوصًا أنّه عزز اندفاع العسكريين لمزيد من العمل والجهد. ودعا قائد لواء المشاة السابع جميع قطع الجيش ووحداته لزيارة «مدينة المداهمة» للتدريب، والاستفادة من جهوزية الموقع.