في كل بيت

بين الأمهات والأبناء
إعداد: ناديا متى فخري

الطريق الى بر الأمان تمر بالتواصل القوي والحب العادل الحكيم

 

الأم محبة... ودفء وسلام, ووحدها المحبة تنطق بلغة الأم... عندما نتحدث عن الأمومة, لا بد أن نعترف بأن الموضوع في غاية الدقة والأهمية, نظراً لما يترتب على الأم من مسؤوليات تجاه أولادها.
فالأم هي الحاضنة والمربية والمرشدة, وهي المسؤولة الأولى عن تربية طفلهـا وتنشئته وتوجيهه ورعايته صحياً ونفسيـاً وثقافياً, وعن متابعته حتى يصبـح رجلاً مسؤولاً بدوره أمام مجتمعه, أو شابـة ناضجة تملك المعطيات التي تؤهلها أن تكون ربة أسرة وأماً صالحة.
من الطبيعي أن ننظر الى دور الأم كدور أساسي في حياة الأبناء, فالأم هي التي تعد الطفل للإندماج في برامج الحياة الأسرية والإجتماعية, وهي حجر الزاوية الأساسي الذي ينهض بكافة مقومات التربية والتنشئة التي ترفد شخصيات الأبناء...
ولا شك أنه بقدر وعي الأم ونضجها وأمانتها في تعاملها مع أبنائها, بقدر ما يفوز الأبناء بشخصية سوية, فالرعاية الجيدة والتربية السليمة تخلق الإبن الصالح المنسجم مع ذاته ومع محيطه.

 

العلاقة بين الأم والطفل

يحتاج الطفل الى أم تحتضنه بودّ ومحبة, وتحترم خصوصياته وتواكب إحتياجاته حسب مراحل نموّه, لأن إحترام حقوق الطفل يزيد من تعميق إحساسه بالطمأنينة والرضى.. ومهم جداً أن تكون الأم صديقة لإبنها, تشاركه أحلامه ومشاعره, خاصة في المراحل المبكرة من عمره, فالتواصل القوي بين الأم والطفل من أهم العوامل التي يرتكز عليها نموّ الطفل السليم, والذي يشكل وقاية ضد العديد من السلوكيات السلبية.


إن العلاقة الحميمة بين الأم والطفل تعزز لديه الثقة بالنفس وتكسبه حصانة وجدانية ومعرفية, وتجعله قادراً على إستغلال طاقاته الذاتية بصورة أفضل.. إن وجود الأم الدائم الى جانب أولادها وتفرّغها للإعتناء بهم وتلبية إحتياجاتهم يساهم في تأهيلهم تأهيلاً إيجابياً وبنّاءً.
والتوجيه عنصر مطلوب في مجال التنشئة الأسرية, ونحن من خلاله نخاطب ضمير الطفل وأحاسيسه وخياله, ونعتمد عليه في تهذيب سلوكه وتدريبه على السمات السلوكية التي تهيئه تهيئة مثالية يكتسب فيها النضج الكافي كي يدرك ما هو الصواب وما هوالخطأ, خصوصاً في سنوات الطفولة والحداثة, حيث يجب أن نرسم إطاراً محدداً لتصرفات أولادنا يوضّح لهم الخطوط الحمراء التي لا يحق لهم تجاوزها.


إن أهم خطوة مطلوبة في تربية الأبناء هي أن تكون الأم دافئة, حنونة, مستمعة, وفي الوقت نفسه محاورة ومنطقية, تعرف كيف تمزج بين السلطة والتسامح. فلا يجوز أن تكون قاضية في كل وقت فلا يمر يوم على الطفل من دون عقاب, ولا يجوز أيضاً أن تكون متساهلة ومتسامحة لدرجة مبالغ فيها. فنحن حين نطالب بإشراف الأم باستمرار على نشاطات طفلها وتحركاته, خاصة في مراحل الطفولة المبكرة, نعني بذلك أن لا تُهمل الأم ابنها, لتتأكد أنه لا توجد مصاعب في حياة الطفل أو مخاطر قد تؤدي الى أذيته.. وأفضل الأمهات هي التي تشجّع إبنها الى الإنطلاق في الإتجاهات الصحيحة, والتي توفّر له المناخات الغنية بالدفء والطمأنينة, لأن هذا الشعور الآمن يكـسبه حـيوية متدفقة, ويساعد على ضبط مشاعـره وردود فعـله حيال المسائـل المرفـوضة لديه. وشيئاً فشيئاً يبدأ الإبن بتصحيح مفاهيمه وترجمة الأمور ترجمة صحيحة, فالطفل لا يتقبل نقاط ضعفه إلا إذا تعلّم كيف يعالج نفسه منها.. والأم هي المسؤولة عن تصحيح أخطاء الطفل.

 

كيف نتعامل مع أولادنا؟

لكل مرحلة من مراحل النمو إحتياجاتها الخاصة, وعلى الأم أن تكون متفهمة وصبورة ومتعاونة, لأن الأطفال يتأثرون بالمعطيات التي تتوفر لهم خلال مراحل نموّهم. وكل إهمال من قبل الأم يجعل الطفل متوتراً وغير قادر على التحكّم في إنفعالاته, يخاف من كل شيء ويرفض كل شيء, وأحياناً يتحوّل الى طفل خجول أو الى طفل مشاغب وفوضوي...
للأطفال حاجات ومطالب وحين تعجز الأم عن تلبيتها يشعر الإبن بالإخفاق وعدم القدرة على التكيّف في بيئة لا تُشبع كل حاجاته.
التعامل مع الأطفال بين عمر السنتين والست سنوات, يجب أن يتسم بالحذر الشديد, لأن هذه المرحلة من عمر الأطفال غاية في الدقة والحساسية, وتعتبر أهم محطة في حياة الأبناء, باعتبار أن الطفل يتعلّم فيها القيم الأخلاقية, ويتسوّق مفاهيمه, وينمو خياله وتنضج مشاعره, ويكوّن تفكيراً قابلاً للإستيعاب والتركيز والتمييز. والجدير ذكره هو أن العاطفة تتغلب على المنطق عند أطفال هذه المرحلة... وفي المقابل, يميل الطفل الى أن يكون له عالمه الخاص به ليشعر بالإستقلالية, ولهذا الشعور بريق خاص عند الأطفال بين عمر السنتين والست سنوات.
الى ذلك نشير الى أن الطفل في هذه المرحلة يكون عفوياً ومتقلّب المزاج, وتبرز عنده العواطف المعقدة: “الإحساس بعقدة النقص والذنب, الغضب والخوف, الحسد والغيرة..”. وهذه المشاعر هي ردود فعل لا إرادية يجد فيها الطفل متنفساً له للتعبير عما يختلج في أعماقه من أحاسيس محبطة يكتمها, ويرفضها في وقت واحد.
كيف نساعد الطفل على تخطي تحديات نموّه العاطفي والفكري؟
ما هي الأسباب التي تثير في الأطفال مشاعر الغضب والغيرة؟
ولماذا يحتفظ بعض الأطفال بنمط النمو السلوكي الذي تميّز به في طفولته, والبعض الآخر يتحوّل الى شخص آخر يختلف سلوكه كلياً عمّا كان عليه في طفولته؟ والى أي مدى يؤثر الدور الذي تلعبه الأم في حياة الأطفال؟
إن الأسئلة المطروحة في هذا الإطار لا يمكن حصرها, فالطفولة هي الأرض الخصبة التي من خلالها تبدأ رحلتنا الطويلة مع الحياة رجالاً وأمهات.

 

لماذا يغضب الطفل؟

كل أم تحلم بطفل مثالي هادئ الطباع ومطيع لا يخطئ التصرّف, وتشعر بخيبة أمل حين تشعر أن طفلها خارج إطار الصورة التي رسمتها له, وهنا نذكّر الأم, بأن قدرة الطفل على ضبط عواطفه وسلوكه يكتسبها عن طريق مراقبته للراشدين من حوله, والأم هي النموذج الأول الذي يتخذه الطفل مثالاً له ويقوم بتقليده... وعندما يجد الطفل أن أمه سريعة الغضب وتفقد السيطرة على أعصابها بسرعة حين لا تكون راضية عن موقف أو تصرّف معيّن, من الطبيعي أن يلجأ الطفل الى الأسلوب نفسه للتعبير عن رفضه واستيائه.. من هنا نصرّ على ضرورة إخفاء المشاعر السلبية أمام أولادنا وإظهار المشاعر الإيجابية, لأننا بذلك نساعدهم على ضبط مشاعرهم ونحثهم على التعاون الإيجابي في عمر مبكر.
لا يجب أن نتوقع من طفلنا أن يكون مثالياً ولا يجب أن نيأس منه حين يخطئ, فالأخطاء جزء مهم جداً من النمو الشخصي خلال الطفولة, فإذا لم يخطئ الطفل لا يعطينا الفرصة كي نرشده الى الصواب... وفي المقابل, إن القسوة عليه تؤدي الى عدم نضوجه وإرباكه.
فالطفل الذي نعاقبه ونوبّخه بقسوة وننفجرغضباً في وجهه حتى ولو كان لا يستحق العقاب, يشعر بالحرج والإهانة ويفقد ثقته بحبنا له, وهذا الشعور يجعله يعيش في دوّامة تشحنه بالتوتر والغضب.


والمؤسف حين يشعر الطفل أنه مغلوب على أمره, وبأننا لا نحمل الحب له, فنحن نعاقبه بقسوة ونلومه باستمرار إذا أخطأ أو لم يخطئ, وتتولد لديه قناعة بأن هناك صفة موجودة في الأطفال الآخرين وغير موجودة عنده, فيبدأ البحث عن هذه الميزة المفقودة فيه والتي تسرق منه محبة أمه أو أبيه. وقطعاً, حين يشعر الطفل بأن فيه نقصاً أو عيباً أساسياً, يفقد إحترامه لنفسه وثقته بها, وكلما كبر, يستمر في شكوكه التي تجعله يرتاب في محبة الآخرين واحترامهم له, وهذا الظنّ الذي يرافقه يقف كجدار في سبيله لا يتمكن من إجتيازه بسهولة في علاقاته مستقبلاً. وليس هناك أسوأ من أن يحتقر الإنسان نفسه ويراها غير جديرة بالإهتمام. وهنا أيضاً, نجد أن الإحساس بعقدة النقص يسكن في اللاشعور ليتخذ شكلاً جديداً أساسه الغضب والعنف والتمرد, وبكل أسف, نرى أن صاحب هذه الشخصية يجد متعة كبيرة في تفجير غضبه لسبب أو من غير سبب, ويشعر بمتعة كبيرة في إيذاء الآخرين.
إن تجـاهل مشاعر الطـفل يؤدي الى شعـوره بالغـضب, أما توفـير الدعـم العاطفي له, بمعنى بالتأكيد له, بأسـلوب أو بآخر, أننا نـتفهم أسباب غضـبه, واكتـئابه وشعوره بالإحباط, ونحبّه ونتقبله مهما فعل, فيدعم معنوياته ويساعده ليكون أكثر هدوءاً وتفهماً.

 

الغيرة عند الأطفال

لا بدّ من الإعتراف أن الغيرة شعور طبيعي وشائع بين الأطفال, فكل طفل يرغب في تأكيد ذاته ويرفض أن ينافسه أحد على حبّ والديه له, وهو يؤمن إيماناً عميقاً بأنه ليس من حق أحد أن يشاركه في حب أبويه, ويخاف أن يفقد جزءاً ولو بسيطاً من هذا الحب, والخوف يولّد الشك في نفسه, فيبدأ بالمراقبة والتحليل وقد يتمادى الى أبعد من ذلك, فيقوم بمنافسة أخوته والدخول في شجارات معهم ليتحقق من حماية أهله له ومحبتهم.
وهذا يدل بوضوح على أن الغيرة لها تأثيرها على الشخصية, ويشير الى أنها قد تصبح أحياناً مدمرة لشخصية الأبناء. وعلى كل أم أن تدرك مدى الضرر الذي يقع على الطفل نتيجة لها, فالغيرة شعور نفسي مؤلم, وقد جاء في حديث لأحد الأطباء النفسيين: “... من خلال تجربتي الطويلة مع الأطفال أرى أن أغلبية الصغار تظهر عليهم مشاعر مختلطة, مكوّنة من أحاسيس متنافرة هي الغيظ والغيرة والحب تجاه المولود الجديد الذي يُنزلهم عن عرش إهتمام الأسرة ومحبتها...”.


عمـوماً, إن الغيرة تنـشأ في كل أسرة, وفي أغلب الأحيان تستاء الأم من مشاكل الغيرة بين أولادها, وتحاول حلّ النزاعات بشتى الطرق والوسائل, فتقوم مثلاً بشراء اللعبة نفسها لكل ولد من أولادها, كي لا يغار أحدهم من الآخر, ولكـن ما يحـصل هـو أنـه بـدلاً مــن أن يفـرح الأطفـال بألعابهم المتشابهة نجد كل واحد منهم يتفحّص بدقة لعبة الآخر لكي يتأكد أن أمه لا تميّز بينه وبين أخيه وهي تحبه مثله تماماً ولا تفضله عليه.
بعض الأطفال يعاني من إحساس طاغ بالغيرة, خاصة عندما يكون جوّ الأسرة مساعداً على تعزيز هذا الشعور المحبط, وهذا الموقف يفرض على كل أم أن تكون عادلة في محبتها لأولادها, لأن عدم مساواة الأم في حبّها لهم يولّد الغيرة بينهم وتجعلهم في منافسة دائمة.
نحن نعرف أنه لا يوجد حب متساو في هذه الحياة, ولكننا نعرف أيضاً أن حب الأم لأولادها, حب عميق وعادل, وكل أم تحب أولادها بالتساوي, ولكن في كل طفل صفات تجعلنا نحبه وتختلف عن صفات أخيه, لذلك ينبغي علينا كأمهات أن نتصرّف بحكمة وحذر مع أولادنا كي لا يشعر أحدهم أننا نحب أخاه أكثر منه.
فحـين تكافئ الأم أحد أولادها وتشجعه لأنه سلك سلوكاً استحق عليه المكافأة, عليها أن تعامل شقيقه بالأسلوب نفسه ليشعر أنها تهتم به أيضاً, ولا تفرّق بينهما في المعاملة.


والمطلوب من كل أم أن تبتعد عن أسلوب المقارنة بين أولادها, فالمقارنة الدائمة بين طفل وطفل تخلق الشعور في أعماق أحدهما بأنه مكروه من أمه, فيكره بدوره شقيقه الذي تفضلّه أمه عليه وتشتعل نار الغيرة في قلبه منه, وهذا يخلق نوعاً من التنافر الدائم بينهما... ومن ناحية أخرى, إن الطفل يرفض تماماً أن يساويه أحد بطفل آخر سواء كانت المقارنة في صالحه أو ضدّه, فالطفل يحب أن يجد نفسه محبوباً من والديه لذاته وليس لأسباب أخرى.. وأهم ما يساعد الطفل على إجتياز تجربة الغيرة هو أن نتحدث معه وننافشه بودّ وحب ونتفهم مشاعره وأحاسيسه ونحترم خصوصياته...
إن حكـمة الأم شـرط أساسي في تربـية الأبـناء, فهي إذا عرفـت كيف تهدئ من قلـق طفـلها الغيور ترفع معنوياته وتنقذه من الإحساس بالغيرة من أخيه, وتجعله لا يشعر بالكراهية والعداء نحوه بدلاً من أن تستـقر هذه المشـاعر في نفسه وتؤذيه... فالحــوار بين الأم والطـفل يؤكد للطـفل أنه محـبوب من الأم, وإهتمام الأم بشؤون طفلها يمنحه الفرصة للشعور بالطمأنينة والأمان.

 

المجد للأمهات

“قدوس مجد الأمومة”, فلولا الأم لكان الوجود كوكباً منسياً يسكنه الجماد, فما أعظم الأمومة وما أضعف الوجود الذي يتسوّل منها الحياة ويملأ سلاله الفارغة من بيادرها الخصبة.
ملح الحياة هي.. وخميرة الوجود.
هي الأرق والأجمل, هي الأنقى والأسمى, هي العدل والحكمة, عروس الأزمنة هي وحاضنة الأجيال.
حبّها يفوق كل حبّ, وجمال نفسها تفوّق على كل جمال, وعطاؤها أنبل من كل عطاء... جميلة هي في كل حالة, إيمانها عميق, تواضعها فريد, ومحبتها سامية.
للأمومة أبجدية خاصة بها, كأبجدية الإيمان في كتاب صلاة..
الأم, ينبوع مبارك ليس لعمقه نهاية ولا يُدركه جفاف, مياهه أعذب من شهد العسل, وأصفى من دموع الفجر, كل قطرة منه تروي نفوسنا وتبعث فينا الراحة وهدأة البال.
هي كرمة خضراء تتقلّب فيها الحياة في كل المواسم متحدية قدر الأزمنة والفصول.
هي الجمال والكمال.. هي الخير والسلام.
تتألم بصمت وتضحي بصبر وتتصرّف بحكمة.
هي النغمة الأولى التي تترنّم بها شفاه الطفولة, والقبلة الأولى التي يحتضنها جبين الطفل, والإبتسامة الأولى التي تعرفها عيون الأطفال.
هي الحضن الدافئ الذي نلوذ إليه ليحمينا من القلق والحزن والغربة.
مشاعر الأمومة كقطرات الندى التي تسكبها أجفان الفجر على وجنات الزهر وأوراق الشجر وسنابل الحقول.
لكل زمـن لغة, لكل طـبيعة لغة, للجمـال لغة, للضـمـير لغة, للحـكـمة لغـة, للحياة لغة وللمـوت لغة, للطـفولة لغة, وللإيمـان لغة... وحـده قلـب الأم ينطـق بكل اللـغات, فأي سرّ فيـها وهي الحبيبة؟
كيف لا نكرّم الأمومة وهي التي تحمل بين يديها معجم الحياة, كيف لا نكرّمها وهي التي اختارها الرب لتكون أحضانها مهداً للأجيال؟
فتعالوا.. نهرق الطيوب أمام مذبح الأمومة ونعطّره بالمسك والعنبر, تعالوا نجمع من الحقول الورود البيضاء وننثرها على دروب الأمهات عربون وفاء لعطاءاتهن الكثيرة.
أمي.. يا أحبّ حبيبة.. أيّ الهدايا في العيد أهديك؟ أأهديك جوهرة, أم أيقونة من الذهب الخالص, أم أحمل إليك اللآلئ الكريمة؟
أي الـهدايا أختـار ونور قلبك أشد لمعاناً من وهج الذهب وكل حجر كريم.. غنـية أنت بنـعم كثيرة.. وأمام مجـدك أمي فقـيرة أنا وجـداً صغيرة.. فاسمحي لي أن أهديك وردة وقبـلة ومحـبتي الكبـيرة.. وسـلام عليك يا أمي.. والمجد لكل الأمهات.