الجيش دوت كوم

بين الأول من آب وعرسال
إعداد: ريما سليم ضوميط

بالعربي الفصيح والصوت والصورة لبنان جيش لجيشه


في العيد الـتاسع والستين للجيش اللبناني، تداول الناشطون في مواقع التواصل الإجتماعي «هاشتاغ» #شرف-تضحية-وفاء، كعربون شكر للمؤسّسة العسكريّة. وغّصت الصفحات في الأول من آب، بصور للجيش اللبناني وعبارات المعايدة التي تحمل أطيب التمنيات. كما حملت صفحات عدد من الفنّانين والإعلاميين والكتّاب والشعراء، عبارات التقدير ومعايدات خاصة للجيش اللبناني.

وبعد اندلاع المعارك بين الجيش والمجموعات المسلّحة في عرسال، تحوّل «هاشتاغ» الجيش اللبناني على موقعي التواصل الإجتماعي «فايسبوك» و«تويتر» إلى محطّة لدعم الجيش ضدّ الجماعات الإرهابيّة التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار.

 

حركة «ج»
لقد حقّق هذا «الهاشتاغ» نسبة هائلة من التغريدات المشاركة والتي عبّر من خلالها اللبنانيون عن استيائهم حيال ما يجري في عرسال، معتبرين أن هذا الاعتداء هو اعتداء على الوطن ككلّ وعلى هيبة الدولة. واشتعلت المواقع بالعناوين الداعمة للجيش اللبناني مثل: #بدنا-من-الجيش-اللبناني، والذي طلب من خلاله المشاركون أن يقضي الجيش على الإرهابيين، و#السيف-المسلط، و#دمك-بالدني، و#كلنا-الجيش-اللبناني، وغيرها، والتي عبّرت عن غضب اللبنانيين من الهجمات الإرهابية المتكرّرة على الجيش والوطن وعن دعمهم المطلق للمؤسسة العسكرية في دفاعها عن الوطن. كذلك، برزت حركة على موقع «تويتر» تطالب بوضع حرف (ج) إلى جانب أسماء مستخدمي الموقع الداعمين منهم للجيش اللبناني. وفي غضون ساعات، بدأ الحرف (ج) يظهر بكثافة إلى جانب أسماء مستخدمي الموقع، وتحوّل الحرف البسيط إلى إشارة واضحة على دعم الجيش من قبل المواطنين ومن بينهم الفنانين والمشاهير.
وانتشرت على المواقع الإجتماعيّة دعوات للصلاة وإضاءة الشموع ورفع راية الجيش أو علم لبنان على الشرفات. وغيّر عدد كبير من الناشطين صورهم ووضعوا بدلاً منها صور الجيش وأبطاله مع عبارات التأييد، مؤكّدين أنّ الجيش اللبناني سينتصر.  وأكّدت الصفحات الداعمة للجيش (ومن بينها «دعمًا للجيش اللبناني» و«الجيش اللبناني هوّي الدولة»، YES I Support The Lebanese Army، و«الجيش اللبناني خط أحمر»)، أن كل شخص لا يقف في صفّ الجيش اللبناني اليوم ليس لبنانيًّا وليس له أي علاقة بهذا الوطن.

 

وقفات تضامن
إلى ذلك، نفّذت مجموعة شبابية من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي وقفة تضامنية مع الجيش اللبناني، في ساحة الشهداء - وسط بيروت، دعمًا له في مهمّاته على كل الأراضي اللبنانية عمومًا، وفي عرسال والشمال خصوصًا. ورفع الناشطون لافتات مؤيدة لعمليّات الجيش، كتبوا عليها العبارات الآتية: «عينك علينا وقلبنا عليك»، «أطلق نيرانك لا ترحم»، و«المطالبة بالثأر لشهداء الجيش». وقد توالت الوقفات التضامنية مع الجيش وما لبثت أن شملت مختلف المناطق اللبنانية.
صلوات وأغانٍ و«دمنا للجيش»
الفنّانون اللبنانيّون بدورهم لم يتأخّروا عن دعم الجيش وتأكيد تأييدهم له. فمنذ بدء المعركة وحتى نهايتها، علت على موقع التواصل «تويتر» تغريداتهم التي تدعم الجيش اللبناني، وترفض أي اعتداء يمسّ كرامته، كما تحمل أسفهم وحزنهم على الشهداء الأبرار.
الصفحة الرسمية للسيدة فيروز على الـ«فايسبوك» والتي تحمل عنوان «رح نبقى سوى» أضافت عبارة «مع هالعسكر»، وأهدت إلى الجيش مقطع فيديو من أغنيتها «بيّي راح مع هالعسكر».
جوليا بطرس أهدت الجيش أغنية «أطلق نيرانك». أما نانسي عجرم فكتبت: دمعتنا عم تسقي ورودك، ضم الشهدا ورود ورود… يا جيش بلادي، الأطفال عم بتصليلك وكل بلادي كبار صغار، من وقت الي صرت بغنيلك صوتي عليي أغلى صار...
وعرض عاصي الحلاني كليب أغنية الشرف عنوانك - النسخة الأصلية.
وفي حين غرّد: يا رب إننا نستودعك لبنان أرضه وأهله وشعبه، يا من لا تضيع عنده الودائع، لبّى الفنان اللبناني راغب علامة طلب الجيش اللبناني الذي أعلن عن حاجته إلى 50 وحدة دم من جميع الفئات. فتبرع بدمائه لجرحى الجيش اللبناني بعد أن زارهم وتفقّد أحوالهم.
الخطوة نفسها قام بها الفنان رامي عياش الذي تبرّع أيضًا بدمه.
الفنان زين العمر كتب عبر صفحته على «الفايسبوك»: الإسم الكامل طوني يوسف حدشيتي، الاسم الفني زين العمر، أعلن انتسابي إلى الجيش اللبناني برتبة مجند. كما نشر صورة له وهو يرتدي بزّة الجيش وتحتها عبارة: الجيش والشعب والحق نحن أكثرية ضد الارهاب ونحن الغالبون والنصر لنا.
وكتبت سيرين عبد النور، تحت صورة لشهداء الجيش في معركة عرسال: أبطال بلدي، كلنا الجيش اللبناني، الله يرحمهن ويصبر اهاليهن.
أمّا هيفا وهبه فأعربت عن تضامنها مع الجيش بعبارة «كلنا مع الجيش اللبناني إيد بإيد». وكذلك فعلت كل من إليسا ومايا دياب داعيتين اللبنانيين إلى الصلاة من أجله.
ماجدة الرومي قالت: الجيش اللبناني فوق كلّ اعتبار، جيش لبنان الحرّ المستقل، لبنان الدولة والسيادة والمؤسَّسات الرسمية، جيش الكرامة اللبنانية، جيش شرفنا ورفعة رؤوسنا، بروحي أفديه.
ونشر المغني الكندي اللبناني الأصل Massari تغريدة على «تويتر» يؤكّد فيها دعم الجيش اللبناني، وقد جاء فيها :«أقف الى جانب جنود بلدي لبنان، فليحفظهم الله من التهديدات». وأرفق المغني الشاب التغريدة بصورة للجيش اللبناني.

 

نجوى ووائل ألغيا حفلاتهما
نجوى كرم أعلنت توقّفها عن الغناء حاليًا تضامنًا مع الجيش اللبناني والظروف التي يشهدها لبنان، كما ألغت جميع برامجها الغنائية. وقالت: «أقف إلى جانب أهلي وناسي وجيشي، ولن أغني على أرض لبنان طالما هي مجروحة».
في الإطار نفسه، ألغى الفنان وائل كفوري حفله الذي كان من المقرر إحياؤه في التاسع من شهر آب في فندق «الريجينسي بالاس» تضامنًا مع الجيش اللبناني.

 

بدنا نتحرّك
المخرجة اللبنانية كارولين حنا ميلان أطلقت صرخة «فنان بلادي، المواطن اللبناني صنع لك نجوميتك اليوم دورك تصنع له وطنه ووطنك» دعت فيها كافة الفنانين الى المشاركة بحملة لدعم الجيش اللبناني، تحت عنوان «بدنا نتحرك». ودعت ميلان عبر صفحتها على موقع التواصل الإجتماعي فايسبوك، جميع «الفنانين والإعلاميين والأشخاص المعروفين للانضمام لأننا سنكون بحاجة لهم كمندوبين في جميع المناطق اللبنانية، ومن يريد المشاركة فليسجّل اسمه عبر التعليق على البوست».

 

«كلنا للجيش... كلنا للوطن»
تحت شعار «كلنا للجيش.... كلنا للوطن» استضافت الإعلامية ريما نجيم إلى جانب الإعلامي وليد عبود مجموعة من الوجوه المعروفة من فنانين وسياسيين ومثقفين في حلقة تلفزيونية (MTV)، دعمًا للمؤسسة العسكرية والتأكيد على «أننا نقف يدًا واحدة مع الجيش اللبناني في حربه ضد الإرهاب». وكان من بين الضيوف، الصحفية والأديبة مي منسى التي أثنت على اختيار المكان (أمام نصب الجندي المجهول)، «وهو ليس بمجهول فلديه هوية وروح، أما هؤلاء الجحافل فلا هوية ولا وطن لهم».
من ضيوف الحلقة أيضًا الأب يوسف مونس الذي أكّد أن الجيش هو فخره وعنفوانه وكرامته، وقدّم خلال الحلقة صلاة لمريم العذراء كي تحمي الجيش اللبناني ولبنان. كذلك استضافت ريما نجيم الفنان ريمون جبارة، والممثل عمر ميقاتي، ريموند انغولوبولو، الممثل جورج شلهوب وابنه يورغو، الممثل عمار شلق، الممثلة ندى بو فرحات، الذين أكدوا دعمهم الجيش اللبناني، أما الفنان عبد الكريم الشعار الذي تحدث فأكّد أنه لا يستطيع أن يترك تراب لبنان، وفي النهاية قدم صلاةً بصوته المميز والرائع لحماية الجيش اللبناني ولبنان. واستقبلت عددًا من الاتصالات من نجوم أكدوا ضرورة مواجهة التطرّف كل على طريقته. كما خصّصت حلقات متتالية من برنامجها الصباحي، لدعم الجيش، ونشرت على صفحتها عبر «الفايسبوك» صور شهدائه.

 

المرئي والمسموع والمكتوب
أكّدت نقابة عاملي المرئي والمسموع «وقوفها إلى جانب الجيش الوطني في معركة حماية لبنان من الهجمة التكفيرية الإرهابية عبر بوابة عرسال التي اختطفها التكفيريون من أهلها وعاثوا فيها الفساد». وحيّت «الجيش اللبناني على وقفته الأبيّة، التي كلفته شهداء وجرحى سيكتبون في السجل الذهبي للبنان»، داعية السلطة السياسية إلى «توفير كل وسائل الصمود والمواجهة للجيش بما يؤمن له الانتصار على المشروع الصهيوني بواجهته التكفيرية».
ورأت نقابة العاملين في الاعلام المرئي والمسموع في بيان أنه «في الوقت الذي كان يفترض أن يعيش لبنان فرحة عيد الجيش، وهي تترافق هذا العام مع مرارة غياب استحقاقات والتزامات وطنية كبرى، فاجأت القوى التكفيرية والإرهابية اللبنانيين عمومًا باستهداف الجيش اللبناني، وهو المؤسسة الضامنة للاستقرار الوطني».
بدوره لم يتوان الإعلام المكتوب عن مواكبة جهود الجيش وتضحياته، والتي شكّلت المحور الأساسي لافتتاحيات الصحف وتحقيقاتها ومقالاتها.
باختصار، وإذا كان الإعلام بما فيه الإعلام الإلكتروني مؤشّرًا لنبض الناس واتجاهاتهم، فمن الواضح أن اللبنانيين كانوا في في معركة عرسال، وكما في كل مرّة جيشًا لجيشهم.