عبارة

بين الثلج والربيع
إعداد: العميد علي قانصو
مدير التوجيه

لنا مع الثلج موعد، ومع الربيع موعد، كلاهما شقيق لأرضنا، ملاصق لها، وليس لنا في أيّ منهما خطر. الخطر هو الإرهاب الذي يطمع بترابنا، ويبيت الشر لاستقرار وطننا وأمنه، ويهيّىء الفتنة لشعبنا، ويتحيّن الفرص للاعتداء على جيشنا.
نحن نحب الثلج ونميل إليه لونًا وصفاء ومبعثًا للخير، لكننا لا نقيم من حباته البيض دريئة نردّ بواسطتها سهام العدو، فلدينا الصخر نبني به السواتر والقلاع، ولدينا الإرادة نشدّ بها الأزر ونُحيي الهمم، ولدينا العِلم والتدريب والسلاح.
لقد كثرت التوقعات وتوالت، عمّا يمكن أن يحصل بعد انحسار الثلج عن جبالنا، وانبساط الربيع على مدى سفوحنا وأوديتنا. معارك، هجمات... إلى ما هنالك من أخبار.
وسواء كان ذلك صحيحًا أو لم يكن، فإن الجيش دائم الاستعداد للقيام بالمهمّات على اختلافها، وللدفاع عن أرضه، ولم تغب عن قيادته مرّة مسألة دراسة هذه الأرض وحسن التعامل مع طقسها ومناخها، والجهوزية الكاملة لمواجهة الاحتمالات شتّى، فكيف لنا أن نهمل البرد والحر والثلج والمطر والصحو والجفاف، وبلادنا معتادة على حركة الفصول، وكلّنا يعرف أن موقعها الجغرافي يضمّ البحر والسهول والجبال في آن؟
إن حساباتنا قائمة واستعداداتنا متواصلة، وهذا هو جيشنا يتفقّد الاخضرار في أرضه بعد فيض المطر وتكدّس الثلج، وها هم مواطنونا ينطلقون إلى حقولهم على مقربة من وحداتهم العسكرية التي تستقبل الشمس فوق التلال، فخورين بتضحياتها ومآثر شهدائها، ومطمئنين إلى إجراءاتها الميدانية، وعقدها العزم على حمايتهم، كائنة ما كانت الأخطار والتضحيات.
جيشنا لا يعرف التعب والكلل، وفي يقينه أنّ خطر الإرهاب محدق ومتواصل، فلا نحن نُطبق الأجفان في الفصل الماطر ولا نحن ننتحي جانبًا في الزوايا الدافئة وخلف الدريئات الواقية. لسنا نرتاد الأوكار والمغاور، ولسنا نتجنّب النور إن سطع، فمهماتنا واضحة الخطوط وسواعدنا بادية العزم، ولينعم أبناء بلادنا بالربيع وليندحر الإرهاب...