العوافي يا وطن

بين الساحل والجرد... والعين على الوطن
إعداد: ليال صقر
تصوير: الملازم وديع رفول

فوج التدخل الخامس

 

الى قيادة فوج التدخل الخامس... وتابعنا الجولة... تدابير أمنية مكثّفة لحالة إستثنائية غاية في الخطورة والتوتر. انتشار واسع للعناصر على امتداد الطرقات، والآليات العسكرية تملأ الزوايا والمنعطفات.
قائد فوج التدخل الخامس العقيد الركن فؤاد هيدموس، يشرح لنا أن مهام الفوج تبدأ على الساحل وتنتهي في الجرد.

 

قائد فوج التدخل الخامس: عسكرنا ممتاز
نسأل قائد الفوج عن التدابير الإستثنائية التي ينفّذها في ظلّ الأزمة الراهنة، يجيبنا:
إن المهام التي ينفّذها تتوزع بين: ضبط حركتي الدخول والخروج من المتن واليه بالتنسيق مع الوحدات المجاورة، والتشدد في مراقبة وحماية أمن السفارات وحماية المصالح الأجنبية.
هذا في الأيام العادية، أما مع التدابير الإستثنائية التي يفرضها الوضع على قيادة الجيش فتزداد هذه المهام وتتكثّف الإجراءات وتشمل دوريات بحجم سرية، ونقاط مراقبة وحواجز ظرفية وأخرى ثابتة.
ويضيف قائلاً: انضمت الى فـوج التدخل الخامس بهدف المساندة، قوة إحتياط من مدرسة القوات الخاصة ولجنة التحقيق، مشيراً الى أن الإجراءات تتكثّف أو تخفّف حسـب المعلومات التي ترد الى الفوج وحسب الأوضاع الأمنية التي تستجدّ.
إضافة الى الدوريات التي يقوم بها الفوج ضمن نطاقه، والتي ينفّذها عناصره بأمر من قيادة الجيش - مديرية العمليات مباشرة، تقوم وحدات من المدرسة الحربية وأخرى من فوج التدخل الأول أيضاً بدوريات وبأمر من مديرية العمليات.
ويلفت العقيد الركن فؤاد هيدموس الى حساسية المنطقة التي يتولى أمنها فوجه خصوصاً أنها استهدفت أكثر من مرة.

 

المواطنون مرتاحون لوجود الجيش
يعتبر العقيد الركن فؤاد هيدموس أن أهمية المهام التي يؤديها الفوج هي بالدرجة الأولى في ضمانها أمن المواطن الذي يبدي تعاطفاً واضحاً مع المؤسسة العسكرية. فالمواطنون وعلى الرغم من حالة عدم الاستقرار التي تهدّد البلد، مرتاحون لوجود الجيش.
هذه الوقـائع يمكن ملاحظتهـا ومـن دون تكلّـف في عيون المارّين على الحواجز وفي مدى الإيجابية التي يتعاطون من خلالها مع العسكريين.
وأضاف: عسكرنا ممتاز، فهو مقتنع أن وجوده هنا لصالح الناس وأن ما يقدمه من تضحيات مهما بلغت قساوة ظروف وصعوبة الخدمة يحقق هدفاً سامياً، فأمن الوطن وحمايته جوهر الرسالة التي يؤديها العسكري.
 

• ماذا عن أوقات الاستراحة والمأذونيات؟
- ابتسم هنيهة ففهمنا أن هذه الأمور تكاد تكون غير واردة وغير موجودة في ظروف إستثنائية.
 

• هل تراهم ينزعجون من الابتعاد عن عائلاتهم وعن حياتهم الشخصية؟
- أمام ما عاناه العسكريون في نهر البارد والتضحيات الجسيمة التي قدّموها ماذا عساها تشكّل التضحيات البسيطة كالحجز والوقوف على الحواجز...
الجميـع مدركون حساسية الوضـع وخطــورة المرحلة، لذلك حتى ولو كنــّـا في منازلنـا لن نكون مرتـاحيـن، وجودنا في مراكز أعمالنا وتحملنا مسـؤولياتنـا هو ما يشعرنا بالراحة الحقيقيـة. ويذكّر العقيد الركن هيدموس بأن لا مجال للسكون في حياة العسكري: المهام العملانية، والتدريب عنوان دائم، العسكري عنّا «Full Time».

 

«ما فينا...»
في مقـر قيـادة الفـوج التقينـا المقـدم زياد نصـر الذي اعتبر أن المهمـات التي تنفـّذ والتدابـير التي يفرضها الوضع الإستثنـائي واجب على العسكريين من أجل حمايـة المواطنين ويؤكد:
«ما فينا يكون الوضع مش مظبوط ونحنا قاعدين!»، نحسّن الوضع ما أتيح لنا، واجبنا إتمام المهام على أفضل وجه.
 

• العسكر في الطرقات منذ ما يقارب الثلاث سنوات، ماذا عن المعنويات؟
- نحن معتادون على قساوة نمط العمل ومتقبّلون لما يمليه علينا الواجب، معنوياتنا مرتفعة، نؤدي عملاً نحبه وهذا ما يخفّف عنا الجهد وتعب الساعات، خصوصاً وأن المواطنين يعلّقون اليوم آمالهم علينا ويعتبروننا خشبة خلاص للوطن، فكيف ترانا نخذلهم؟!
المؤهل مروان نسيب نعمة يرى أن الوطن وأهله يفخرون بما حققه الجيش من انتصار على الإرهاب ومن استقرار وأمن، وهذا ما يدعونا نحن العسكريين الى الشعور ايضاً بالفخر والإعتزاز وينسينا أي تعب.

 

عين الوطن الساهرة ابداً
تتولى سرية تدخّل المدرعات الأولى قطاعاً واسعاً يشمل عدة مناطق بين الساحل والجبل، وفي أحد مراكزها، التقينا الملازم وديع رفّول الذي تحدث عن الحواجز ودوريات الاستطلاع ونقاط المراقبة التي تهدف الى إحلال الأمن واستباق حدوث المشاكل، معتبراً أن العسكريين يؤدون واجبهم على أفضل وجه.
ويضيف الملازم رفّول: وضع البلد حسّاس، فعلينا إذاً «أن نكون عيون الوطن الساهرة، منعاً لحدوث أي إخلال بالأمن».
ويكمل: الناس يحبوننا، نضطر أحياناً الى التدقيق بالتفتيش، ما يسبّب بالتالي ازدحاماً لحركة السير لكنهم لا يتضايقون البتّة من الأمر، بل يبادرون الى القول «يعطيكم العافية». من جهتنا نعامل المواطنين بكل احترام وحزم وهم يبادلوننا المعاملة الحسنة.
ويضيف الملازم علاء مجذوب الى كلام زميله: خصوصية المنطقة تفرض الجهوزية الدائمة، وجود السفارات ومنازل السياسيين والنواب في المنطقة يزيد خطورتها...
ويشير الى أن التنسيق دائم مع قطع عسكرية أخرى.

 

هذا خيارنا ونحن على استعداد لتحمّل الصعاب
الرقيـب الأول علي مكي يؤكد بدوره أن معنوياته ومعنويات العسكريين جميعاً مرتفعة، لقد اخترنا هذا السلك وعلينا تحمُّل الصعاب التي يستوجبها انخراطنا فيه، لا سيما أن أمل اللبنانيين جميعاً معلّق اليوم على المؤسسة العسكرية.  
في سرية تدخّل المدرعات الثانية حيث قابلنا النقيب أحمد العاكوم المشهد نفسه يتكرر:
حواجز ثابتة على المسالك والطرقات الحسّاسة، نقاط مراقبة، دوريات، الى المهام الأمنية الخاصة والطارئة على المنطقة ومحيطها.
هذه الإجراءات تزرع الطمأنينة في نفوس المواطنين كما يلاحظ النقيب.
ويؤكد الرقيب مهدي سفر:
«الناس يتعاملون معنا بإيجابية واضحة، ونحن معتادون على قساوة الخدمة وهذا أقل واجب نقدّمه للوطن».