تراث

بين خان الصابون وصناعة الحلي القديمة
إعداد: روجينا خليل الشختورة

«اليوم الوطني للتراث» يعيد إحياء الماضي في الحاضر


كيف تحوّل الطين على أيدي القدماء إلى أوانٍ فخارية؟ كيف يتمّ التنقيب في الأماكن الأثرية؟ ما هو «مغر الطحين» في بعلبك؟ وكيف نعيد إحياء الماضي في الحاضر؟...
هذه الأسئلة وسواها الكثير كانت موضع نقاش في «اليوم الوطني للتراث» (17 أيار من كلّ عام) الذي شهد نشاطات متعدّدة نظّمتها وزارة الثقافة – المديرية العامة للآثار في المواقع الأثرية والتراثية والمتاحف. وجميعها كانت مفتوحة أمام المواطنين مجّانًا طوال ذلك اليوم...


إطلاق أعمال متحف جبيل
أطلق وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري في مدينة جبيل أعمال تأهيل موقع جبيل الأثري وإنشاء متحف جديد فيها، وذلك في احتفال حضرته سفيرة الولايات المتحدة الأميركية إليزابيت ريتشارد، وعدد من الشخصيات السياسية والفاعليات الثقافية والاجتماعية.
وقد أشار في كلمته إلى أنّ: مشروع المتحف وتأهيل المنطقة المحيطة بقلعة جبيل، بالإضافة إلى مركز الدراسات في جبيل الذي يُعمل على تفعيله، يتم بالشراكة مع بلدية جبيل والمعنيين.
تخلّل الاحتفال تقديم لوحات فولكلورية لفرقة «زفة المير» وعزف لفريق «كواترو الشرق» من «المعهد الوطني العالي للموسيقى» رافقته غناءً فرقة «Dear Ear» للغناء الشرقي والغربي معًا.

 

نشاطات في طرابلس
أقيمت نشاطات تثقيفية في قلعة طرابلس، حيث تعرّف الزائرون إلى أساليب التنقيب والتوثيق الأثري، وإلى كيفية صنع الأواني الفخارية وفق التقنيات القديمة التي صارت شبه مندثرة في أيامنا الحالية.
كما أجريت لقاءات مع حرفيين ينتمون إلى المدينة اشتهروا بصناعة الصابون والخشبيات.

 

«مغر الطحين» في بعلبك
افتتحت في بعلبك طاحونة البلدة التي تعتبر بمثابة حوار بين الماضي والحاضر. وعقدت في القلعة ندوة بعنوان «مغر الطحين» الذي يلقّبه أهالي المنطقة بـ«كنز بعلبك المنسي» ألقتها الدكتورة جانين عبد المسيح بالتعاون مع «جمعية التعايش والإنماء. عرّفت المحاضرة بالمكان «الأسطورة» الذي يقع في حيّ الشراونة، وخنقته سنوات الإهمال والفوضى، فجعلته يغرق في مستنقعات آسنة، حجبت عنه نبض المدينة الأكثر شهرة تاريخيًا.
بدوره، أطلّ عمر الصلح الستيني خلال الندوة ليخبر عن تحديات شباب جيله الذين كانوا يسبرون المغر قبل سنوات، محاولين الوصول عبر أنفاقه إلى قلعة بعلبك. في هذه الأنفاق اكتشف الأهالي كما يروي «بز اليهودية»، وهو الاسم الذي يطلق على قطعة حجرية بيضاء داخل ما يعرف بالمذبح، حيث يتحدّث الصلح عن تبدّل لون الحجر بسبب الأضاحي التي كانت تقدّم هناك. ويروي عن استخدامات سابقة للأنفاق التي كانت تخبّأ فيها أعلاف الحيوانات، بالإضافة إلى ما شكّلته للمزارعين من مأوى لرؤوس الماشية، وقد ساعدهم في ذلك نظام التهوئة الذي جهز في المكان، والذي سمح باستخدام المغر كملجأ آمن لأهالي الحي خلال عدوان تموز 2006 الإسرائيلي.
بعدها، قدّم حسين الصلح عدّة اقتراحات لإعادة تأهيل المكان، بالإضافة إلى إقامة حديقة عامة تربطه بسلسلة المواقع الأثرية في بعلبك، وبالتالي ضمّه إلى الخريطة السياحية التي تؤمّن انتعاش الحي اجتماعيًا واقتصاديًا.
من النشاطات الترفيهية التي تضمّنها برنامج «يوم التراث الوطني» في بعلبك أيضًا، عزف على العود ورقص صوفي في معبد باخوس، وحفلة موسيقية مع عرض لفرقة «ليالي الزين» الفلكلورية بالتعاون مع جمعية safe side and peace of art على مسرح معبد جوبيتر.

 

صناعة الحلي في صيدا
أقيمت في صيدا (في مدرسة الفرير) عدّة احتفالات إحياءً لليوم الوطني للتراث، فقد تعرّف الزائرون إلى علم الآثار وتقنيات الحفر المعتمدة في التنقيب عن الآثار. كذلك، ألقي الضوء على حرفة تصنيع الحلي القديمة، وتطوّرها عبر العصور، وعلى أسلوب عيش الإنسان القديم، إلى إجراء حلقات حوار للتعرّف على مهنة الأثري والتقنيات فضلًا عن جولات في صيدا الأثرية برفقة اختصاصيين، وطلاب من الجامعة اللبنانية يتابعون الدراسة في اختصاص الآثار.