وقاية وإرشاد

بين خيوطها الذهبية وزرقته الرائعة
إعداد: د. الياس الشويري

كيف نحافظ على سلامتنا ونتمتع بهواياتنا الصيفية؟

 

" أد البحر بحبك ", عبارة جميلة نقولها أو نسمعها حين تلفّ العاطفة حياتنا, فيغدو البحر بالنسبة إلينا مساحة شاسعة مليئة بالسعادة والفرح... ويرتمي الكثيرون في أحضان المياه العذبة للتعبير عن مشاعرهم أيضاً, فمنهم من يعشق السباحة, ومنهم من يهوى الغطس, والبعض الآخر يتوق لأشعة الشمس.
ويبقى البحر " مقصدا " في كل صيف, والسؤال ذاته يتكرر, لماذا الحوادث على البحر؟ وما هي أسبابها؟ ولماذا يتحول كل هذا " الحب السعيد " الى مجرد... حادث مؤسف؟

 

مخاطر التعرض لأشعة الشمس

يؤدي التعرض الزائد لأشعة الشمس الى أخطار بعضها يكون حاداً وفورياً, وبعضها يظهر لاحقاً ويكون من الصعب علاجه.

 

● حروق الشمس:
وتسببها أشعة (Ultraviolet Radiation) "UV-B" حيث تخترق الطبقة الخارجية للجلد وتقف عند الطبقة الوسطى.
تبدأ الأعراض بعد وقت طويل من التعرض المباشر لأشعة الشمس بحيث يحدث إحمرار بسيط في الجلد, ما يلبث أن يزداد حسب مدة التعرض للشمس, وقد ترتفع حرارة الجلد ويتحول الإحمرار الى فقاقيع مختلفة الأحجام ومليئة بالسائل, ويرافق هذه الأعراض ألم شديد يزداد مع أي احتكاك أو لمس للأماكن المصابة.


● اسمرار الجلد:
الوسيلة الطبيعية الوحيدة لحماية الجلد من أشعة الشمس الضارة هي إفراز هورمون "الميلانين" الذي يحدّ من امتصاص أشعة الشمس واختراقها طبقات الجلد. وهذا يفسر حدوث اللون الداكن للجلد بعد ساعات من التعرض لأشعة الشمس. إن مجرد حدوث إسمرار بالجلد يعني طبيعياً أنه قد حدث فعلياً ضرر أو أذى للجلد, مما استنفر دفاعاته الطبيعية للعمل.
 

● عوارض جانبية:
التعرض الفجائي لأشعة الشمس خلال فترة الظهيرة لا يقتصر على حروق الشمس والإسمرار, بل يتعداه الى حدوث ارتفاع في درجة حرارة الجسم مع غثيان ودوخة قد تؤدي الى الإغماء, مما يتـطلب نقـل المصـاب الى المستشفى فوراً.


● المخاطر اللاحقة أو المزمنة:
إن التعرض المستمر لأشعة الشمس, ولو لفترات بسيطة من دون حماية فعّالة, يؤدي الى عواقب خطيرة قد لا ندركها إلا بعد فوات الأوان.


أهم هذه العواقب (التغيرات) هي التالية:
­ سرعة ترهل الجلد وشيخوخته.
­ خشونة الجلد.
­ نشفان الجلد وفقدانه المرونة, مما يضعف مناعته ويؤدي الى "الهرش" والحساسية.
­ ظهور بقع سوداء, مع ازدياد كمية النمش في الأماكن الظاهرة والمعرّضة باستمرار للشمس, مثل الوجه واليدين والرقبة.
­ حدوث أورام في الجلد, قد تكون حميدة وتبقى كذلك وقد تتحول الى أورام خبيثة.
­ حدوث سرطان الجلد.
 

● الوقاية من أضرار التعرض للشمس:
­ حماية الأماكن المكشوفة من الجلد بإستعمال الكريمات الواقية.
­ إرتداء الملابس المناسبة.
­ حماية الرأس بوضع قبعة.
­ وضع نظارات شمسية.

 

الوقاية من حوادث الغطس تحت الماء

ممارسة الغطس تحت الماء رياضة أو هواية جذابة وخطرة في آن معاً, وتحتاج للكثير من المعلومات الدقيقة والطبية في غالبية الأحيان, بغية تحسين نوعية هذه الرياضة والحفاظ بالتالي على سلامة الشخص الذي يمارسها.
ويُفترض بكل شخص يرغب في ممارسة هذه الرياضة معرفة القوانين "الفيزيائية والفيزيولوجية" التي تخضع لها عملية الغطس معرفة تامة وواضحة, ويتم ذلك عبر مؤسسات متخصصة بهذا المجال, ومن دون إغفال وجوب اخضاع الشخص الذي سيقوم بالغطس الى فحص طبي شامل يُشرف عليه أطباء.
وأما الإرشادات والنصائح الرئيسية المتعلقة بعملية الغطس تحت الماء فيمكن تلخيصها بالتالي:
­ على الغطاس أن يكون سباحاً ماهراً.
­ إختيار الألبسة المناسبة وفحص دقيق لكل العدة.
­ شرب كميات كبيرة من الماء قبل الغطس وبعده, وتجنب شرب الكحول وجميع أنواع المخدرات.
­ عدم الغطس إطلاقاً بشكل منفرد, والقيام بذلك عبر مجموعات منتظمة.
­ التحضير بشكل كامل قبل كل عملية غطس.
­ البقاء في حالة وعي وتيقظ أثناء الغطس وعدم تجاوز الحدود المعينة.
­ تجنب أي مجهود خلال الساعات الست الأولى التي تلي الخروج من الماء, واحترام المدة والقواعد التي تتعلق بالصعود الى الإرتفاعات.
­ متابعة الدراسات المستمرة المتعلقة بعملية الغطس.

 

ارشادات انقاذية

إذا كنتم أشخاصاً عدة وتعرّض أحدكم لحادث غرق, إحرصوا على القيام بالأمور الأساسية الآتية:
­ طلب المساعدة وعدم ترك المصاب أبداً لوحده بل الانتظار معه ومساعدته على التنفس.
­ مساعدة المصاب على التنفس, حتى وهو لا يزال في الماء وأثناء نقله الى المستشفى, وإذا كان يتنفس لوحده فذاك مؤشر جيد.
­ إذا كان المصاب لا يستطيع التنفس إطلاقاً, لا بد من إجراء عملية التنفس الإصطناعي فوراً, ويجب ألا يستغرق تنظيف فمه من الأوساخ والمخاط أكثر من عشـر ثـوان لتـبدأ بعدهـا عملـية الإنعاش فماً لفم.
­ تركيز رأس المصاب بحيث يكون ذقنه مرفوعاً, فهذا يُبقي الممرات مفتوحة أمام دخول الهواء الى الرئتين.
­ املأ رئتيك هواء وانفخ في فم المصاب بينما تسد فتحتي المنخار بإبهامك والسبابة أو بوضع خدك عليهما, فهذا من شأنه أن يوسع صدر المصاب. أما إذا كان المصاب ولداً صغيراً, فانتبه الى أن رئتيه صغيرتان وحذار أن تنفخهما كثيراً بالهواء, بل انفخ فيهما على نحو متقطع وقصير وبكميات قليلة.
­ إذا كان فم المصاب مغلقاً بإحكام, إفصل شفتيه وانفخ في فمه في كل حال تاركاً الهواء يمر بين أسنانه, وبعد ملء رئتي المصاب بالهواء, أبعد فمك عن فمه فيتولى هو طرد الهواء بنفسه من دون أن تضغط على صدره.
­ إذا تقيأ المصاب أدر رأسه الى جنب ونظّف فمه في أسرع وقت وواصل النفخ في رئتيه, فإن القيء يشير الى نقص في الأوكسيجين وربما الى ابتلاع الماء الذي يسيل خارجاً.
­ يصاب الغـرقى عادة بالتشنج, فلا تدع ذلك يخيفك أو يوقف عملية انعاشك إياه وقتاً أطول مما هو ضروري.
­ فيما تواصل التنفس فماً لفم تلمّس جانب عنق المصاب الأعلى لترى ما اذا كانت شرايينه السباتية بارزة وتنبض, فإذا لم تكن كذلك فقد يكون قلبه قد توقف, عندئذ يتعين عليك أو على أي شخص آخر إحياء قلبه بالتدليك القلبي؛ واصل محاولة إحياء الغريق طوال ساعة على الأقل قبل اعتباره ميتاً حتى يتم نقله الى أقرب مستشفى.
­ عند وصول فريق الإنقاذ إسمح لهم بتولي المهمة عنك ومتابعتها, فإنهم يزودون المصاب بأوكسجين نقي.
وختاماً, ومع بداية فصل الصيف, فصل البحر والشمس والهواء الطلق, فلنتذكر أن أجمل ما في هذه الحياة أن نتمتع دوماً " بالسلامة " لأنها السبيل الوحيد الذي يمكننا من ممارسة هواياتنا بكل فرح وسعادة...