شهداؤنا

تاريخ وطننا اليوم يصنعه شهداؤنا في ساحات الشرف والتضحية والوفاء
إعداد: نينا عقل خليل

ثمانية أبطال إلى دنيا الخلود
مجموعة جديدة من أبطال الجيش انضمّت إلى قافلة الشهداء، مؤكدة مواصلة درب التضحية لحماية الوطن.
ثمانية شهداء ودّعهم لبنان بعدما سقطوا في معركة رأس بعلبك ليحموا الوطن من وحش الإرهاب، وجرى تشييعهم في بلداتهم وسط مراسم التكريم ونثر الورد والأرز وزغاريد النسوة.

أمام النعوش الملفوفة بالعلم اللبناني, أكّد قائد الجيش وعبر كلمات ألقاها ممثّلوه خلال مراسم التشييع, المضيّ قدمًا في استئصال جذور الإرهاب من لبنان، فدماء الشهداء والجرحى تزيد الجيش مناعة وإصرارًا على تحقيق هذا الهدف، مهما كلّف ذلك من تضحيات ودماء. وأضاف: «في أزمنة التحديات والأخطار الجسام، لا بدّ من صانع للتاريخ، وتاريخ وطننا اليوم يصنعه شهداؤنا الأبطال في ساحات الشرف والتضحية والوفاء. هم كما الجبال ثابتون راسخون، وكأرزها الخالد شامخون، لا يلوي لهم ساعد أو ينحني جبين، إلاّ على دروب الاستشهاد في سبيل لبنان.
إننا واثقون كلّ الثقة، بقدرتنا على محو ظاهرة الإرهاب من خريطتنا الوطنية، مهما طال الطريق، ومهما كلّفنا ذلك من دماء وتضحيات، فنحن أهل هذه الأرض، ماضيًا وحاضرًا ومستقبلًا، ومن أولى واجباتنا الدفاع عنها وصون وحدتها وسيادتها واستقلالها، أمّا الإرهابيون فهم عصابات من الغرباء المرتزقة، لا قضية لهم ولا دين ولا هوية ولا انتماء. نحن أبناء الحق والحقيقة، وهم أبناء الباطل والوهم والمجهول، ومن كان سلاحه الحق فمآله الانتصار لا محالة».

 

الملازم أول المغوار الشهيد  أحمد محمود طبيخ
من بعلبك انضم بطل جديد إلى القافلة الطويلة: الملازم أول المغوار الشهيد أحمد محمود طبيخ الذي استقبل الأهل والأقارب ورفاق السلاح جثمانه في باحة مستشفى دار الأمل في المنطقة، لتقديم تحيّة الوداع في حضور العميد صالح قيس ممثلًا وزير الدفاع الوطني الأستاذ سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي.
خرج النعش من المستشفى يلفّه العلم اللبناني ويتقدّمه حملة الأوسمة وأكاليل الورود، وأدّت ثلّة من الحرس التحيّة وعزفت فرقة الموسيقى معزوفة الموتى والنشيد الوطني. وبعد مراسم التشييع انطلق موكب الشهيد إلى مسقط رأسه في بلدة دورس – بعلبك في موكب رسمي وشعبي تقدّمه النائبان علي المقداد وإميل رحمة، ممثّل قائد الجيش العميد الياس سكر وممثّلون عن قادة الأجهزة الأمنية وشخصيات سياسية ودينية وحزبية وأهالي البلدة والجوار.
وبعد أداء المراسم أمام منزل الشهيد، وتقديم وفد من الضباط التحيّة العسكرية، انطلق موكب الشهيد باتجاه جبانة البلدة، حيث حمل الرفاق النعش على الأكف، وأقيمت الصلاة لراحة نفسه قبل أن يوارى في الثرى.
والد الشهيد العميد المتقاعد محمود طبيخ أشار إلى أنه «ليس حزينًا على استشهاد ابنه، فهو كسائر الأبطال الشهداء في الجيش الذين نذروا حياتهم للدفاع عن لبنان ضد الإرهاب». مضيفًا: «لدي ثلاثة أبناء مستعدّ لتقديمهم للجيش من أجل ردع العدو التكفيري». أما الوالدة «فقلبها لن يبرد حتى تتطهر أرض الوطن من كل إرهابي». والضابط الشهيد متأهل وكان زار زوجته ريما في المستشفى ليتفقّد حملها منتظرًا مولوده بفارغ الصبر.

 

الرقيب الشهيد محمد نيازي ناصر الدين
الهرمل شيّعت الرقيب محمد ناصر الدين الذي عانقت روحه أرواح عشرات الشهداء الذين سبقوه إلى جنان الخلود.
حضر مراسم التشييع العقيد الركن عبد الرحمن عثمان ممثلًا وزير الدفاع الوطني سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وضباط من الأجهزة الأمنية والعسكرية وشخصيات من المنطقة، إلى رؤساء بلديات ومخاتير الهرمل والبقاع الشمالي وحشد من الأهالي.
وألقى ممثل وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش كلمة أكد فيها أن «الجيش أعلن الحرب المفتوحة على الإرهاب، سلاحه اللحمة الوطنية ووقوف الشعب اللبناني صفًا واحدًا خلفه»، ليقلّد بعدها الشهيد الأوسمة، قبل أن يحتضنه التراب في بلدته المنصورة.
العودة الأخيرة للشهيد الرقيب ناصر الدين هي بداية صفحة مؤلمة لزوجته ولإبنته الوحيدة ريماس، إبنة الستة أشهر.

 

الجندي الشهيد بلال خضر أحمد
شيّعت قيادة الجيش ومنطقة عكار وبلدة شان، الجندي الشهيد بلال أحمد، في جوّ من الحزن والأسى خيّم على البلدة التي فقدت فارسًا من فرسانها. وتقدّم المشيّعين حملة الأكاليل وفاعليات عكار والأهالي وسط نثر الأرز والورود والزغاريد.
وكانت فرقة موسيقية من الجيش عزفت معزوفة الموتى، وأدّت ثلّة من رفاقه تحيّة السلاح لحظة استقباله عند مدخل البلدة، في حضور نواب والعقيد توفيق يزبك ممثلًا وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش ورؤساء اتحادات بلديات ومخاتير. ومن هناك حمل نعش الشهيد على الأكف إلى منزله حيث ودّعته عائلته وزوجته وابنه ليث ابن العام والنصف، ثم سار الموكب في أحياء البلدة وصولًا إلى المسجد، وبعد الصلاة على جثمانه ووري في الثرى.

 

الجندي الشهيد أحمد يحيا دني
في بلدة سعدنايل – زحلة، وفي حضور حشد من الأهالي ورفاق السلاح، شيّعت قيادة الجيش وأهالي بلدة سعدنايل الجندي الشهيد أحمد دني.
وعلى وقع الزغاريد ونثر الورود والأرز، أدّت وحدة عسكرية مراسم التكريم اللازمة، ثم أقيمت الصلاة على جثمانه الطاهر ووري في الثرى في جبانة البلدة.
وقد حضر التشييع العقيد الركن ابراهيم ترو ممثلًا وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش، الذي ألقى كلمة أشادت بمسيرة الشهيد وإخلاصه للجيش والوطن. كما شارك قائد فوج الحدود البرية الثاني على رأس وفد من ضباط الفوج.

 

الجندي الشهيد حسن علي وهبه
في بعلبك مجددًا، شيعّت قيادة الجيش وبلدة نيحا وأهالي البقاع الشمالي الجندي الشهيد حسن علي وهبه الذي لم يكمل شهره الرابع في المؤسسة العسكرية، وذلك وسط جو من الحزن والألم.
انطلقت مراسم التشييع من أمام مستشفى دار الأمل الجامعي، حيث كرّم رفاق السلاح الشهيد، ليتوجّه الموكب إلى مسقط رأسه نبحا. وأقيمت مراسم التشييع في حضور ممثل وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش العقيد خالد زيدان ورفاق السلاح وفعاليات. وبعد كلمة أشاد فيها العقيد زيدان بمسيرة الشهيد وتفانيه وإخلاصه لجيشه ووطنه، انطلق موكب التشييع من منزل العائلة، إلى جبانة البلدة حيث صلّي على الجثمان ثم ووري في الثرى.

 

المجنّد الشهيد محمد علي علاء الدين
من الجنوب، انطلق المجنّد الشهيد محمد علاء الدين ليعود شهيدًا إلى بلدته مجدل سلم، وقد شيّعته قيادة الجيش والبلدة في عرس رسمي وشعبي حاشد، شارك فيه النائب علي فياض وممثل وزير الدفـاع الوطني وقائد الجيش العقيد جورج دحداح وممثلو الأجهزة الأمنية ورفاق السلاح، وعدد من الشخصيات والأهالي في البلدة والجوار.
واستقبل المشيّعون نعش الشهيد الذي لفّ بالعلم اللبناني، بنثر الورود، وحمله الرفاق على الأكف في مسيرة جابت شوارع البلدة وصولًا إلى مدافنها، حيث صلّى إمام البلدة على جثمانه الطاهر ووري في الثرى.
وقد ألقى النائب فياض كلمة قال فيها:
«استشهد الجندي محمد علاء الدين دفاعًا عن الأرض والسيادة والاستقلال، كان الجيش دومًا السياج المنيع الذي يحمي هذا الوطن. وكلنا مع الجيش وخلفه في سبيل الدفاع عن هذا الوطن».
كما ألقى العقيد دحداح كلمة بالمناسبة قال فيها إن «هذه ملحمة أخرى يؤكد فيها أبطالنا التزامهم القسم...».
وبدوره، قال الوالد المفجوع علي علاء الدين: «أفتخر بابني الذي استشهد في أرض الشرف، ورفع رأسي ورفع رأس لبنان عاليًا، محمد هو شهيد لبنان والوطن، والله ينصر المؤسسة العسكرية لتقضي على هؤلاء الإرهابيين».

 

المجنّد الشهيد حسن رمضان ديب
في الشمال، شيّعت قيادة الجيش وبلدة جبل محسن المجنّد الشهيد حسن ديب الذي شاء القدر أن يعود إلى المثوى ذاته الذي ووري فيه شهداء مجزرة التفجير المزدوج الذي قد وقع في بلدته على يد الهجمات البربرية للتكفيرين الإرهابيين. وقد استقبله أهالي البلدة استقبال الأبطال، فخرج أبناؤها إلى الشارع الرئيسي وانتظموا في مسيرة جابت الشوارع وصولًا إلى منزل ذويه، وذلك على وقع زغاريد النسوة ووسط نثر الورود والأرز.
وقد أدت وحدة عسكرية مراسم التكريم اللازمة للشهيد، في حضور العميد الركن الطيار نخلة عبود ممثّلًا وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش، وأقيمت الصلاة على جثمانه الطاهر ثم ووري في الثرى.

 

المجنّد الشهيد مجتبى عماد أمهز
بلدة الحدت – قضاء بعبدا، قدّمت ابنها الشهيد المجنّد مجتبى أمهز، فداء للبنان.
وفي مأتم مهيب، شارك فيه العميد الإداري أسامة عطشان ممثلًا وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش وعدد من الشخصيات والفاعليات والأهالي، حمل المشيّعون النعش على الأكف وجالوا به في الأحياء والشوارع.
وأدّت ثلّة من الحرس التحيّة وعزفت موسيقى الجيش معزوفة الموتى والنشيد الوطني. وبعد الصلاة أقيمت مراسم التأبين الرسمية.