تسلح وتكنولوجيا

تجارب جديدة ومناورات
إعداد: كمال مساعد

روسيا تطلق برنامج الصواريخ المتعددة الرؤوس

كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن القدرات الدفاعية الروسية باتت أكثر جهوزاً استعداداً لحروب القرن الجديد، بحيث يصبح سلاح الجو الروسي في طليعة الدول التي تملك صواريخ عابرة للقارات ورؤوساً نووية بالغة الدقة يصل مداها الى أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر. وأشار الى أن العمل جارٍ لتصنيع نظام صاروخي تعتمد عليه القوات البرية، إضافة الى إنشاء جيل جديد من الأسلحة الخفيفة.
وقد شهدت المرحلة الراهنة تجارب ناجحة على صواريخ مصممة لحمل الرؤوس المدمرة النووية، وهي صواريخ لا تملكها الدول النووية الأخرى ولن تمتلكها في الأعوام القريبة القادمة، الأمر الذي حطّم احتكار الولايات المتحدة في هذا المجال.

 

القدرات الدفاعية الجديدة

تبعاً لوزارة الدفاع وقيادة الأركان، تطور روسيا كل أنواع التجهيزات المتعلقة بالأسلحة النووية المستقبلية، بما فيها صواريخ ذات رؤوس متعددة، وقد احرزت تقدماً كبيراً مع تجربة أنظمة صاروخية متحركة جديدة، منها صواريخ «توبول م» التي انتهت اختباراتها، إضافة الى القاذفات الاستراتيجية «تي يو - 160» و«تي يو - 95م»، وتسلمت أسلحة تقليدية جديدة بالغة الدقة وصواريخ عابرة للقارات يصل مداها الى أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر ولا تبتعد، عند الإصابة، عن هدفها أكثر من بضعة أمتار، في حين أن الشحنة تزن مئات الكيلوطن. وهكذا فإن أحد أنظمة التسلح الأكثر فعالية لدى القوات المسلحة الروسية حصل على قدرة توجيه ضربات دقيقة لقواعد أو معسكرات إرهابية في أي منطقة في العالم. كما أن القاذفات الاستراتيجية يمكن استخدامها في الوقت الحاضر ليس لتوجيه ضربات نووية فحسب، وإنما أيضاً في إطار عمليات وقائية خاصة، كما أن فرقة القاذفات الثقيلة ال 22 في سلاح الجو ستحصل على قاذفتين جديدتين، إحداهما مجهزة لحمل 45 طناً من القنابل.
الى ذلك قالت وكالة «إيتارتاس» إن وزير الدفاع سيرغي إيفانوف قد كشف أيضاً أن الاعتمادات المالية، ستمكّن القدرات العسكرية الروسية من اقتناء 4 صواريخ حربية استراتيجية و9 أقمار صناعية و 5 صواريخ مصممة لوضع الأقمار الصناعية في مداراتها.
وهذا ما أكده مدير وكالة الفضاء الروسية الذي قال، إن روسيا تنوي تطوير وتحديث منظومة الأقمار الصناعية، وفقاً لبرنامج استكشاف الفضاء الذي أقرته الحكومة الروسية في نهاية أكتوبر 2005، والذي تصل مدته الى 10 سنوات (2006 - 2015).
ويعتقد مدير وكالة الفضاء الروسية أناتولي بيرمينوف أن الأقمار الصناعية الجديدة مصممة للعمل خلال مدة لا تقل عن 15 سنة، كما أن القوات البرية ستحصل على منصتين لإطلاق صواريخ «اسكندر-م» و17 دبابة من طراز «ت-90» و92 ناقلة جنود مدرعة اBTR-80ب، فيما ستنضم سفينتان حربيتان جديدتان الى الأسطول الروسي وتتسلم القوات الجوية قاذفة قنابل استراتيجية جديدة وأخرى من هذا الطراز خضعت للإصلاحات والترميمات، و7 مقاتلات مطورة من طراز «سو-27 س م»، وعدداً من الصواريخ الجديدة دقيقة التصويب (جو-أرض). كذلك أعلنت البحرية الروسية أن غواصاتها النووية أجرت إطلاقاً ناجحاً للصاروخ البالستي العابر للقارات بولافا، كما أنه من المزمع إنجاز الكثير من البحوث العلمية  الخاصة بالإختراعات العسكرية وأعمال التصميم الهندسي والإختبارات، وتهيئة نحو 300 صنف من الأسلحة الجديدة أو الأسلحة التي أدخلت عليها تحسينات لوضعها في الخدمة العسكرية. يذكر أن مشروع الميزانية الروسية للعام 2006 حدد الاعتمادات المخصصة لتجهيز القوات المسلحة بما يزيد عن 186.9 مليار روبل ينفق منها 112مليار على شراء المعدات العسكرية الجديدة أو المعدات التي تم تحديثها.
وفي تقرير أعدته وزارة الدفاع عن نتائج التدريب القتالي للقوات المسلحة وما يجب اتخاذه من إجراءات لتنمية قدرات ومهارات أفرادها حتى عام 2016، تبين أن تهالك وتقادم المعدات العسكرية وقلة الموارد المادية تأتي في مقدمة ما تواجهه هذه القوات. وأشار التقرير الى أن المطلوب إكساب القوات المسلحة المزيد من القدرة على التنقل والتحرك لكي تستطيع المحافظة على أمن البلاد وحماية مصالحها.
ولقد مثّلت مناورة التنقل، أول خطوة نحو إعطاء القوات المسلّحة الروسية القدرة المطلوبة على التنقّل التكتيكي والاستراتيجي، حيث شاركت في المناورة قوات نُقلت من الشطر الأوروبي من روسيا الى منطقة الشرق الأقص لتنفذ مهاماً عسكرية طارئة. واستعانت القيادة العسكرية إبّان ذلك بنحو 50 طائرة من الطائرات العسكرية والمدنية على السواء لنقل 800 جندي وضابط مع أسلحتهم ومعداتهم (أكثر من 100 من المدرعات والدبابات والعربات). وفي السياق عينه أعلن رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة يوري بالويفسكي أن لدى روسيا تكنولوجيا تسمح بصنع صواريخ استراتيجية بامكانها أن تتخطى الأنظمة الحالية والمستقبلية للدفاع المضاد للصواريخ، إلا أن التصاميم الإضافية لم تحوّل بعد الى الإنتاج الصناعي.

 

تجارب صاروخية جديدة

إضافة الى ذلك، نفذت القوات المسلحة الروسية بالتعاون مع الوكالة الروسية للطاقة الذرية مشروعاً تدريبياً خاصاً حمل اسم «حادث»، وهو مشروع يهدف الى رفد أفراد القوات المسلحة بالخبرات الفنية التدريبية المطلوبة لحماية المنشآت النووية ومنع حدوث الحوادث فيها.
كما أجرت روسيا عشر تجارب على اطلاق صواريخ بالستية عابرة للقارات من الغواصات خلال التدريبات. وأجرت البحرية الروسية عدداً من المناورات العسكرية البحرية بالوحدات كافة، منها عدد من المناورات المشتركة مع القوات البحرية لبلدان أعضاء في حلف الناتو، مثل: المناورات الروسية-الإيطالية المشتركة في البحر الأيوني والتي شارك فيها عدد من سفن أسطول البحر الأسود (على رأسها طراد موسكو)، والمناورات الروسية-الفرنسية المشتركة في شمال المحيط الأطلسي، وأيضاً المناورات الروسية-الصينية المشتركة. وقد دخلت غواصة «فيبر» الذرية الروسية قاعدة القوات البحرية الفرنسية في برست عقب تلك المناورات، وهي المرة الأولى التي تدخل فيها غواصة ذرية روسية الى ميناء أجنبي. كما جرت أيضاَ مناورات عسكرية بحرية روسية-أميركية مشتركة عرفت باسم «النسر الشمالي»، وشاركت فيها سفينتان روسيتان من السفن المضادة للغواصات هما «سيفيرومورسك» و«الأدميرال ليفتشينكو».
وثمة سلسلة أخرى من المناورات المشتركة بين الناتو وروسيا في العام الحالي، حيث من المقرر إجراء مناورات للوحدات الخاصة لقوات الإنزال الجوية الروسية ووحدات الناتو الخاصة. ومن المتوقع أن تشترك في هذه المناورات وحدات الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا وبريطانيا. وفي إطار الإعداد لهذه المناورات أقيم خط اتصال مباشر بين نابولي وسيفاستوبول. وتتضمن الخطة أيضاً تدريبات «سيناتور» للأمن النووي مع بلدان الناتو. ومن المفروض أن تجري هذه التدريبات في الأراضي الفرنسية، كما ستقوم روسيا وحلف الناتو بأعمال التدريب المشترك في مجال الدفاع المضاد للصواريخ خلال العام 2007، والعمل مستمر في التحضير لهذا التدريب.

 

المراجع

- وكالة نوفوستي الروسية 2005/9/28.
- وكالة ساب 2005/10/9.
- مجلة الدفاع الخليجي أيار - حزيران 2005.
- وكالات الأنباء موسكو 2005/12/28.
- نشرة مركز الابحاث الاميركي حول الصناعات العسكرية الروسية، 2005/9/27.