تخريج

تخريج الدورة الخامسة والثلاثين لقائد كتيبة
إعداد: ندين البلعة
تصوير: بلال العرب

ممثل قائد الجيش:أحسنوا اليوم صناعة الغد

تخرّج ثمانية وثلاثون ضابطاً تابعوا الدورة الخامسة والثلاثين لقائد كتيبة، وتسلّموا شهاداتهم يوم 5/2/2010 في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان.
مثّل قائد الجيش العماد جان قهوجي، قائد الكلية العميد الركن علي الحاج سليمان وحضر الحفل قادة الوحدات والأفواج أو ممثلون عنهم، بالإضافة الى الضباط والأساتذة المنتدبين من الجامعة اللبنانية والمدنيين الذين أعطوا دروساً وألقوا محاضرات خلال الدورة.

 

الافتتاح والكلمات
النشيد الوطني افتتاحاً، ثم أسماء المتخرّجين تلاها العقيد الركن هادي الخوري (ضابط مدرّب).
العميد الركن علي الحاج سليمان سلّم الشهادات الى المتخرّجين وقدّم دروعاً تقديرية لطليع الدورة الرائد البحري جورج الدرزي، الذي بدوره قدّم له درع الدورة 35 لقائد كتيبة. بعدها ألقى قائد الكلية كلمة العماد قائد الجيش التي استهلها مرحباً، وقال:
 

أيها الضباط المتخرّجون
بالأمس القريب، وعلى مشارف خمسة أشهر خلت، وقفتم متأهبين استعداداً لبدء دورة جديدة في مسيرتكم العسكرية «الدورة الخامسة والثلاثين لقائد كتيبة»، وقفتم متأهبين لتخوضوا أحد أوجه الصراع في الحياة، صراع التحدي مع الذات كسباً للعلم وطلباً للمعرفة. شعاركم في ذلك مَثل صيني يقول «أعطني سمكة أشبع اليوم، علّمني كيف أصطاد أشبع مدى الحياة»، وها أنتم اليوم تتأهبون من جديد لتسلّم شهاداتكم بفخر واعتزاز، إيذاناً بنجاحكم في إنجاز المهمة، واعترافاً بمؤهلاتكم في قيادة كتيبة، وما كنتم لتحرزوا ذلك لو لم تكونوا برعاية ضباط مدرّبين أكفياء، تميّزوا بالمهارات التعليمية والتدريبية، وثابروا من دون كلل على التحضير والإعداد لإيصال ما يملكون من معارف اليكم بأفضل الطرق وأسهلها. وما كنتم لتحرزوا نتائجكم هذه، لو لم يكن سلاحكم في هذا الصراع، عقل مستنير، وقلم منير، وحسن تفكّر وتدبير، وزادكم اليه عزم وتصميم، صبر وإرادة، وطاقة احتساب وتحليل، فهنيئاً لكم بكلّ ما أنجزتم.
 

أيها الضباط المتخرّجون
ليعلم كل واحدٍ منكم أن حياته الراهنة بكل حيثياتها هي من صنع أفكاره وإنجازاته السابقة، وأنه بالتالي وليد ماضيه، فأحسنوا منذ اليوم صناعة مستقبلكم، لأنه سيكون نتاج أفكاركم وسلوككم وأدائكم الحالي. فمن يحسن التفكير، يحسن اختيار الطريق ويرسم صورة مستقبله الزاهية، ويكون النجاح حليفه، ومن يسيء التفكير يضلّ الطريق ويسقط في خيبة الفشل وعتمة المجهول. فحدّد منذ اليوم خيارك، وليكن ما تعلمته من تنشئة القائد أو استخدام القوى نبراساً لك.
جسّد منذ الآن في شخصيتك مناقبية القائد وانضباطه، لتكن في المستقبل مثالاً يُحتذى حذوه أمام مرؤوسيك، وموضع احترام الشعب الذي تسعى دوماً للحفاظ على وحدته.
استند منذ الآن الى العِلم في استخدامك القوى، لتكن في الغد موضع ثقة هذا الشعب عندما تدافع عنه وعن حرياته وممتلكاته، وموضع فخر هذا الوطن عندما تدافع عن أرضه وأجوائه، فسيادته أمانة في أعناقكم، وما ظني بكم أن تفشلوا في حفظ الأمانة.
 

أيها الضباط المتخرّجون
إن ما تعلّمتوه في دورتكم، من مبادئ للحرب أو قواعد لها، أو من أسس للعمليات الدفاعية والهجومية وعن العدو وأنظمته القتالية، هي من العلوم الأساسية والضرورية لإدارة مواجهة مع الإرهاب والمخلّين بالأمن، أو إدارة حرب مع العدو الإسرائيلي، إلا أنها لا تكفي لكي تكون أداة صراع فاعل مع هذا الأخير، فما تعلّمتوه لم يكن إلا خطوة قصيرة ومحدودة على دربٍ شاء العدو لها أن تكون طويلة على مختلف الميادين، العسكرية منها والسياسية والاقتصادية والتكنولوجية.
لذا فإني أدعوكم الى توسيع دائرة التحدّي مع عدوكم، بكسب المزيد من العلوم والمعارف، والتحلّي بمزيد من الإرادة والتصميم على متابعة المسيرة، وحيثما كنتم يمّموا وجوهكم دوماً شطر العمر القادم اليكم، وارسموا على محيّاكم بسمة الأمل بالانتصار، وكحّلوا أعينكم بنظرة الحالم بغدٍ مشرق أنتم رجاله، فبكم يحيا الوطن وبأبنائكم السائرين على خطاكم يستمر.
وأخيراً باسم قائد الجيش العماد جان قهوجي، أهنئكم بتخرّجكم الميمون في هذا اليوم الواعد، متمنياً لكم دوام التوفيق والنجاح في مهماتكم ومسؤولياتكم القيادية على كامل أرض الوطن.
في نهاية الحفل، وقّع قائد الكلية السجل الذهبي وتوجّّه الجميع الى المقصف حيث أقيم حفل كوكتيل وتبادل أنخاب للمناسبة.