دورات وتدريبات

تخريج دورة «الاعصار» في مدرسة القوات الخاصة
إعداد: ريما سليم ضومط
تصوير: الجندي بلال عرب

31 مغواراً تحدوا كل الأخطار  

 

انهم نخبة المقاتلين، ينالون شرف التسمية بعد أن يجتازوا من الصعوبات ما يصعب على سواهم اجتيازه، ويتحدوا من الأخطار ما يصعب مواجهته.
انهم المغاوير، وقد احتفلت مدرسة القوات الخاصة بتخريج 13 منهم تابعوا دورة «الاعصار» واجتازوا بنجاح كل صعوباتها.

 

«نتحدى كل الأخطار»

إحتفلت مدرسة القوات الخاصة بتخريج دورة «الإعصار» - الرائد الشهيد سمير مرعب، وهي دورة المغاوير السابعة والثلاثين، وشعارها «نطلع من قلب الإعصار / نتحدى كل الأخطار / دم، حديد، بارود، نار». ترأس الاحتفال قائد المدرسة المقدم المغوار مروان عيسى، بحضور مدير الدورة الرائد المغوار أندريه حداد، وطاقم التدريب، إضافة إلى طلاب المكتب الدراسي في المدرسة. بداية، إستعرض قائد المدرسة القوى المشاركة، ثم كان تعليق شارة المغوار للناحجين، فصورة تذكارية للمتخرجين مع المدربين. واختتمت المناسبة بحفل كوكتيل. على هامش الإحتفال، إلتقينا قائد المدرسة المقدم المغوار مروان عيسى الذي زودنا بعض المعلومات عن دورة المغاوير السابعة والثلاثين، موضحاً أنها بدأت بـ262 عنصراً في المرحلة الأولى التحضيرية، التي انتقل في ختامها 105 عناصر إلى المرحلة الثانية، في حين لم يتمكن سوى 33 عنصراً منهم من الإنتقال إلى المرحلة الثالثة، ليتخرج في نهايتها 31 عنصراً فقط. أما عن طاقم التدريب، فأشار إلى أنه يتألف من مدير الدورة و4 ضباط و20 رتيباً، يعملون بإشراف قيادة المدرسة.

 

مراحل الدورة

مساعد قائد مدرسة القوات الخاصة ومدير الدورة 37 الرائد اندريه حداد تحدث عن مختلف مراحل الدورة التي استمرت مدة ثلاثة أشهر، موضحاً أنها تقسم إلى ثلاث مراحل، ويكون برنامج التعليم والتدريب فيها على الشكل الآتي:
* المرحلة التحضيرية، ومدتها أربعة أسابيع. تتضمن إختبارات رياضية واختبارات طبية. يتم في هذه المرحلة تحضير المقاتل الفردي جسدياً وفكرياً، ويخضع في نهايتها لامتحان رياضي (سواعد 45، جذع 45، ركض 15 دقيقة، حبل 4 أمتار، جولة مقاتل أقل من خمس دقائق). كما يتم في خلالها تعليم السباحة للعناصر الذين لا يجيدونها.
* المرحلة الثانية، هي المرحلة الجسدية، مدتها أربعة أسابيع، يتابعها الناجحون في إمتحان الرياضة. تتضمن دروساً في القتال المتقارب (اشتباك وحراب) لتزويد المقاتل الفردي المهارات اللازمة للدفاع عن النفس. كما تشمل العمليات البحرية التعامل مع الزورق، بكرة القفز في المياه، القفز من الطوافة، الخ...،  إضافة إلى الدروس النظرية في تقنيات الدوريات، وتمارين التوجه ودروس القتال، وتمارين السير لمسافات متعددة. الهدف من هذه المرحلة تدريب المغوار على مختلف الضغوط الجسدية والنفسية.
* المرحلة الثالثة، مدتها أربعة أسابيع. تتضمن التطبيق العملي لمادة تقنيات الدوريات، حيث يعمد التلامذة المغاوير إلى تنفيذ كمائن وغارات على أهداف معادية في ظروف مناخية وحياتية صعبة للغاية، إضافة إلى دروس التعيّش ودروس الأسر. في نهاية هذه المرحلة، يتخرج الناجحون ويمنحون شهادة «مغوار».

 

نشاط وجدية

في لقاء مع الضباط المدربين، تحدث الملازم الأول المغوار نظام بو فخرالدين عن السبب الذي يدفع القسم الأكبر من التلامذة المغاوير إلى عدم متابعة الدورة بدءاً من الشهر الأول، فردّه إلى عاملي الضغط النفسي والضغط الجسدي اللذين يصعب على الكثيرين احتمالهما. وتحدث الملازم الأول المغوار باتريك بو بطرس بدوره عن الفترات الأصعب في دورة المغاوير، موضحاً أنه منذ الأيام الثلاثة الأولى للدورة يغادر حوالى ثلاثين في المئة من العناصر بسبب عدم قدرتهم على تحمل الضغوطات المفروضة عليهم. وأضاف أن الشهر الأول هو الأصعب حيث يمنع التلامذة من النوم إلا لفترات قليلة غير كافية، كما يتعرضون للتهويل الكلامي، ويعيشون حالة من القلق تدفع قسماً كبيراً منهم إلى المغادرة. الملازم الأول المغوار ناجي شليطا تحدث عن الإنضباط والجدية اللذين تميزت بهما دورة المغاوير السابعة والثلاثين، مؤكداً أن الجميع أثبت قدرته على تحمل المسؤولية لا سيما في المرحلة الثانية. وأضاف أنه خلال هذه الدورة ركزت الجهود على تنمية روح القيادة لدى التلامذة، كما تم التشديد بشكل خاص على تعزيز روح التعاون بين الجميع.

الملازم المغوار زاهي ساطي الذي سبق له أن تابع دورة «مغوار» في الولايات المتحدة الأميركية أكد أن مستوى التدريب هو نفسه في البلدين، والفارق أن في لبنان يتم التشديد على إعداد المقاتل الفردي وتقويته، وعلى التمارين الجسدية بما فيها تمارين السير، في حين أنه في الولايات المتحدة لا حاجة إلى ذلك بسبب توافر الطوافات التي يُتكل عليها كثيراً في معاونة العسكريين.