تخريج

تخريج دورة الأركان الخامسة والعشرين


ممثل قائد الجيش: في عالم المسؤولية القيادية
النجاح للمتسلّحين بالمعرفة والأخلاق والمعنويات العالية

نظّمت كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان حفل تخريج ضباط دورة الأركان الخامسة والعشرين يوم الجمعة 8/7/2011 في الساحة العامة الغربية للكلية. حضر الحفل العميد الركن بولس مطر نائب رئيس الأركان للتخطيط ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي، رؤساء أجهزة القيادة وقادة المناطق والمعاهد والمدارس والكليات وقادة الألوية والأفواج والوحدات المستقلة او من ناب عنهم، العميد الركن كابي القاعي مسيّر أعمال الكلية، ممثلون عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، الوزير السابق عدنان السيد حسين، قائد الكلية السابق العميد الركن علي الحاج سليمان والسفير الفرنسي وعدد من السفراء والملحقين العسكريين، الضباط المتخرّجون وأهاليهم، الأساتذة المحاضرون وضباط ملاك الكلية.


طليع الدورة
النشيد الوطني اللبناني افتتاحًا، ثم ألقى طليع الدورة العقيد الطيار نزيه عقيقي كلمةً باسم ضباط الدورة، معبّرًا عن الإعتزاز والفخر بالجهود التي ساهم فيها كل الذين تابعوا هذه الدورة بهدف الإرتقاء إلى المستوى الذي يليق بالمؤسسة العسكرية... والشكر والإمتنان إلى قيادة الجيش وكلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان، ضباطًا ومدرّبين. وخصّ بالشكر قائد الكلية السابق «الذي رافقنا حتى منتصف الطريق ومهّد لنا نهايته رعايةً وتخطيطًا وتنظيمًا... والعميد الركن كابي القاعي، الذي حمل الراية وتابع على خطى ثابتة، جاهدًا في تعزيز الإحتراف والنجاح، ليستمرّ في ظلّ قيادته مؤشّر التطوّر والحداثة...».
وتابع قائلاً: «نحن ضباط هذه الدورة الصغيرة عددًا والكبيرة تنوعًا، والتي ضمّت ضباطًا من الجيش، وقوى الأمن الداخلي، وأشقاء من المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية، اجتمعنا وتعاضدنا على مبادئ المحبة والتعاون والتواصل... نعاهدكم بأن نكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا، خطًّا أحمر في مواجهة التبعية والإرتهان، إلاّ للوطن، بمعيار حريته وسيادته واستقلاله».

 

كلمة الضباط العرب
كلمة الضباط العرب ألقاها المقدّم ناظم محمد الرواشدة من المملكة الأردنية الهاشمية، واستهلّها بالإشادة بكلية القيادة والأركان التي هي «كما البلدان والأوطان، ليست كيانًا افتراضيًا يَصلُح وحده أو يفسد وحده، فلا شهادة من دون شهداء ولا علم بلا علماء... وإنّ هيئة القيادة في الكلية ركّزت على أساليب تعليميّة راقية وعملت على صقل مهارات الضباط المنتدبين لمتابعة الدورات العسكرية في ربوعها، لتنتج قادة مبدعين وخلاّقين... وبالتالي نتمنّى بأن يرتقي هذا الصرح العظيم إلى مصاف المعاهد التدريبيّة المتطوّرة على مستوى العالم ككلّ».
وعدّد بعض الدروس والعبر التي تعلّموها من المدرّبين، في إشارة إلى أهمية العمل الذي قام به هؤلاء والأثر الإيجابي الذي تركوه في الضباط:
لا تجلس وتنتظر الفرصة بل قم واصنعها، ثمن العظمة هو تحمّل المسؤولية، إن لم تستطع قيادة نفسك فلا تحاول قيادة الآخرين، من أهم مَواطن القوة معرفة نفسك أولاً وبذلك تعرف مرؤوسيك، الفشل في التخطيط يقود إلى التخطيط للفشل، تذكر أن العبرة ليست بأن تقرأ ما يفيد لكن هي بأن تستفيد مما تقرأ، أهم ميزة للقائد هي أن يبقي جذوة الأمل حية عند مرؤوسيه، حدس القائد هو مفتاح نجاحه في الأزمات، ما الفشل إلاّ هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح.
وللزملاء استشهد بقول المتنبّي:
لا يمتطي المجد من لم يركب الخطر
ولا ينال العُلا من قدّم الحذر
ومن أراد العُلا - عفوًا - بلا تعب
قضى ولم يقضِ من إدراكها وطر.
وختم: «أهنئكم وأهنئ نفسي، وأسأل الله العلي القدير أن يجعلكم من الذين يردون عن أهلهم غائلةَ العطش والخوف، وأن يجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا عزيزًا، وأن يحفظه من كل شر».
 

العميد الركن القاعي
مسيّر أعمال الكلية العميد الركن كابي القاعي استهلّ كلمته بقول لشكسبير: «إنّ أصحاب الحسام يخشون أصحاب الريشة، فكيف الحال إذا اجتمع الحُسام والريشة في يد واحدة، وهذا ما نشهده في ضباط دورة الأركان الخامسة والعشرين، الذين يعلنون الآن انتصارهم على الذات، بكل ما يحمله هذا الإنتصار من دلالات ومعانٍ كثيرة».
بعد وصفه الكلية «بالصرح الأكاديمي المعطاء» ومناهجها بالحديثة وأساليبها التعليمية بالجديدة، توجّه إلى الضباط المتخرّجين بالقول: «اليوم وأنتم تغادرون قاعات الكلية ومقاعدها، تتعاظم مسؤوليتكم أكثر فأكثر، ليست مسؤولية المساهمة في صنع القرار أو اتخاذه فحسب، بل مسؤولية تطبيق ما تعلّمتموه واستثماره، إسهامًا في تفعيل منظومة التعليم في الجيش على مختلف المراحل والمستويات...».
ودعاهم إلى الإفتخار بالنجاح الذي حقّقوه بالجهد والتعب والسهر، ولكن «لا تنسوا أن خلف هذا النجاح، يقف لفيف من الضباط والأساتذة الجامعيين المدرّبين، الذين بذلوا جهدًا يحاكي جهدكم من أجل تحقيق الأهداف المرجوّة من الدورة...».
وأضاف قائلاً: «إن ما يحصل من حولنا من تطورات متسارعة، يضعنا في لبنان أمام مخاطر عديدة، تستوجب منّا أعلى درجات الجهوزية الفكرية والنفسية والمادية بشكل تام، والتزام ما حدّدته قيادة الجيش ولا تزال، من ثوابت وتوجهات في سبيل تحصين مجتمعنا والتصدّي لألسنة اللهب المحيطة بنا من كلّ حدبٍ وصوب...».
وأوصاهم بالتمسّك بالقيم العسكرية والشجاعة وتجنّب الكبرياء وتحكيم ضمائرهم، واتخاذ المواقف الشجاعة والحكيمة تحت سقف ولائهم الوطني وشرفهم العسكري.

 

مذكرات التهاني
طليع الدورة قدّم درعًا تقديريّة باسم دورة الأركان 25 لمسيّر أعمال الكليّة الذي بدوره بادله بدرعٍ لتصنيفه الأول في هذه الدورة.
من بعدها تمّت تلاوة مذكّرة منح لقب ركن للضباط القادة الذين تابعوا الدورة من 13/9/2010 إلى 8/7/2011 وعددهم 11 بينهم 4 ضباط عرب. ثم تلا مقدّم الحفل مذكرات التهاني الخطية كالآتي:
تهنئة خطية من العماد قائد الجيش للعقيد الطيار نزيه عقيقي لتصنيفه الأول في هذه الدورة، وأخرى للرائد جوزف عطالله من كلية فؤاد شهاب (مُنتدب لدورة في الولايات المتحدة الأميركية) لتصنيف بحثه الأول بين البحوث الفردية التي تمّت في هذه الدورة.
كما تُلِيَت التهاني الخطية من مسيّر أعمال الكلية للضابط الأول بين الأشقاء العرب المقدّم الركن سامر غسان فاخوري (من الجيش الأردني)، والضابط الذي صُنِّف بحثه الأول بين بحوث الطلاب العرب، المقدّم الركن محمد علي محمد أبو غزلي. بالإضافة إلى تهنئة للرائد جوزف عطالله الذي صُنِّف بالمرتبة الثانية بتقدير ممتاز، وللعقيد جوزف عيد الذي صُنِّف بالمرتبة الثالثة بتقدير ممتاز.
وأُدرِجَت أسماء المصنّفين في الربع الأول للدورة على سجل الشرف، وتُلِيَت المذكرة الخاصة بذلك.
 

كلمة القائد
تسليم الشهادات، تبعه كلمة ممثل قائد الجيش العميد الركن بولس مطر الذي وصف التخريج بأنه «لحظة انتصار الإرادة في النفوس، المكلّلة بمشاعر النجاح. هذا النجاح الذي يغسل الفكر كما الجسد من غبار الكدّ والتعب، وإذا ما أحسنتم استثماره في مقبل الأيام، شكّل لكم جواز عبور إلى عالم المسؤولية القيادية، التي لا يحظى بها إلاّ النخبة من الرجال، المتسلّحين بالمعرفة والأخلاق والمعنويات العالية».
ولفت إلى أنّ «ممارسة القيادة ليست بالأمر البسيط والمتيسّر للجميع، بل دونها الكثير من الصفات القيادية، الكفيلة بجعل الضابط أكثر قدرة على التكيّف مع تبدّل الظروف وتنوع العمليات التكتيّة، والتحكّم بمنظومات القيادة والسيطرة، وبالتالي أكثر قدرة على مواجهة مختلف المعضلات والإحتمالات في الميدان، وعلى صنع القرار وتنفيذه في الوقت المناسب.
ومن الجدير هنا بالتأكيد، أن القرار غير المبني على قاعدة علمية صلبة، ورؤية واضحة ودقيقة، غالبًا ما يؤدي إلى نتائج وخيمة، أمّا القرار الشجاع السليم، فهو الوسيلة الأولى لتحقيق النصر في المعركة، والحفاظ على سلامة القوى، والتقليل من الخسائر البشرية والمادية إلى أبعد حدٍّ ممكن».
وقال: «على الرغم من أن عناصر العديد والتسليح والتجهيز تعطي مؤشرات مهمّة على مدى قوة الجيوش واستعدادها القتالي، فهناك عناصر أخرى لا تقل أهمية عنها، وفي مقدمها التدريب الجيد، الكفيل باستثمار مختلف الإمكانات والوسائل المتاحة بما يؤدّي إلى تحقيق الإنتاجية القصوى، وبالتالي التعويض عن النقص الحاصل في تلك النواحي.
ولقد أولت قيادة الجيش ولا تزال، الإهتمام الأقصى بهذا المجال الحيوي، حيث لم تدّخر جهدًا في سبيل رفد المدارس والمعاهد العسكرية بالقدرات والوسائل اللازمة، إلى جانب التركيز على التعليم العسكري العالي المتمثل بهذه الكلية، إن على صعيد تأمين الكوادر التدريبيّة والإدارية الكفيّة، أم على صعيد توفير التجهيزات المناسبة والسعي إلى تطوير المناهج والبرامج التعليميّة بالتعاون مع الجيوش الصديقة».
وتطرق العميد الركن مطر إلى المرحلة التي تمرّ بها منطقتنا العربية، «والواقع الصعب الذي لطالما عاناه لبنان في مراحل سابقة ودفع اللبنانيون ثمنه غاليًا من أرواحهم وأرزاقهم، يرتّب على الجيش مسؤوليات وجهودًا إضافية لمنع انعكاس التطورات على ساحتنا الداخلية، وكذلك البقاء بالمرصاد لما يبيته العدو الإسرائيلي والإرهاب من نوايا إجرامية... لذا كونوا مثالاً في المناقبية والإنضباط والإلتزام، والتفاني في خدمة مؤسستكم المؤتمنة على حماية الوطن وصون وحدته وكرامة أبنائه. واجعلوا من شهادة الركن التي حصلتم عليها بالعرق والتعب والسهر، حدًّا فاصلاً بين المعرفة الكاملة والمعرفة المنقوصة، وبين الشجاعة والتهوّر، والإقدام والإحجام، والجديّة والإهمال».
وأضاف قائلاً: «نغتنم هذه المناسبة، لنؤكد مجددًا تمسّك الجيش اللبناني بعلاقات التعاون مع الجيوش الصديقة والشقيقة، وخصوصًا في مجال التدريب وتبادل المعلومات والخبرات، وهنا لا بدّ من التنويه بالضباط الأشقاء العرب من المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، الذين تابعوا هذه الدورة بكل مسؤولية واهتمام، وتميّزوا بالإنضباط وروح المحبة والتعاون، فلهؤلاء أقول: أهلاً وسهلاً بهم في وطنهم الثاني لبنان.
في الختام، أتوجه باسم قائد الجيش العماد جان قهوجي بالتهنئة الخالصة للضباط المتخرّجين، ولن أنسى بالتأكيد عائلاتهم التي تقاسمنَ وإياها بشكل أو بآخر أعباء الدورة، فلكنَّ أيتها السيّدات كل الإحترام والشكر والعرفان.
كما أتوجه بالتهنئة والتقدير إلى قيادة كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان، تجاه ما وفرته للدورة من احتضان ورعاية ومتابعة، وأيضًا للضباط والأساتذة الجامعيين المدربين الذين وضعوا خلاصة معارفهم وتجاربهم وخبراتهم، بين أيدي الضباط التلامذة، باذلين أقصى المستطاع سعيًا إلى الأفضل والأكمل.
الشكر لجميع الحاضرين بيننا اليوم، ولتكن هذه المناسبة المشرقة حافزًا لرص الصفوف وتحصين النفوس، والعمل لتحقيق المزيد من التفوق والنجاح خدمةً للمؤسسة والوطن».
في الختام، صورة تذكارية للدورة عند مدخل الكليّة وكوكتيل للمناسبة.