خبرات وتدريبات

تخريج ضباط برازيليين تابعوا دورة في لبنان
إعداد: باسكال معوض بو مارون

العميد الركن عضيمي: خبرتنا تجذب العرب والأجانب وقريبًا مدرسة إقليمية للتدريب

 

تابع ستة ضبّاط من البرازيل دورة تدريبية على إدارة العمليات الإنسانية للأعمال المتعلقة بالألغام في المركز الإقليمي المعتمد لهذه الأعمال (ثكنة عصام شمعون في النبطية) بإدارة المقدّم بيار بو مارون رئيس المركز.
وتضمّنت مواد التدريب في الدورة التي استمرّت فترة أسبوعين كاملين، تعريفًا بالمركز وأقسامه وواجبات المسؤولين والموظفين فيه، وزيارات إلى حقول نزع ألغام وقنابل عنقودية، بهدف الاطلاع على أعمال المراقبة وضمان الجودة والعمليات فضلاً عن المسح التقني للبقع الملغومة والمشبوهة، ومناقشات حول مجمل هذه العمليات.
اختتمت الدورة باحتفال تخريج الضبّاط البرازيليين حيث ألقى رئيس المركز الوطني للأعمال المتعلّقة بالألغام العميد الركن عماد عضيمي كلمة باسم قائد الجيش العماد جان قهوجي رأى خلالها «في هذا التعاون المثمر تأكيدًا على متانة العلاقة التاريخية التي تجمع شعبينا وجيشينا الصديقين، وتعبيرًا واضحًا عن ثقة السلطات البرازيلية بالجيش اللبناني». وتوجّه إلى المتخرجين بالتهنئة محيّيًا من خلالهم سلطات بلدهم والجيش البرازيلي.
بعدها قدّم العميد عضيمي شهادات الدورة التدريبية للضباط المتخرّجين، إضافة إلى درعٍ تذكارية باسم العماد قائد الجيش إلى نظيره البرازيلي، وأخرى باسم المركزاللبناني. وفي نهاية الحفل تبادل الجميع نخب البلدين والجيشين.


لماذا يتدربون عندنا؟
العميد الركن عماد عضيمي تحدّث إلى «الجيش» عن الأسباب التي تدفع جيوشًا كبيرة وعريقة إلى التدرّب في لبنان فقال: «منذ إنشاء المركز العام 1998، تسارعت وتيرة عملنا بشكل مطّرد، فقد بدأنا نشارك بالمؤتمرات الخارجية المتخصصة في مجال نزع الألغام والقنابل العنقودية بمعدل 6 مؤتمرات سنويًا في مختلف أنحاء العالم، موضحًا أن القيادة أولت الأمر اهتمامًا كبيرًا».
وأضاف قائلاً: «سرّ نجاحنا يكمن في كثرة المشاكل التي انهالت علينا في وقت قياسي حيث أننا لم نكن قد حللنا مشكلة الألغام بشكل نهائي بعد، حتى أمطرنا العدو الإسرائيلي بوابل من الصواريخ المحمّلة بالقنابل العنقودية، ما أعاد جهودنا وإنجازاتنا إلى نقطة الصفر وفرض علينا إعادة البدء بأعمال النزع التي كنا قد بدأناها في وقت سابق، ما أدّى إلى اكتسابنا خبرة كبيرة في وقت قياسي، خصوصًا وأننا بدأنا العمل بإمكانات ضئيلة أثبتت فاعليتها «فالحاجة أم الإختراع»، ثم ما لبثت التجهيزات والآلات أن تطورت لتصبح إنتاجيتنا أكبر ووتيرة عملنا أسرع».
وقال: «كل هذه العوامل أكسبتنا «شهرة» بين الدول المصابة بآفة الألغام والدول الأخرى المانحة، فانهالت علينا الهبات للمساعدة في نزع الألغام والقنابل العنقودية، والطلبات للتدرّب عندنا لاكتساب الخبرات والمهارات التي امتلكناها نتيجة الأمر الواقع، خصوصًا وأنّ عملية التدقيق ما بعد التنظيف يقوم بها المركز الوطني، ما يعطي مانحي الهبات ثقة بعملنا ويكسبـنا صدقية كبيـرة في هذا المجال».

 

أصداء ايجابية
أوضح العميد الركن عضيمي أنه «أصبح في جعبتنا مؤتمرات خارجية كثيرة نعرض خلالها مشكلتنا على المنابر العالمية فتفتح أمامنا آفاقًا واسعة للمساعدة على حلّها. وقد اكتسب المؤتمر الذي أقمناه العام الماضي «الإجتماع الثاني للدول الأطراف في إتفاقية الذخائر العنقودية» أهمية كبيرة، حيث سلّط الضوء على مشكلتنا وإمكاناتنا وخبرتنا، ما جعل الدول العربية والأجنبية تسارع إلى المساعدة في عملية النزع أو إلى إرسال متدربين للخضوع لدورات في الأعمال الإنسانية لنزع الألغام. وقد بلغ عدد المتدربين في مركزنا حوالى 72 شخصًا من عدة بلدان أبرزها: العراق، السودان، البرازيل، الأردن، كردستان، واليمن. وتنوعت الدورات بين «إدارة العمليات الإنسانية للأعمال المتعلّقة بالألغام»، و«نظام إدارة المعلومات المتعلّقة بالألغام»، «وكيفية معالجة مشكلة القنابل العنقودية»، و«كيفية التوعية من مخاطر الألغام والقنابل العنقودية ومساعدة الضحايا»، «وسبل تعزيز الإرادة والثقة بالنفس لدعم ضحايا الألغام»، وقد كانت أصداء التدريب جيدة في جميع البلدان، ما انعكس إيجابًا على صورة لبنان في المجتمع العالمي وأعطاه صفة رسمية للتدريب في هذا المجال».
وختم العميد الركن عضيمي بالقول: «إن جهودنا مستمرة على صعيد التسويق لإيجاد الحلول العملية لمشكلة الألغام والقنابل العنقودية وإزالتها بأسرع وقت ممكن مع ضمان النوعية ومراقبتها، خصوصًا وأن هدفنا هو القيام بالأفضل لوطننا وشعبنا. والجدير بالذكر أن القيادة بصدد التحضير في وقت قريب لمشروع بالتنسيق مع الجيش الفرنسي يقضي بإنشاء مدرسة إقليمية للعمليات الإنسانية لنزع الألغام والتي من المقرر أن تكون مقرًا لتدريب وتنشئة المدنيين والعسكريين من الجنسيات كافة الراغبين بتأهيلهم لمهمات من هذا النوع».