أخبار ونشاطات

تخريج ضباط دورة قائد كتيبة (41)
إعداد: ندين البلعة

ممثل قائد الجيش: بكم نشق الطريق ومعكم نبلغ الهدف

أقيم في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان، حفل تخريج دورة قائد كتيبة الحادية والأربعين، والتي ضمّت ضباطًا من الوحدات الكبرى والأفواج المستقلة.
مثل قائد الجيش في الاحتفال العميد الركن علي مكه قائد الكلية، وحضره عدد من ضباط القيادة، قادة الوحدات والأفواج أو ممثلون عنهم، ضباط ملاك الكلية، بالاضافة إلى الاساتذة المنتدبين من الجامعة اللبنانية ومن خارجها والضباط والمدنيين الذين أعطوا دروسًا وألقوا محاضرات خلال الدورة.
بعد النشيد الوطني وتلاوة مذكرة نتائج الدورة، وتهنئة الضّباط المميّزين والمدرجة أسماؤهم على لائحة الشرف، تبادل قائد الكلية الدروع التذكارية مع طليع الدورة الرائد شادي نخلة. ثم سلّمت الشهادات إلى المتخرّجين، وألقى العميد الركن مكه كلمة باسم قائد الجيش، هنا نصّها:
أيها المتخرجون
نحتفل اليوم  بتخريجكم كدورة جديدة هي حلقة من سلسلة دورات قائد كتيبة تأهلتم خلالها لتصبحوا قادة للوحدات المقاتلة التي تشكل العصب الأساسي لقوى الجيش. بكم نشق الطريق ومعكم نبلغ الهدف، مستواكم يوحي بمستوى الجيش وقدراتكم تجدد قوته، فتصبحون القبضة التي بها يضرب والدرع الذي به يحتمي الوطن.
الدورة التي تتخرج اليوم قد أتمّت تعلّمها بتنفيذ البرامج وفق ما خطّط لها، وكان سير التعليم طوالها منتظمًا ومنسقًا بفضل جهد ودقة القيّمين على الكلية والمعلمين، ومثابرة الضباط المتدرّبين أنفسهم. وقد تحققت الأماني بالنجاح المميّز لضباط الدورة أجمعين كنتيجة لما حصّلوه خلالها. فهنيئًا لكم نجاحكم الذي هو بالتأكيد أيضًا نجاح للكلية ولمعلّميكم.


أيها المتخرّجون
عملت الكلية بجميع أقسامها بكل جدية، ولا تزال على إرساء أسس صلبة لسياسة تعليمية حديثة تحاكي ما تعتمده أرقى كليات الأركان في العالم، لتجعل منكم ومن دورتكم صفحة جديدة، جلية ومشرقة في مسيرة الكلية. هذه المنشأة الأكاديمية الأعلى والأرقى في الجيش يخصها حضرة العماد قهوجي قائد الجيش بكل أسباب التطور توخيًا لرفع مكانتها، ويلاقي ذلك كل إستجابة من الكلية والأطر القيادية والأكاديمية واللوجستية فيها، حيث يجري تعزيز دورها وترسيخه عبر إعتماد التحديث المستمر للمناهج وبناء البنية التحتية الثابتة المناسبة للتعليم العسكري الأكثر كفاءة وحداثة، وكل ذلك تطلعًا لبناء شخصيتكم القيادية وقدراتكم العلمية، فالعقول المستنيرة بالعلم والمعرفة هي قوة الجيش الدافعة إلى العطاء الأمثل. فلتكن معارفكم هديًا لسلاحكم وليكن سلاحكم القوة العادلة والحازمة في صون الوطن وحمايته من كل خطر.
 

أيها السادة الضّباط
إن الأحداث الدولية والمتغيرات الإقليمية وما تحمله من مخاطر تستدعي منا اليقظة والحذر للحفاظ بقوة على أمن وطننا واستقراره والذود عنه، وهذا لا يتحقق إلا عبر التسلح بالعلوم والمعارف المتقدمة التي يجب أن تكون لنا الزاد والذخيرة. وإن اليد التي تستهدف الجيش إنما تستهدف الوطن بأكمله. وأنتم أداة حماية هذا الوطن التي لا إرادة فوقها، فاضربوا بلا هوادة اليد التي تمتد إليكم وإلى الوطن دفاعًا عن العيش بكرامة على أرضه.
 

أيها الضّباط المتخرّجون
ما كانت وحدة عسكرية إلا صورة قائدها، فشجاعته تترجم في صفوف عسكرييها بطولات، ومعرفته تنتقل اليوم خبرة وعلمًا وتمرسًا، وعزيمته تزيدهم صلابة ومنعة. فالقائد يحدّد بأدائه صورة وحدته وهي بالمقابل تعكس حقيقته. لذلك كونوا قادة بكل معنى الكلمة، تعيشون لوحداتكم وجيشكم، تعملون بكل ما لديكم من عزيمة. فالظرف الذي نمر به بالغ الدقة ويتطلب منا جميعًا أن نكون يدًا واحدة قوية تحمي نفسها لتتمكن من حماية الوطن.
 

أيها المتخرجون
تغادرون اليوم مقاعد العلم لتعودوا إلى وحداتكم التي تنتظر منكم تزويدها ما حصّلتم من معارف وتقنيات، ولا شكّ بأن إنتهاء دورتكم لا يعني التوقف عن متابعة التحصيل العلمي، خصوصًا أننا في عصر التقدم السريع والمذهل في العلم والتقنية، فكونوا على استعداد لمواكبة هذا التقدم، فالضابط الناجح هو من يحمل في جعبته المقدار الأكبر من المعارف المتنوعة والضابط المنتج والمحترف هو القادر على الإستخدام الماهر لهذه المعارف في عمله وجعلها في خدمة موجبات وظيفته.
أدعوكم اليوم إلى التحلّي بالمناقبية والخلقية عبر تجسيدكم المثال بالشجاعة والإقدام والانضباط والقدوة الحسنة لرجالكم. وأدعوكم تكرارًا إلى التمترس وراء العلم والعلم فقط، وبذل قصارى الجهد في وحداتكم لرفع كفاءتها. أنتم معقد الأمل والرجاء، فعليكم أن تبقوا عند حسن ظن جيشكم ووطنكم بكم رجالاً أشداء في حمايته، ففي  زمن السلم لكم دور وفي زمن الأزمات لكم كل الدور، ولا ريب بأنكم ستكونون على مستوى مهماتكم وعلى قدر الأمل بكم والمسؤوليات الملقاة على أكتافكم.
أتوجه بالشكر إلى الكادر القيادي والتعليمي واللوجستي في الكلية، على الجهود التي بذلوها في سبيل إعداد هذه الدورة وإنجاح ضباطها كقادة أكفاء قادرين على الإضطلاع بمسؤولياتهم ومهماتهم المقدّسة في الدفاع عن الوطن وأمنه وصون كرامته وكرامة الجيش وعزته.
بإسم العماد قهوجي قائد الجيش، أقدم التهنئة الحارة إلى الضّباط المتخرّجين وكذلك إلى جميع الضباط الموجودين شاكرًا حضوركم، ومتمنيًا للجميع كل الخير والتوفيق والنجاح، لينجح الجيش معكم ويفخر بكم فيقوى اعتزازكم به وبالإنتماء إليه.

 

عشتم، عاش الجيش، عاش لبنان