تخريج واحتفال

تخريج عسكريين تابعوا دورة مع قوات الأمم المتحدة
إعداد: تريز منصور

اللواء الركن المصري: نعمل لتعزيز الثقافة الإنسانية والإجتماعية لدى الضباط والعسكريين
الجنرال غراتزيانو: هدفنا مساندة الجيش اللبناني لتطوير مفاهيم التنسيق المدني العسكري

 

بحضور رئيس الأركان اللواء الركن شوقي المصري ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي، وقائد قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان الجنرال كلاوديو غراتزيانو، وعدد من السفراء والملحقين العسكريين وكبار ضباط الجيش والقوات الدولية، أقيم في النادي المركزي - المنارة، حفل تخريج دفعة من ضباط ورتباء الجيش الذين تابعوا «دورة وحدة التعاون المدني - العسكري» «CIMIC» (عددهم نحو ثلاثة عشر عسكرياً)، بإشراف قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.
هدفت هذه الدورة وهي الأولى من نوعها، إلى توعية وحدات الجيش المنتشرة وكذلك القادة، حول كيفية التعاطي مع المجتمع المدني، وتقديم الخدمات الإنمائية والإجتماعية والثقافية كافة، وتنفيذ المهام الموكلة بأفضل الوسائل.
بعد النشيد الوطني اللبناني، كانت الكلمة لقائد قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، ومن ثم كلمة رئيس أركان الجيش اللبناني.


اللواء الركن المصري
رئيس الأركان استهل كلمته متوجهاً باسم قائد الجيش العماد جان قهوجي، بتحية محبة وتقدير الى قيادة قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، بشخص قائدها الجنرال كلاوديو غراتزيانو، كما إلى جميع المنضوين تحت راية هذه القوات، ضباطاً ورتباءَ وأفراداً، إزاء جهودهم وتضحياتهم المبذولة، من أجل ترسيخ الاستقرار في جنوب لبنان، ومؤازرة الجيش اللبناني في تنفيذ مهماته الدفاعية، إضافة إلى التعاون المستمر معه على مختلف الأصعدة، والذي نشهد اليوم أحد تجلياته المضيئة، من خلال تخريج دورة وحدة التعاون المدني - العسكري «CIMIC». هذه الدورة المتميزة بطبيعتها ومضامينها وأهدافها، والتي نعوّل عليها كثيراً، في مجال تعزيز الثقافة الإنسانية والإجتماعية لدى الضباط والعسكريين، وتفعيل حضورهم في محيطهم الواسع، وبالتالي توطيد علاقة المؤسسة العسكرية مع مختلف شرائح المجتمع المدني. والجيش اللبناني كما رأيتم ولمستم خلال عملكم في لبنان، عريق في تمسّكه بهذه العلاقة، التي طالما شكّلت جزءاً لا يتجزأ من قيمه ومبادئه وثوابته.
وأضاف قائلاً:
بعد مرور نحو ثلاث سنوات على انتشار قوات الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان، استناداً إلى قرار مجلس الأمن الرقم 1701، نستطيع القول بكل فخر واعتزاز، إنها كانت على قدرٍ عالٍ من المسؤولية والكفاءة في القيام بالدور المسند اليها، وهو الأمر الذي يشهد له الأقربون والأبعدون، محلياً وإقليمياً ودولياً. ولم تكتف هذه القوات بأداء مهمتها الأساسية، أي مؤازرة الجيش اللبناني في الدفاع عن الحدود الجنوبية وبسط سلطة الدولة على هذه المنطقة، وتأكيد حق لبنان النهائي في استرجاع أرضه التي ما تزال قيد الاحتلال، في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر، بل امتدت أياديها البيضاء لمساعدة أبناء الجنوب، على مواجهة المشاكل الحياتية العديدة الناجمة عن الحروب والإعتداءات الإسرائيلية المتكررة، ولا سيما في مجالي الإنماء ونزع الألغام والقنابل العنقودية، إضافة إلى القيام بنشاطات ثقافية واجتماعية متنوعة، كان لها الأثر العميق في نسج أواصر الصداقة وترسيخ الثقة المتبادلة بين القوات الدولية والمواطنين.
وبموازاة ذلك، أبدت القوات الدولية رغبة قوية في توسيع دائرة التعاون مع الجيش اللبناني، ليشمل تقديم أعتدة عسكرية وتنفيذ مناورات مشتركة وإعداد دورات تدريبية، عسكرية وثقافية، من شأنها تعزيز قدرات العسكريين على إختلاف رتبهم ووظائفهم.
إن الإنجازات التي ذكرت، باتت محط تقدير اللبنانيين جميعاً، وتحمل في طياتها أكثر من دلالة، فهي من جهة، تعبّر عن إيمان أفراد القوات الدولية بالمهمة الموكلة إليهم، وتشير إلى ما يتحلّون به من مناقبية وإرادة والتزام، في مساعدة الشعب اللبناني على تخطي أزماته، ومن جهة أخرى، تعبّر عن رغبة بلادهم الصديقة في الوقوف الثابت الى جانب لبنان، والاستمرار في دعم مسيرة استقراره وازدهاره.
ختاماً، أهنئ الضباط والعسكريين على تخرّجهم، كما أشكر المدرّبين وكل مَن شارك في إعداد هذه الدورة وتنفيذها على جهودهم المبذولة، متمنياً للجميع دوام الرفعة والتقدّم.

 

غراتزيانو
استهل قائد قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان كلمته بالاشارة إلى أن هذه الدورة تأتي في إطار الشراكة الإستراتيجية مع الجيش اللبناني وقال:
جميعنا يعلم أنه من المفروض بل من الضرورة بالنسبة الى الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان أن يبقيا على اتصال وثيق بالمدنيين والفاعليات، في أثناء قيامهما بمهامهما في جنوب لبنان، حتى يحظيا برضى الأهالي. وقواتنا مزوّدة جهازاً مهماً وهو ال«سيميك»، أو وحدة التعاون المدني العسكري، تدعمه أقسام أخرى في البعثة مثل الشؤون المدنية والمكتب الإعلامي.
وأضاف: تتمثّل المهام الأساسية لهذه الأقسام في دعم قوات الأمم المتحدة المؤقتة وبالتالي مساعدة الجيش اللبناني، ونحن نعي أن الجيش اللبناني يتمتّع أصلاً بالدعم الكامل من الشعب اللبناني، وانه يتعيّن على قواتنا أن تتعرّف من خلاله على حاجات اللبنانيين. وفي الوقت عينه، نعتبر أنه من المهم أيضاً أن يطوّر الجيش اللبناني إمكاناته في مجال التعاون المدني - العسكري. فالهدف هنا مزدوج، ويطال تحسين التعاون بين قوات الأمم المتحدة والجيش كما تعزيز خبراته الخاصة من خلال دروس مستقاة من سنوات كثيرة من عمليات حفظ السلام حول العالم.
لقد اقترحت اليونيفيل (في شباط 2009) وتماشياً مع ولايتها بموجب قرار مجلس الأمن 1701، تنظيم دورة تعاون مدني - عسكري لعناصر من الجيش اللبناني والغاية لم تكن المساعدة على تحسين إمكانات القوات المسلحة اللبنانية في مجال التعاون المدني - العسكري فحسب، بل أيضاً تعزيز الإمكانات المتبادلة لكل من قواتنا والجيش اللبناني في منع أي احتكاك مع المدنيين أو حلّه إذا حصل، مع تحسين إمكاناتها في التفاعل مع السكان في الوقت عينه.
أما قيادة الجيش اللبناني، واعترافاً منها بأهمية نشر وحدات خاصة من وحدة التعاون المدني - العسكري دعماً لعمليات القوات المسلحة اللبنانية، فقد وافقت على اقتراح اليونيفيل القاضي بالمساعدة على تطوير قدرات الجيش اللبناني في التخطيط لنشاطات التعاون المدني - العسكري وتطبيقها. وكان التنويه أيضاً بأن إنشاء وحدات للتعاون المدني العسكري ضمن الجيش اللبناني لا يحسّن عمليات الجيش وعلاقاته مع المجتمع وحسب، بل يعزّز أيضاً التنسيق الفعّال ما بين القوات المسلحة اللبنانية واليونيفيل في ميادين أساسية متصلة بالقرار 1701.
اليوم نختتم رسمياً دورة التعاون المدني - العسكري الأولى مع الجيش اللبناني التي دامت من 25 أيار حتى 10 تموز آملين ألا تكون الأخيرة. وقد تمّ تقسيم هذه الدورة إلى مرحلتين، الأولى نظرية وقد نفّذت في المقر العام لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان تلتها مرحلة تطبيقية على الأرض في القطاعين الشرقي والغربي. وقد أتم الدورة بنجاح 13 عسكرياً من الجيش اللبناني، منهم سبعة من الضباط القادة.
وقال غراتزيانو:
هذه الدورة كانت مناسبة قيّمة لتعزيز العلاقات بين قواتنا والقوات المسلحة اللبنانية، وهي كانت أيضاً مكسباً لكلا الطرفين. ذلك أن المبادرة لاقت أصداء إيجابية لدى جميع العناصر المشاركين من قبل الجيش.
وكما كان متوقعاً، اتضحت أهمية الكفاءة والخبرة الواسعة التي اكتسبها عناصر الجيش اللبناني قبل الدورة، لا سيما في الجزء العملي الذي تسلّموا فيه زمام كل النشاطات والارتباط مع السكان المحليّين. إلى ذلك، فقد أظهروا مهارات كبيرة في التخطيط والتنسيق. واسمحوا لي أن أستغلّ هذه الفرصة لأهنّئ جميع المشاركين من القوات المسلحة اللبنانية على إنجازهم دورة التعاون المدني - العسكري هذه بنجاح، كما أودّ أن أشكرهم وأشكر قيادة الجيش اللبناني على دعمها والتزامها المبادرة.
وإذ أمل أن تكون هذه الدورة بداية مثمرة، أعلن أن قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان تنوي الاستمرار في مساندة الجيش اللبناني لتطوير مفاهيم الإجراءات العملانية المعيارية في التنسيق المدني - العسكري. إلى ذلك، فهي عازمة على بذل قصارى جهدها لدعم القوات المسلحة اللبنانية في حشد مساعدات المانحين الأجانب لتقديم العتاد وتنظيم المزيد من التدريبات على نشاطات التعاون المدني العسكري.
وقال إن الهدف المشترك لهذه العملية، هو تزويد الجيش اللبناني الوسائل اللازمة ليصير قادراً، ضمن هيكليته، على الاعتماد على عناصر أو وحدات تعيّن للتنسيق المدني - العسكري على مستوى القيادة...
وختاماً، أمل أن يشكّل هذا النشاط خطوة جديدة باتجاه تعزيز التعاون وترسيخ شراكتنا الإستراتيجية مع القوات المسلحة اللبنانية.