ملف

تدابير مكثفة رافقت القمة العربية

الأجهـزة الأمنية عمـلــت بأقـصـى


درجات التنظيم والدقة


والمشاركون نوّهوا بالجهود والمستوى

أثناء إنعقاد مؤتمر القمة العربية في لبنان, أجمع المشاركون على الإشادة بالإجراءات الأمنية التي رافقت القمة, وبحسن التنفيذ وجدية عمل الفريق المنفّذ. كذلك نوّه المسؤولون عن المفارز الأمنية العربية بدور الأجهزة الأمنية اللبنانية, حيث لمسوا من خلال التعاون معها مستوى الإحتراف الذي بلغه الجهاز الأمني اللبناني.
بدورها, أكدت المصادر الأمنية اللبنانية أن نجاح الخطة الأمنية لم يكن وليد الصدفة, وإنما جاء نتيجة تحضيرات مكثّفة شاركت فيها مختلف القوى الأمنية. فكيف تمت التحضيرات وما سبب النجاح الملفت الذي تم تحقيقه؟
أسئلة يجيب عنها قائد لواء الحرس الجمهوري العقيد مصطفى حمدان في الحوار الآتي.

 

التحضيرات للقمة وعملية التنفيذ

- ما هي الخطـة الأمنيـة التي وضعـت أثـناء إنعقـاد القمـة وكيـف تمـت عمليـة التنفـيذ؟

­ بدأت التحضيرات الأمنية للقمة إثر صدور التكلـيف الرئاسي والوزاري الذي يقضي بحفظ الأمن وتوفير الحماية للرؤساء والملوك والأمراء العرب أثناء إنعقاد القمة العربية.
فكانـت الخطـوة الأولى إنشـاء هيكلية أمنية مؤلفـة من 29 قطـاع مسؤولية, حيث وضعت خطط فرعية لكـل قطـاع, كمـا تمت دراسـة مختـلف التفـاصيل المتعلّقة بالمهمة.
رافـق هذه العمـلية تدريـب عسكري مكثّف في المنطـقة الممتدة من فـندق فينـيسيا حتى مطار بيـروت, إضـافـة الى تفتيـش البقعة الأمنــية بصـورة متواصلة والبحـث عن متفجرات أو أجـسام مشبـوهة.

 

تضافر الجهود ومستوى عال في الاداء

- ممن تألّف الجهاز الأمني الذي تولى عملية حفظ أمن القمة, وكيف تمت عملية التنسيق بين الجهات المشاركة؟

­ ساهمت في تنفيذ الخطة الموضوعة مختلف الأجهزة الأمنيـة من جيش وقوى أمن داخلي, وأمـن دولة, وأمن عام, وقد أدت كل جهة مهمتهـا بمسـؤولية وجدية تامة, وذلك بالتنسيق والتعـاون مع باقي الأطـراف المشاركة.
فتبيّن خلال التنفيذ المستـوى العالي لأداء الأجهزة.
وبرز بشكل خاص دور كل من مديرية المخابرات والأمن العام وأمن الدولة وعناصـر الإستقصاء في الأمن الداخلي الذين سجّلوا نجاحاً مميزاً في عملية الإستعلام على الصعيدين الداخلي والخارجي.
كما بـرز دور فوج المكافحة الذي ساهم عناصره مع لواء الحرس الجمهوري بشكل فعّال في عملـية حفظ الأمن.
وكـذلك الأمر بالنسبة الى مجموعة مكافحة الشغب التي كانت دوماً جاهزة وعلى أتم الإستعـداد للتدخـل الفوري.
ولا بد من التنويه أيضاً بالدور الرئيسي الذي لعبه سلاح الطيـران في عمليـة المراقبة إذ بلغ عـدد ساعات الطيران للطوافات نحـو 18 ساعة يومياً.
كذلـك تولت القـوات البحرية عملية المراقبة البحرية بصورة متواصلة, في حين قام مغـاوير البحر بدوريات مستمرة بواسطة الزوارق السريعة على طول الخط الممتد من عين المريسة حتى المرفأ.
بـدوره, لعب جهـاز أمن المطار دوراً فعّالاً في عملية نقل الوفود والحقائب الى الفنادق, ولم تسجّـل أي عملية فقدان حقائب أو أي من أغراض المشاركين ولا أي مشكلة في وصول الحقائب بالرغم من ضخامة حجم الكميات المنقولة.

 

التعاون والتنسيق مع الاجهزة العربية

- ماذا عن التنسيق مع الأجهزة العربية التي شاركت في عملية حماية الرؤساء؟

­ تم التعاون مع المفارز الأمنية العربية التي شاركت في الحماية المباشرة للرؤساء بصورة متازة, وقد أعطيت مختلف التسهيلات للقيام بالدور المطلوب على أكمل وجه. وبدورها, أشادت تلك المفارز بعملية التحضير وبالتنفيذ المحترف للعناصر الأمنية اللبنانية.
وتجدر الإشارة, الى أن دائرة التنسيق لم تقتصر على الأجهزة الأمنية, وإنما إتسع نطاق التعاون, وللمرة الأولى في مناسبات كهذه, مع الهيئات المدنية, فتم التنسيق, مثلاً, مع نقابة المهندسين التي قامت بتأليف لجنة لدراسة الفنادق قبل وصول المؤتمرين وذلك تحسباً لأي طارئ قد يستدعي إجراء عمليات إخلاء. كذلك, واصلت الأجهزة الأمنية عملية التنسيق مع الصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني طوال فترة انعقاد القمة.

 

الاستعدادات ذللت الصعوبات والمشاكل

- هل واجهتكم صعوبات في تنفيذ الخطة الأمنية؟

­ أثناء تنفيذ عمليات أمنية بحجم العملية التي كلّفنا بها لا بد من مواجهة بعض الصعوبات. إلا أن الإستعداد المسبق لأي طارئ جعلنا قادرين على تذليل أي صعوبة. لا شك أنه في أثناء إنعقاد المؤتمر حصلت حوادث وإشكالات تنظيمية تتعلّق بأعمال المؤتمر, غير أنها قوبلت بحلول فورية كي لا تؤثر على المسار العام للقمة من الناحيتين الإدارية والأمنية.
بدورنا, واجهنا مشكلـة تنظيمـية بسيطـة, مردها الى أن عدد الحضور فاق جميـع التوقعات, فاضطـررنا في اللحظات الأخيرة الى إنجاز كـميات هائلة من بطـاقات التعـريف, وقد بلغ عدد البطـاقات الممنوحة 14500 بطاقة, عدا تلك الخاصة بعناصر الأمن.

 

جدية العمل وعوامل النجاح

- ما هي, برأيك, العوامل التي أدت الى نجاح المهمة الأمنية؟

­ ممــا لا شك فـيـه أن المـناخ العام كـان مؤاتيـاً جـداً لنجاح المهـمـة الأمنـيـة.
فقد أشرف الرئيـس العماد إميـل لحود مباشـرة على عمليـة التنفيـذ, مبدياً إهـتمامـاً بمختلـف التفاصـيل للتـأكد من حسـن الأداء.
كذلـك تولّى قائد الجيـش العمـاد ميـشـال سليـمـان رعاية الهيكلـية الأمنـية, وأعطى توجيهـات وأوامـر واضحة في ما خـص تأمين جميـع المستـلزمات على صعيـدي اللوجـستيـة والعـديد.
وممـا ساهم في إنجاح الخطـة أيضاً, التعـاون والتنـسيق بين مختلـف الأجهزة الأمنية المشاركة ومـا نتـج عنه مـن تنـاغـم وتكـامـل في الأداء, بالإضـافة الى المستوى العالي من الإنضباط الذي رافق عملية التنفيـذ بحيـث لم يسجّل أي إشكال جانبي أو أي حادث من أي نوع كان طوال فترة إنعقـاد القمـة.
كذلك, فقد كان التعامل مع المؤتمرين راقياً جداً, ولم يختلف عنه التعاطي مع الإعلاميين الذين أشادوا بالعناصر المشاركين وبجدية العمل.