في ثكناتنا

تدريبات مكثفة في المشاة الثامن
إعداد: روجينا خليل الشختورة


 ..وفي الألوية أيضًا مقاتلون شرسون
يعرف لواء المشاة الثامن بانتشاره الواسع في جميع المناطق اللبنانية، وخصوصًا تلك التي تشهد اشتباكات أو تكون في دائرة الخطر. ضغط المهمات لدى هذا اللواء استوجب إعادة النظر بآلية العمل فيه، إضافةً إلى تنظيمه، تجهيز مواقعه وتكثيف تدريباته لرفع المعنويات ومستوى القدرة القتالية لدى عسكرييه، لا سيما بعد مشاركتهم في أحداث عبرا التي تكبد اللواء الثامن خلالها عددًا من الشهداء والإصابات.
العميد الركن عبد الكريم هاشم الذي تسلم قيادة لواء المشاة الثامن بتاريخ 2013/11/02، يتحدّث لـ«الجيش» عن الحركة التي شهدها اللواء في الفترة الأخيرة، وخصوصًا التدريبات التي توجت بمناورة أثبتت كفاءة العسكريين.

 

منشآت وتدريب
بدايةً، حدّثنا العميد الركن هاشم عن المنشآت التدريبية التي أسهمت قيادة الجيش في تأمينها للواء الثامن وقد تضمنت، جولة مقاتل نموذجية (500 متر)، حلقة اشتباك (وهي الأكبر في الجيش)، برجًا ومركن هبوط من الطائرة، بكرة رمل وبكرة مياه، مدينة مداهمة للرمايات بالذخيرة الحية، وحقل حركة ونار. وقد تطلّب تجهيزها 20 يومًا تقريبًا.
وعن سير التدريبات، قال: بدأنا التمارين مع سرايا المشاة فباشروا بدورات تأسيسية مصغرة (دورة مغاوير لمدة 15 يومًا) على يد مدربين (ضباط ورتباء) من الفوج، وقد تضمنت، إلى جانب الدروس وتمارين السير ونظام المرصوص، دروسًا نظرية وعملية في: تنظيم الحضيرة، قتال حراب، إشتباك، رمايات بالذخيرة الحية، مداهمة، وهبوط بالحبال، واختتمت الدورة بمناورة.
وأوضح قائلاً: عندما تنهي كلّ سرية دورتها، تنتقل بعد أسبوع لتنفيذ تمرين دهم. وكلّما أنهت ثلاث سرايا هذه التدريبات، تنتقل مجتمعةً إلى حقل الطيبة لتنفيذ المناورة الكبرى (قتال لفيف تكتي، مهاجمة إنزال عدو والقضاء عليه، ومهاجمة تحصيناته) حيث تنضمّ إليها سرية دبابات وفصائل مدرعات. هذا بالإضافة إلى متابعة دورات: التعرّف على المتفجرات، هاون81مم، مدفع 106، مدافع مضادة 14,5مم و23مم، آمر حضيرة وآمر فصيلة.


ترقّب وحماسة فنجاح
عن ردّة فعل عسكريي اللواء ومدى تجاوبهم مع هذه الدورات والتدريبات، قال العميد الركن هاشم: معدّل العمر في اللواء هو الـ25 سنة أي عمر الشباب والنشاط، ومستوى الانضباط عالٍ. هذان العاملان، إذا لم يتمّ تعهدهما بالتدريب والرعاية يضعفان ويصبح العنصر خمولاً ومتململاً. وأضاف: عندما بدأ العمل على تجهيز منشآت التدريب، سادت الموقع حالة من الترقب والخوف من المجهول. ولكن بعدما بدأت الدورات وأنهت السرية الأولى دورتها ونفذت بفخر مناورة ناجحة، انتقلت عدوى الحماسة إلى السرايا الأخرى وبات العسكريون مفعمين بالنشاط والاندفاع. حتى عناصر الكتيبة اللوجستية أرادوا متابعة التدريبات على اعتبار أنّ العدو لا يميز بين الكتائب، ويجب على الجميع أن يكونوا على أهبة الاستعداد لأيّ قتال ومدربين على حماية انفسهم.
وعن هدف هذه الدورات التدريبية قال: يجب ألا يحتاج أي عسكري من اللواء موجود على أرض المعركة، إلى أيّ دعم من القوات الخاصة، وبالتالي هدفنا تحويل عناصر اللواء إلى مقاتلين شرسين بكلّ ما للكلمة من معنى، يستطيعون تنفيذ أي عملية قتالية بمفردهم وبأقلّ خسائر ممكنة.

 

مناورة في حضور مدير التعليم
مستوى التدريب العالي على القتال الشرس كان ملموسًا في المناورة التي نفذتها إحدى سرايا اللواء الثامن، بحضور مدير التعليم العميد الركن دريد زهر الدين وقائد اللواء العميد الركن هاشم إضافةً إلى عدد من الضباط والأفراد. وقد هدفت هذه المناورة إلى رفع مستوى القدرة القتالية للعسكريين، تعزيز الثقة بالنفس وبالآخر (رفيقه)، التآلف مع السلاح واستخدام الذخيرة الحية، بالإضافة إلى معرفة تقنيات الدهم، الانتقال، الحركة والنار، القتال وجهًا لوجه، ردات الفعل الصحيحة وتنمية روح الفريق عن طريق تعزيز عصبية الوحدة والتركيز على دور الحضيرة.
المناورة التي تابعتها «الجيش» قسمت إلى عدّة مراحل: بدايةً، تمارين الهبوط بالحبل، أعقبها دهم منزل في داخله مجموعة إرهابيين، نفّذته ثلاث مجموعات (راجلة، مؤللة ومدولبة) تساندها رمايات قنص ورمايات دعم من أسلحة رشاشة... انتقلت المجموعات، كلٌّ بدورها لتنفيذ تمارين الوثبات، الحركة والنار، والإطباق بالذخيرة الحية. واختتمت المناورة بعرض سجال مشوّق استمرّ لحوالى 10 دقائق.