في ثكناتنا

تدريب على «مواجهة التهديدات البحرية»
إعداد: ندين البلعة

«مواجهة التهديدات البحرية» عنوان حلقة تدريبيّة تابعها ضباط من القوات البحرية في الجيش اللبناني وآخرون من مختلف القوى الأمنية المعنية بالقطاع البحري (الأمن الداخلي، الأمن العام ومديرية الجمارك العامة) مع فريق أميركي متخصّص، في قاعدة جونية البحرية.
أقيمَت الحلقة بين 20 و 24/6/2011 وركّزت على عدّة عناوين أبرزها: الإرهاب والقرصنة البحرية، تطبيق القوانين البحرية، تقييم الخطر البحري، السيطرة على البحار، المخابرات البحرية، أمن المرافئ وغيرها.


الفريق الأميركي
Capt. Tim Doorey وBrad Sultzer ضابطان أميركيان متقاعدان وهما من الفريق الذي تولّى التدريب في هذه الحلقة، يقولان إنها «برنامج يتمّ تنفيذه في 130 بلدًا حول العالم، ويُركّز خلاله على طرق تحسين الأمن البحري وتطويره، وأهمية تعاون مختلف القوى المعنيّة لدراسة المخاطر وحلّها».
تختلف المعايير بين بلدٍ وآخر في هذا المجال، إلاّ أنّ تطوير طرق مواجهة المخاطر وتعاون القوى المختلفة، كل ضمن إمكاناته، هما القاسم المشترك بين التدريبات في مختلف البلدان نظرًا إلى أهميّتها.
لذلك فإنّ أحد أهم الأمور التي تمّ التركيز عليها في هذه الحلقة كان إعطاء متابعيها فرصة مناقشة مفهوم المخاطر وكيفية تأثيرها على كل بلد. كما تمّ التركيز على الاستراتيجيات والتقنيات اللازمة لتأهيل القوى وتفعيل دورها في التصدّي لهذه المخاطر. يُضاف إلى ذلك، متابعة التغيّرات الطارئة في القطاع البحري، والاستفادة من التجارب السابقة، ومواكبة المستجدّات البحرية والطرق الأمثل لمعالجتها.
لا يخفي الفريق الأميركي سروره بالضيافة المميّزة التي حظي بها، آملاً تحقيق المنافع الضرورية من هذا التعاون، بما فيه مصلحة الطرفين.
 

مدير الحلقة
العقيد الركن البحري جوزف غريّب، مدير هذه الحلقة التدريبيّة، يختصر ماهيّتها كالآتي: «تدور هذه الحلقة في إطار كيفيّة التصدّي للتهديدات البحرية وتطبيق القوانين بحرًا. أمّا النقطة الأهم فيها فهي كيفية تقييم المخاطر البحرية على ضوء التهديدات الموجودة في القطاع البحري، لنصل إلى «الحَوكمَة» في هذا المجال، أي معالجة المخاطر إستنادًا إلى الأنظمة والقوانين البحرية (المحلية والدولية) وعن طريق تعاون الأجهزة وزيادة القدرات والفاعلية».
ويضيف قائلاً: «يحتلّ تقييم أمن المرافئ ودرء التهديدات عنها إلى كيفيّة قياس فاعلية محاربة القرصنة والإرهاب، أهمية بالغة على الصعيد الأمني لأي بلد، ما يتطلّب تدريبات وتعاونًا مستمرًّا بين مختلف القوى».
تخلّل الدورة ورش عمل وتحليل للمخاطر التي تعترض القطاع البحري في لبنان وتدريبات حول: الدوريات البحرية، تدابير الحيطة والقوانين، الأمن البحري والعمل المشترك، تقييم العمل الجمركي، حماية الثروات البحرية، البحث والإنقاذ وتقييم أداء الأجهزة...

 

أدوار مختلفة
قام المشاركون في هذه الحلقة الدراسية إلى جانب الفريق الأميركي بتقييم الواقع الحالي للقطاع البحري اللبناني وبدراسة كيفيّة تفعيل الشراكة بين جميع الأجهزة المختصّة في الأمن ومكافحة العنف البحري، فهذه الدورة «نُظِّمَت لتعطي دفعًا لهذه الأجهزة وتسلّط الضوء على مختلف المشاكل في هذا الإطار. وهي تميّزت بالتفاعل والاندماج بين الأجهزة المشاركة»، بحسب ما يوضح العقيد الركن غريّب.
تختلف المعارف المكتسبة في هذه الحلقة باختلاف الأجهزة الأمنية ووظائفها المحدّدة في مجال القطاع البحري.
رئيس الضابطة البحرية في الجمارك اللبنانية يوضح دور الجمارك الموجودة على المرافئ اللبنانية كافة، من خلال قطاع مكافحة التهريب البحري والضابطة البحرية التي هي قوى مسلّحة، من ضمن مهامها مؤازرة القوى الأخرى عندما تستدعي الحاجة.
بدورهم كل من رئيس مركز أمن عام مرفأ صور، ومرفأ طرابلس ومدير شعبة استقصاء مرفأ بيروت، يلفتون إلى دور الأمن العام في تقييم معظم المشاكل التي تتأتّى من البحر من خلال جمع المعلومات وإيداعها المراجع والوزارات المختصّة.
آمر مفرزة شواطئ الشمال في الأمن الداخلي شرح دور هذه القوى في ضبط المخالفات البحرية، وقال إنها تقوم بموجب مراسيم استثنائية، بمراقبة عملية البناء في الأملاك العامة البحرية والأملاك الخاصة المتاخمة للملك البحري، لتجنّب التعدّي على هذه الأملاك وفق القوانين والتعليمات المعنيّة.
في النهاية أجمع المشاركون على أهمية هذه الحلقة الدراسية في تفعيل تعاون القوى الأمنية المعنيّة بالقطاع البحري، بهدف مواجهة المشاكل البحرية في توحيد الجهود بالسبل الأنسب.
يُذكر أنه أقيم حفل تخريج الضباط الذين تابعوا هذه الدورة في استراحة ضباط قاعدة جونية البحرية، وأعقبه حفل غداء في نادي الضباط جونية حضره قائد القوات البحرية العميد البحري نزيه بارودي، والرائد الأميركي Mack من مكتب التعاون الدفاعي لدى السفارة الأميركية في بيروت، والفريق الأميركي الذي قام بتنظيم الحلقة والضباط المشاركون فيها من مختلف الأجهزة الأمنية. تم خلال الحفل تبادل الدروع وكلمات الشكر من قبل الطرفين اللبناني والأميركي.
تسلّم المتخرّجون الشهادات بعد مناقشة عامة حول أبرز النقاط في هذه الحلقة.