تدريب ومناورات

تدريب مشترك لتطوير قدراتنا العسكرية
إعداد: ندين البلعة خيرالله

تولي قيادة الجيش أهمية كبرى لتعزيز قدرات الوحدات، وتثمّن أنشطة التعاون وتبادل الخبرات مع الجيوش الصديقة. وفي هذا السياق، نفّذ الجيشان اللبناني والفرنسي تمرين Cèdre Bleu 2023 المشترك، والذي يهدف إلى تعزيز قدرات الجيشَين في مجالات العمليات البرمائية والعمليات البحرية المنسقة مع الوحدات الجوية، وذلك تدعيمًا للتعاون العسكري التاريخي والعمل المشترك بين البلدَين، الأمر الذي شدّد عليه الجيش الفرنسي عبر صفحته على فيسبوك. 

 

تضمّن هذا التمرين الذي استمر على مدى أسبوع، عمليات إبرار ومناورات بالذخيرة الحيّة، وعمليات تفتيش وإنقاذ بحري وسيطرة على سفن معادية، وذلك بمشاركة عسكريين من القوات البحرية والجوية، ومن أفواج المغاوير ومغاوير البحر والمجوقل ومن لواء الدعم (فوجا الهندسة والمضاد للدروع)، إلى جانب وحدات مختلفة من الجيش الفرنسي.

انطلقت التدريبات التحضيرية التي نفّذها الجيش اللبناني استعدادًا لهذا التمرين قبل أسابيع من بدئه. ومن ٢٣ إلى ٢٩ آذار، رست حاملة الطوافات البرمائية (Porte-hélicoptères amphibie - PHA) ميسترال في مرفأ بيروت، لتشارك في هذا التمرين الذي تم التخطيط له بالتنسيق بين الطرفَين. وقد خُصص مركز قيادة مشترك على متن ميسترال للتنسيق بين مختلف المشاركين، والذين مكّنتهم التدريبات من تبادل المعارف والمهارات في مجالات: الأمن، العمليات البرمائية، الغوص، التدريبات الجوية، القتال في الأماكن المغلقة، تدريب الكلاب، الصيانة الكهربائية والمراقبة عبر الرادار.

تنظيم عالي الدقة، تعاون وتفاعل وتنسيق، انسجام والتزام في التنفيذ... اجتمعت كل هذه المواصفات في التمرين المشترك الذي كان مناسبة أكدت مرة جديدة تثمين لبنان والدول الصديقة للتعاون المستمر بين الجيش اللبناني وجيوش هذه الدول. في البحر حركة لم تهدأ لأيامٍ، زوارق نفّذت مناورات مختلفة، وعسكريون من القوات البحرية من الجانبَين تبادلوا الخبرات في مجال عمليات تفتيش السفن. عمليات برمائية مكّنت مجموعة فرعية تكتيكية مؤلفة من نحو ٣٠٠ جندي لبناني وفرنسي، من إجراء مناورة برية، بعد أن تم تحميلهم مع آلياتهم وعتادهم على متن ميسترال ونقلهم إلى مكان المهمة. ومن الجو، نفّذت طوافتان فرنسية ولبنانية من طراز بوما مناورات مشتركة في البر والبحر، أما زورق الدوريات اللبناني طرابلس والسفينة ميسترال فقاما بتمرين البحث والإنقاذ بحسب الخطة اللبنانية، دعمًا لمركز البحث والإنقاذ المشترك المستقبلي. 

يرتبط هذا التمرين المشترك الذي تم إجراؤه كجزءٍ من سيناريو انتشار برمائي معقد، بالمناورات الجوية - البرية، ويسهم بالتالي في تبادل المهارات ويعزّز التعاون العملياتي والعمل المشترك بين البلدَين. ومن خلاله تؤكد الدولة الفرنسية التزامها دعم المؤسسات الحكومية اللبنانية، ودعم استقرار لبنان ووحدته واستقلاله.