مواسم وخيرات

تربية البزّاق مواسم واعدة في لبنان
إعداد: الدكتور حسين حمود
الجامعة اللبنانية- كلية الزراعة

باتت مزارع البزّاق في لبنان تنتج نحو 300 طنٍ سنويًا، تستوردها إيطاليا بالكامل. وهذا القطاع مرشح للنمو السريع.
فالبزّاق لا يمرض ولا ينقل الأمراض إلى غيره، ويمكن تربيته في جميع المناطق اللبنانية، وهو من المواسم الواعدة لأنّ الطلب العالمي عليه يفوق الإنتاج بكثير.


تربية البزّاق في لبنان
بدأت تربية البزّاق عالميًا منذ 44 عامًا، أمّا في لبنان فهي حديثة وتعود إلى ثلاث سنوات فقط. وقد أتت نتيجة عمل مشترك مع المعهد الدولي لتربية البزّاق في كيراسكو وشركة أورو هيليكس الإيطاليين اللذين التزما استيراد الإنتاج اللبناني بكامله. وعلى الرغم من كونها زراعة ناشئة، تعتبر تربية البزّاق واحدة من أبرز الزراعات الواعدة، خصوصًا وأنّ هذا الحيوان لا يمرض ولا ينقل الأمراض إلى غيره ويمكن تربيته في كل المناطق اللبنانية.
توجد حاليًا في لبنان 16 مزرعة للبزّاق تتوزّع بين مناطق البقاع الغربي ودير الأحمر، والبترون، وهي تنتج نحو 300 طنٍ سنويًا. يصل سعر الكيلو غرام إلى خمس دولارات أميركية (منها بين 3 و3.5 دولارات، ربح صافٍ).

 

زراعة بديلة بامتياز
بفضل نمو الطلب العالمي على البزّاق، توفّر تربيته فرصة جيّدة للمزارعين اللبنانيين، إذ تتخطّى حاجة الأسواق الخارجية قيمة الإنتاج الحالي بألف مرّة. وحول هذا الموضوع يقول أحد الخبراء، تبيّن للإيطاليين أن مناخ لبنان ملائم لإنتاج البزّاق أكثر من مناخ أوروبا، وبالتالي فإن كلفة إنتاجه في لبنان أقل. ويضيف: لقد التزمت إيطاليا شراء كل ما ينتجه لبنان من البزّاق وبذلك لا يحتاج المزارع إلى الانشغال بالبحث عن أسواق لتصريف إنتاجه. وبإمكان البزّاق أن يكون زراعة بديلة بامتياز ليس لزراعة الممنوعات فقط، وإنما للزراعات التي أصبحت عبئًا ثقيلًا على الدولة والمزارع. ويوضح، أنّه لن يكون هناك فائض في إنتاج البزّاق في ظل نمو الطلب العالمي عليه. فإيطاليا مثلًا تستهلك 48 ألف طنٍ، وفرنسا 375 ألف طنٍ، وإسبانيا 245 ألف طنٍ، واليونان 90 ألف طن... بينما الإنتاج أقل بكثير.

 

كيف يربّى البزّاق؟
يربّى البزّاق على نبات تستورد بذوره من إيطاليا (كالسلق والهندباء والملفوف ودوّار الشمس)، ويزرع في مساكب طول كل منها 50 مترًا وعرضه 4 أمتار. تبعد كل مسكبة عن الأخرى مسافة متر تقريبًا، ويراعى عدم تجاوز النبات المزروع ارتفاع 35 سم لتفادي الرطوبة الزائدة. والبزّاق يفضّل الأعشاب القصيرة ذات الأوراق النضرة ليتفيأ تحتها بعد أن يحصل على جزء من الطاقة التي يحتاجها من أشعة الشمس، وهذا ما يسمح له بالبقاء على قيد الحياة والصوم لمدة تتجاوز الـ45 يومًا.
يسرح البزّاق ليلًا لتناول الطعام بعد رش المياه على الأعشاب المزروعة النضرة. وفي حال ذبول الطعام يبدأ البزّاق برمي مخاطه على الأعشاب، عندها على المزارع نقله إلى مسكبة أخرى أكثر نضارة، أو وضع طعام جديد له، كالملفوف والجزر والخس والتفاح والفواكه الأخرى، شرط أن تكون نظيفة وطازجة وخالية من البكتيريا.
يتحمّل البزّاق الحرارة صيفًا حتى 50 درجة مئوية وشتاءً حتى 15 درجة تحت الصفر، ويعتبر طقس البقاع ملائمًا جدًا لتربيته.

 

فوائد البزّاق
تعتبر أخصائية التغذية جانين عوّاد أن البزّاق هو من المصادر الغذائية الفقيرة بالسعرات الحرارية (100 غرام من البزّاق المطبوخ تعطي فقط سبعين سعرة حرارية، أي ما يساوي كوبًا من الشاي)، ما يعني أنه ملائم لنظام غذائي صحي يهدف إلى خسارة الكيلوغرامات الزائدة والتحكّم بالوزن. في المقابل يحتوي لحم البزاق على كمية بروتينات تضاهي تلك الموجودة في لحم العجل، إضافة إلى مجموعة من أهم الفيتامينات، خصوصًا فيتامين A الذي يؤدي دورًا مهمًا في نمو العظام والخصوبة والمناعة... كما يحتوي على المعادن، ومنها الحديد الضروري لإنتاج خلايا دم حمراء صحيّة، والمغنزيوم الذي يسهم في أداء العضلات والأعصاب لدورها الطبيعي، فضلًا عن احتوائه الأحماض الدهنية الأساسية، والأوميغا 3 الصديق للقلب والدماغ. وهي تضيف أن البزّاق بفضل افتقاره إلى الكربوهيدرات والدهون وغناه بالحامض الأميني، يساعد في تحسين المزاج ومحاربة التوتر وتعزيز النشاط.
فوائد البزاق لا تقتصر فقط على ما سبق ذكره، بل تشمل أيضًا الناحية الجمالية. فهو يحتوي على مواد الكولاجين والإيلاستين التي تجدّد خلايا البشرة وتعيد إليها مرونتها وليونتها وإشراقها، وتمنع تجمّع الخلايا الميتة، وتعالج مشكلات حب الشباب والشيخوخة. لذلك يستخدم البزّاق في المنتجات المخصّصة للعناية بالبشرة والحساسية.