اخبار جيشنا

تسليم حقول منظّفة من الألغام في إحتفال في بيت ياحون

أقيم في بلدة بيت ياحون احتفال رسمي حاشد سلّم خلاله المكتب الوطني لنزع الألغام في الجيش اللبناني ومشروع التضامن الإماراتي لنزع الألغام في الجنوب, الدفعة الأولى من الحقول التي نظّفت من الألغام وعددها 50 عقاراً من أصل 90 عملت عليها شركتا "Bactec" و"Minetech" الأجنبيتان.
حضر الحفل ممثل وزير الدفاع خليل الهراوي العميد الركن جورج مسعد وممثل قائد الجيش العميد الركن رسلان الحلوي وسفير دولة الإمارات في لبنان محمد حمد عمران, وممثل أمين عام الأمم المتحدة في لبنان ستيفان دو ميستورا, والنائب علي بزي, ومدير مشروع التضامن الإماراتي العقيد الركن فهد الكتيبي وحشد من الشخصيات العسكرية ورؤساء البلديات ومخاتير المنطقة.


بدأ الإحتفال بالنشيدين اللبناني والإماراتي, ثم قدّم المقدم قاسم جمّول من المكتب الوطني لنزع الألغام شرحاً عن المناطق التي جرى تنظيفها من الألغام.
 بعدها ألقى العميد الركن حلوي كلمة جاء فيها, أنه بناء على توجيهات الرئيس العماد إميل لحود وقائد الجيش العماد ميشال سليمان, تمّ إعداد خطة إستراتيجية لنزع الألغام بالتعاون مع المجتمع الأهلي عنوانها التضحية والعطاء لإنماء وإحياء المناطق المحررة, ويقوم بتنفيذها الجيش اللبناني بالتعاون مع الدول الصديقة والشقيقة, وان المكتب الوطني في الجيش اللبناني يتعاون فنياً ولوجستياً وإدارياً لإنجاح عمل التضامن الإماراتي. لذا فإن عودة الأراضي المنظفة الى أصحابها هي بمثابة عودتها الى الوطن.
وحيا العميد الركن حلوي الإمارات العربية المتحدة رئيساً وحكومة وشعباً وكل الذين ساهموا في تنظيف الأرض اللبنانية من الألغام.
ثم كانت كلمة لسفير الإمارات محمد حمد عمران عبّر فيها عن سعادة دولة الإمارات العربية المتحدة بالمشاركة في تحقيق أولى إنجازات مشروع التضامن الإماراتي الذي هو مشاركة فعلية في شرف التحرير, إنطلاقاً من الواجب القومي الوطني الذي لبّت الإمارات نداءه بتوجيهات من الشيخ زايد, معتبراً أن ما تحقق اليوم خطوة كبيرة يجب أن تتبعها خطوات وجهود صادقة من أجل إزالة كل ما خلّفه الإحتلال من كمائن الموت للبنان وجنوبه, إنساناً وأرضاً. وقال السفير إن مشروع التضامن, تجربة جعلتنا هنا على مقربة من أهلنا في الجنوب حيث سواعد الإماراتيين جنباً الى جنب مع كل الخيّرين, مشيراً الى أنه تم تنظيف مليون و864 ألفاً و632 متراً مربعاً من الأراضي حتى 13 أيلول الجاري, وتمّ نزع وتفجير 11 ألفاً و592 لغماً؛ ووجه السفير ختاماً تحية باسم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الأركان الإماراتي الى كل من ساعد في إنجاز هذه المهمة بنجاح.


كما كانت كلمة لممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ستيفان دو ميستورا أكّد فيها أن هذا اليوم هو يوم مهم وجيّد بالنسبة للبنان وقال: لقد احتفلنا في أيار الماضي بإطلاق مشروع التضامن الإماراتي لنزع الألغام, وكانت بداية طريق طويل بدأنا نتلمس آثاره الإيجابية اليوم. وأمل دو ميستورا أن تثمر عملية التواصل بين جميع القوى لنزع كامل الألغام من جنوب لبنان ليحلّ السلام ويستطيع السكان المحليون ممارسة حياتهم اليومية المعتادة بكل حرية. وهنأ دو ميستورا ختاماً الجميع بهذا العمل الرائع من قبل الفريقين, وباسم الامين العام قال: مبروك للشعب اللبناني وللإمارات بهذا العمل.
وألقى العميد الركن جورج مسعد كلمة وزير الدفاع وجاء فيها: يسعدني أن أرحب بكم باسم معالي وزير الدفاع الوطني الأستاذ خليل الهراوي, الذي لي شرف تمثيله في هذه المناسبة السعيدة, حيث نحتفل اليوم بتسليم أجزاء من أراضي الجنوب, بعد أن تحررت من الألغام التي زرعها العدو الإسرائيلي خلال إحتلاله لهذا الجزء الغالي من أرض لبنان.
نذكر جميعاً أنه في 28 من شهر أيار المنصرم, أطلق معالي الوزير الهراوي وبمشاركة كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والأمم المتحدة, المرحلة الثانية من “مشروع التضامن الإماراتي”, الذي كان لسمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الفضل الأكبر في دعم وتمويل هذا المشروع.
ونحن اليوم ولم يمض على البدء بهذه الورشة أقل من أربعة أشهر, حتى استطاعت الشركتان العالميتان اللتان تعاقدت معهما دولة الإمارات, وهما “باك تاك” و”ماين تاك”, من إزالة آلاف الألغام والمتفجرات من تسعين قطعة أرض تبلغ مساحتها حوالى 000.1900 م2. وإذا ما أضفنا إليها البقع الأخرى التي نظفتها الفرق التابعة للجيش اللبناني والجيش السوري الشقيق, والتي تبلغ مساحتها حوالى مليون متر مربع سنة 2002, يمكننا القول أن تنفيذ الخطة الوطنية الإستراتيجية لنزع الألغام تسير بخطى ثابتة وسريعة, ولن يمر وقت طويل, حتى نرى كامل التراب في الجنوب والبقاع الغربي قد تحرر من كافة الألغام والمتفجرات.
إن هذه الإنطلاقة الحميدة ونجاحـها, تعـبر عن صلابة وإيمـان اللبنانيين بأرضهم ووطنهم, كما تشير بوضوح الى تعاطف المجتمع الدولي المتمثل بمجموعة الدعم الدولية وبمشاركة الأمم المتحدة الفعّال, الذين ما فتئوا يقدمون المساعدات بمختـلف الأشكـال للبـنان لتمكيـنه من تنظـيف أرضـه من كافـة الألغـام والمتفـجـرات.
إن العمل الجيد الذي تقوم به شركتا باك تاك وماين تاك, بإشراف مركز التنسيق الفرعي في صور الذي يضم ممثلين عن الأمم المتحدة والجيش اللبناني ودولة الإمارات العربية المتحدة, في المناطق التي حددتها مذكرة التفاهم الموقعة بين حكومة لبنان ودولة الإمارات الشقيقة, تشكل قسماً مهماً من مجموع البقع الملغومة في الجنوب. أما البقع الأخرى وهي كثيرة فسيعود أمر تنظيفها للجيش اللبناني.


وبما أن هذا الأخير تنقصه المعدات والتجهيزات الضرورية للقيام وبسرعة في هذا الواجب الوطني, فقد وضعت وزارة الدفاع الوطني خطة للإتصال مباشرة بالدول المانحة, لحثها على تزويد الجيش اللبناني بالمعدات المطلوبة. إننا نأمل على ضوء النجاح الذي حققته “عملية التضامن الإماراتي”, أن يكون ذلك حافزاً للدول المانحة وغيرها للإسراع في تقديم العون اللازم للجيش, خاصة وأنه لديه أكثر من 300 عنصر مدرب, يقومون الآن بفعالية كبيرة في تنفيذ عمليات إنسانية لنزع الألغام في كافة الأراضي اللبنانية.
في الختام أود أن أنتهز هذه المناسبة, لتقديم كل الشكر لجميع الذين ساهموا في تحقيق هذا النجاح, وأخص في المقام الأول دولة الإمارات العربية المتحدة وعلى رأسها سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان, وكذلك فريق العمل الإماراتي وفريق الجيش اللبناني وفريق الأمم المتحدة الذين يعملون جنباً الى جنب وكفريق واحد في خلية الجنوب, التي كان لها الفضل الأول في عملية تنسيق العمل وقطف ثماره. إنها باكورة العمل في الجنوب وسيليها نجاحات أخرى في كل المناطق التي توجد فيها ألغام.
إني أقول هنيئاً لدولة الإمارات العربية التي وعدت ووفت, وهنيئاً لأهل الجنوب وأصحاب الأراضي التي ستسلّم إليهم نظيفة, ليعودوا إليها لزرعها وتعميرها واستثمارها ­ وهنيئاً للبنان الذي وجد في الأشقاء والأصدقاء الكثيرين كل الدعم لمساعدته في محنته الكبيرة.
وأخيراً لا يسعني الا أن أشكر, باسم معالي وزير الدفاع الوطني وزراء ونواب منطقة بنت جبيل ورؤساء بلدياتها ومخاتيرها وكل الفعاليات, الذين ساهم كل واحد منهم من موقعه في دعم وتأييد “مشروع التضامن الإماراتي”, وبالتالي إنجاح الخطة الإستراتيجية لنزع الألغام الموضوعة من قبل الجيش اللبناني.
بعد ذلك عرضت إنجازات المرحلتين الأولى والثانية لمشروع التضامن الإماراتي وتسليم 50 عقاراً لمخاتـير البلدات الإثني عشر وهي بيت ياحون, برعشيت, محيبب, بنت جبيل, ميس الجبل, بني حيان, رب الثلاثين, المطلّ, عيتا الزطّ, الطيري, حدّاثا, الطيبة.                 
وفي نهاية الحفل تمّ غرس شجرة زيتون في حقل مجاور في البلدة هو من الحقول التي تم تنظيفها, وهو كان أساساً بستان زيتون دمّرته و”لغّمته” قوات الإحتلال. ثم إنتقل الجميع الى حفل الكوكتيل الذي أقيم للمناسبة.

 

مشروع التضامن الإماراتي

- المرحلة الأولى ­ التحقق من الأفخاخ:
تمّ التحقق من حوالى 300 فخ ولا يزال هناك 89 فخاً من دون تحقق الى الشمال من نهر الليطاني.
تاريخ بدء العمل: 18 / 11 / 2001.

 

- المرحلة الثانية ­ إزالة حقول الألغام:
­ مساحة منطقة العمل: 472 كلم2.
­ تاريخ بدء العمل: شركة ماينتك 6 / 5 / 2002 ­ شركة باكتك 62/5/2002.
­ عدد حقول الألغام المعروفة: 306 حقول.
­ عدد حقول الألغام الملغاة (معلومات غير صحيحة): 26 حقل.
­ عدد حقول الألغام التي تم إكتشافها (معلومات غير موجودة): 16 حقل.
­ عدد حقول الألغام التي تمّ تنظيفها: 90 حقل, 73 منها تم إجراء ضمان جودة النوعية عليها.
­ عدد الألغام: 11526 لغم مضاد للأشخاص (تمّ تعطيلها).
­ المساحات المنظفة: 1.900000م2.
المناطق التي تم العمل فيها: بيت ياحون, برعشيت, محيبب, بنت جبيل, ميس الجبل, بني حيان, رب الثلاثين, المطل, عيتا الزط, الطيري, حدّاثا, الطيبة.