نشاطات القيادة

تسليم وتسلّم قيادة القوة الدولية

المر: وجودكم رسالة قوية بأن المجتمع الدولي يدعم لبنان

غراتسيانو: من دون وقف دائم لإطلاق النار يصعب الحفاظ على الإنجازات

جرت في مقر القوة الدولية في بلدة الناقورة، مراسم تسليم وتسلّم قيادة قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان بين القائد الإيطالي الجنرال كلاوديو غراتسيانو مسلّماً والجنرال الإسباني ألبرتو أسارتا متسلّماً.
حضر الإحتفال وزير الدفاع الوطني الأستاذ الياس المر، وزيرة الدفاع الإسبانية السيدة كارمن شاكون بيكوراس على رأس وفد عسكري وبرلماني كبير، سفراء: الولايات المتحدة الأميركية، بريطانيا، فرنسا، إسبانيا، كوريا، إيطاليا وإندونيسيا، نائب وزير الدفاع الإيطالي جوزيبي كوسيغا، قائد الجيش العماد جان قهوجي على رأس وفد من كبار الضباط، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السيد مايكل ويليامز، وعدد من النواب، بالإضافة إلى دبلوماسيين وكبار مسؤولي الأمم المتحدة وفاعليات روحية وبلدية وقادة الكتائب الدولية المشاركة في القوات الدولية، وممثلين عن السلطات المحلية والمحافظات.
استهل الاحتفال بالنشيد الوطني ونشيد الأمم المتحدة ثم الوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح جنود حفظ السلام الذين سقطوا خلال أداء الواجب، ليضع بعدها الجنرال غراتسيانو إكليلاً من الزهر على النصب التذكاري للشـهداء.
وألقى نائب القائد العام لقوات الأمم المتحدة الجنرال بردالاي كلمة حيّا فيها الجنرال غراتسيانو على جهوده التي بذلها من أجل السلام في قيادته القوات الدولية، ثم قلّد الجنرال غراتسيانو الجنرال بردالاي وسام الأمم المتحدة.
كما ألقى الوزير المر كلمة قال فيها: «يسرني أن أرحب بوزيرة الدفاع الإسبانية شاكون ووزير الدولة لشؤون الدفاع الإيطالي كوسيغا والنواب والقادة العسكريين في إسبانيا وإيطاليا، وأشكر لكم الرسالة القوية التي توجّهونها من خلال حضوركم اليوم بأن المجتمع الدولي ما يزال يدعم مسيرة السلام والأمن ومساعدة لبنان».
وأضاف الوزير المر: «يشرّفني أن أشكركم في هذا الاحتفال اليوم لما فيه من دلالات إضافية اختصرها بالآتي: تضحيات من خدم السلام والأمن في بلدنا، ولا ننسى تضحيات الجنرال غراتسيانو، هذا الرجل القائد صاحب الرؤية والجرأة، فشكراً للجنرال غراتسيانو، وكن على ثقة بأنك راحل عن بلدنا ولكنك باق في قلوبنا؛ أحببت من خلال مشاركتي اليوم أن أبعث برسالة تؤكد دعم الحكومة اللبنانية لقائد «اليونيفيل» الجديد الجنرال أسارتا حتى نكمل ما بدأناه في سبيل تعزيز السلام والاستقرار في هذه المنطقة من لبنان».
وتابع: «من واجبي أن أبعث برسالة إلى المجتمع الدولي، وخصوصاً إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لأقول له إننا نقدّر اهتمامه ومساعدته لترسيخ الأمن في هذه المنطقة، ونؤكد تمسّكنا بقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701، وإصرارنا على الاستمرار في تطبيقه تطبيقاً كاملاً، وأجدّد تقديري لمهمات «اليونيفيل» وحسن علاقتها مع أهالي الجنوب ومساعداتها لهم على كل الصعد، وأحيي التعاون الإيجابي البنّاء القائم بين «اليونيفيل» والجيش اللبناني. وأحيي وأقدّر لكم ما تقومون به من واجب مشرّف تجاه لبنان».
بعد ذلك ألقى الجنرال غراتسيانو كلمة رحّب فيها بخلفه والحضور، ثم قوّم الإنجازات التي تحقّقت والتحديات التي واجهت القوات الدولية في الأعوام الثلاثة الاخيرة، ومما قاله:
«إن التطبيق الناجز للقرار 1701 (2006)، يواجه عدداً من التحديات الاستراتيجية، علماً بأن جزءاً كبيراً منها يقع خارج نطاق مسؤوليات «اليونيفيل». أما أهمّها فهو إحراز تقدّم للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وحل طويل الأمد للنزاع. فمن دون وقف دائم لإطلاق النار، سيصعب الحفاظ على الإنجازات التي تحقّقها «اليونيفيل» على الأرض على المدى الطويل، ولن يزول احتمال تصاعد الحوادث التي تقع على طول الخط الأزرق لتتحول إلى صراع أشمل».
وأضاف: «إن الإنتشار الحالي لليونيفيل، مع أصولها ومواردها، لا يمكن أن يدوم إلى ما لا نهاية. وتقع على عاتق الأطراف مسؤولية الإفادة من نافذة الفرص التي يؤمنها وجود اليونيفيل توصلاً إلى وقف دائم للنار وحل طويل الأمد. وإن التنفيذ الناجع والتام للقرار 1701، وبالتالي التوصّل إلى سلام عادل وشامل ودائم في الشرق الأوسط، يعتمدان على الإلتزام الثابت والجهود المشتركة من جانب جميع الأطراف في المرحلة المقبلة.
وفي الوقت نفسه، وعلى الرغم من تحقيق تقدّم كبير في اتجاه الإنتقال التدريجي للمسؤوليات من اليونيفيل إلى القوات المسلحة اللبنانية، ما تزال قدرات الجيش اللبناني البرية والبحرية تحتاج إلى مزيد من التعزيز قبل أن يتمكن من فرض سيطرته الأمنية بشكل فعّال في منطقة عمليات اليونيفيل. وفي هذا السياق، يُذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة أعلن مراراً أنه من الضروري أن يستمر المجتمع الدولي في دعم الجيش اللبناني وتحوّله تنظيماً عسكرياً فعّالاً كامل التجهيز وقادراً على الإضطلاع بكل مسؤولياته.
ولا شك في أن كل أنشطتنا في خدمة السلام في جنوب لبنان ما كانت لتنفّذ لولا تعاون الجيش اللبناني الذي برهن مراراً وتكراراً عن احترافه والتزامه الكبير تنفيذ القرار 1701، على الرغم من المعوقات في عمله بالشراكة الوثيقة مع قوات اليونيفيل».
وألقى القائد الجديد الجنرال أسارتا كلمة استذكر فيها الفترة التي أمضاها مع القوات الدولية كقائد القطاع الشرقي والتي امتدت بين كانون الثاني من العام 2008 ونيسان من العام 2009، ومما قال: «على الرغم من أنني لم أمضِ هنا سوى أربعة أشهر، سرعان ما احتلت هذه البلاد مكانة خاصة في قلبي، وصارت جزءاً من تاريخي، وها هي الآن تصبح أيضاً جزءاً من مستقبلي مع توليّ مهماتي الجديدة.
خلال المدة التي أمضيتها هنا، أرسيت علاقات جيدة جداً مع كل المشاركين في هذه البعثة، لا مع قائدي والجنود التابعين لمختلف الوحدات الذين خدموا تحت إمرتي فحسب، بل أيضاً مع المدنيين، والمرجعيات الدينية والعسكرية ومع الأهالي والإعلاميين.
أود هنا أن أتقدم بالشكر من الأمين العام للأمم المتحدة، ومن حكومة إسبانيا وقواتها المسلحة على اختياري لهذه المهمة. كما أود أن أعرب عن امتناني لقائد اليونيفيل المنتهية ولايته الجنرال غراتسيانو الذي دعم معظم مبادراتي وأرشدني وعلّمني الكثير حول هذه البعثة، أتمنى لك يا صديقي كل التوفيق في المستقبل.
أما رؤيتي لليونيفيل، فهي المساعدة في المحافظة على وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل ولبنان، مع تعزيز الحوار والتعاون، ومن خلال بسط السيطرة الفعلية على منطقة العمليات بالتعاون الوثيق مع الجيش اللبناني بغية تفادي وقوع أي حوادث. في رأيي، إن الحال النهائية المأمولة تكمن في إرساء السلام والاستقرار الدائمين في جنوب لبنان، غير أن طبيعة هذه المشكلة سياسية ولا يمكن لليونيفيل أن تحلّها وحدها. إلا أن مهمتنا تقضي بأن نساهم في إيجاد الظروف الملائمة لجعل ذلك ممكناً. ولا شك في أن العمليات التكتية الهادفة إلى ضبط المنطقة تشكّل الأداة المنظورة لتحقيق هذه الغاية، إلا أنها ليست كافية، فنحن في حاجة إلى أن ننشر فكرة السلام الدائم».
ثم حدّد «لكل الطاقم الذي يخدم تحت إمرتي من عسكريين ومدنيين عدة قواعد أساسية ينبغي اتباعها حتى ننجح في مهمتنا، أهمها: أن نقوم بكل واجباتنا بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن 1701 وعلينا أن نبقي ولايتنا واضحة نصب أعيننا في أثناء قيامنا بمهماتنا، أن نحترم قواعد الإشتباك احتراماً كاملاً، أن نحترم الثقافات والأديان المختلفة، ألا ننحاز عند تعاملنا مع الأطراف، أن نكون على استعداد لمساعدة الجميع، أن نكون على تواصل جيد مع كل شركائنا، أن نتسم بالسلوك المثالي والسيرة الحسنة».
وعلى الأثر، أقيمت مراسم التسليم والتسلّم، ووقّع الجنرال غراتسيانو وثيقة انتقال السلطة إلى الجنرال أسارتا، وسلّمه علم الأمم المتحدة الذي أدّت له الوحدات الدولية التحية

 

قائد القوة الدولية الجديد اللواء ألبرتو أسارتا
• في 28 كانون الثاني، تسلّم اللواء ألبرتو أسارتا مهماته كقائد عام ورئيس بعثة قوة الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في لبنان (اليونيفيل) من سلفه العماد كلاوديو غراتزيانو.
• بدأ اللواء أسارتا مسيرته العسكرية كضابط مشاة العام 1975 حيث رُقي الى عدة مناصب ضمن مواقع وبعثات متعددة، من بينها البوسنة والهرسك، والسلفادور، والعراق ولبنان. وفي أيلول 2009، رقي إلى رتبة لواء.
• من كانون الأول 2008 وحتى نيسان 2009، خدم برتبة عميد كقائد للقطاع الشرقي في اليونيفيل، ومركزه مرجعيون.
كذلك خدم اللواء أسارتا في عدة مواقع خارج بلده إسبانيا، حيث خدم العام 1991 في السلفادور تحت لواء الأمم المتحدة كضابط معلومات عسكرية، وكان حينها في رتبة رائد.
• عيّن في مقر قيادة القوة الأوروبية المشتركة (EUROCORPS) في ستراسبورغ في فرنسا، والعام 1997 شارك في عمليات القوة المتعددة الجنسيات (IFOR) في البوسنة والهرسك كقائد فرع العمليات في مدينة موستار. وبعد أربع سنوات، خدم في قوة إرساء الإستقرار (SFOR) في مقر قيادة الحلف الأطلسي «الناتو» (NATO) في سراييفو.
• بين العامين 2003 و2005، تولى قيادة فوج المشاة المؤلل «كاستيللا 16» الذي انتشر في العراق.
• يحمل اللواء أسارتا إجازة في الدفاع الوطني من الأرجنتين وإجازة في التربية البدنية. كما تلقّى دروساً في إدارة موارد الدفاع من مدرسة الدراسات العليا البحرية في مونتييري في الولايات المتحدة الأميركية.
• اللواء أسارتا من مدينة زاراغوزا في إسبانيا، ويتحدث اللغتين الإنكليزية والفرنسية بطلاقة، متأهل من السيدة كلارا ايغوينا بيدرازا ولهما إبن وإبنة وخمسة أحفاد.