احتفال

تسليم وتسلّم قيادة قوّات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان
إعداد: نينا عقل خليل

بورتولانو: لن أنسى لبنان
بيري: سنعمل معًا لبيئة آمنة


أقيم في المقر العام لقيادة قوّات الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في لبنان - الناقورة، احتفال تسليم وتسلّم قيادة هذه القوّات، ما بين الجنرال الإيطالي لوتشيانو بورتولانو وخلفه الجنرال الإيرلندي مايكل بيري.
حضر الاحتفال وزير الدفاع الإيرلندي السيد بول كيهو، والسيدة جوافيكو ألفانو ممثّلة وزارة الدفاع الإيطالية، والسفير البابوي المونسنيور غبريال كاتشيا، وممثّل المبعوث الخاص للأمم المتحدة السيّد فيليب لاتيريني وبعض السفراء المشاركة قوّاتهم في «اليونيفيل»، إلى جانب وزير الدفاع الوطني الأستاذ سمير مقبل ممثّلًا رئيس الحكومة السيّد تمام سلام، والنائب علي بزّي ممثّلًا رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وكبار ضباط الجيش و«اليونيفيل»، ورجال دين وشخصيّات سياسيّة وبلديّة واجتماعيّة.
بعد النشيد الوطني اللبناني ونشيد الأمم المتّحدة، جرى عرض عسكري على وقع الموسيقى العسكرية، ووقف الجميع دقيقة صمت إجلالًا لأرواح شهداء «اليونيفيل» الذين سقطوا في جنوب لبنان.
ثمّ أقيمت مراسم التسليم والتسلّم، حيث سلّم الجنرال بورتولانو علم الأمم المتحدة لخلفه الجنرال بيري إيذانًا ببدء ولايته، فيما قدّم العماد قهوجي درع المؤسسة العسكرية للجنرال بورتولانو تقديرًا لدوره في عملية السلام.

 

كلمة وزارة الدفاع الإيطالية
ألقت ممثّلة وزارة الدفاع الإيطالية السيدة جوافيكو ألفانو كلمة أثنت فيها على دور الجنرال بورتولانو في قيادة الـ«يونيفيل»، وقالت: «إنّ لبنان كان اختبارًا لأدائنا من خلال قوّاتنا المسلّحة المشاركة في عمليات حفظ السلام، وقيادتنا للـ«يونيفيل» تؤكّد أن الحوار والسلام هما في صلب ثقافتنا».
وأضافت: «لبنان ذو أهمية استراتيجية للمنطقة وحوض البحر المتوسط وأوروبا، وهو يخوض اليوم مواجهات مع القوى المتطرّفة. وإنّ سياسة إيطاليا الخارجية تتلخّص بدعم الأمم المتّحدة، وعلاقة الـ«يونيفيل» مع الدولة اللبنانية علاقة مهمّة، ودولتنا مهتمّة بأن تكون هذه العلاقة متينة ومستمرّة. فلبنان يمثّل هدفًا أساسيًا من أهدافنا الأمنيّة، واستقراره هدف سامٍ لنا».

 

وزير الدفاع الإيرلندي
وزير الدفاع الإيرلندي السيّد بول كيهو أثنى باسم حكومة بلاده على دور الجنرال بورتولانو، كما نوّه بتاريخ القائد الجديد الجنرال بييري، مشيرًا إلى أن لديه خبرته في عمليات حفظ السلام. وتمنّى له النجاح في هذه المهمّة «التي ستكون شرفًا لبلاده وللجنود تحت إمرته»، كاشفًا أن إيرلندا ستزيد مساهمتها في القوّات الدولية في لبنان 150 جنديًا إضافيًا، وأن «بلاده ملتزمة أمن لبنان واستقراره عبر مساهمتها المستمرّة في الـ«يونيفيل» منذ 1978».

 

لاتيريني
ألقى السيّد فيليب لاتيريني كلمة أشاد فيها بدور الجنرال بورتولانو في قيادة الـ«يونيفيل» خلال العامين الماضيين، منوّهًا بالجنرال بيري، «الذي سيواصل العمل بالروحية نفسها لمن سبقه في الحفاظ على الهدوء على طول الخط الازرق، وفي منطقة عمليات القوة الدولية».

 

بورتولانو
في الختام، ألقى الجنرال بورتولانو كلمة شكر فيها السلطات اللبنانية والمجتمع المدني على دعمه ومساعدته خلال تأديته مهمّاته. وقال: «لن أنسى لبنان ولن أنسى هذا البلد الجميل وشعبه المضياف الطيّب. دائمًا سأذكركم، وآمل أن يعمّ السلام ربوع هذا البلد الجميل».

 

بيري
بدوره، وجّه الجنرال بيري كلمة شكر فيها كلّ من أولاه الثقة لتبوؤ القيادة، مشيرًا إلى أن «وجود القوّات الدولية هو للتغلّب على التحديات، وأهمّها تحدّي حفظ الأمن والسلام في منطقة الجنوب». وقال: «أعرف التحدّيات التي ستواجهنا، لكننا سنعمل على تذليلها بالتعاون مع شركائنا في الجيش اللبناني». ودعا إلى «العمل معًا لبيئة آمنة وسالمة». وتابع: «أعرف أن اليونيفيل ينظر اليها باعتبارها واحدة من الأدوات الرئيسة لجهود المجتمع الدولي لحماية السلام والأمن في هذه المنطقة المميّزة من العالم. فمنذ تأسيسها في العام 1978 كانت نموذجًا ناجحًا لعمليات حفظ السلام، وتمّ اعتمادها في العديد من المناطق. ومع ذلك ليس هناك أي سبب للتراخي، وسيكون هناك العديد من التحدّيات لنتغلّب عليها في الفترة المقبلة في منطقة الشرق الأوسط عمومًا ولبنان خصوصًا».
وأضاف: «أتيت إلى هذا المنصب مع بعض الخبرات وفهم لطبيعة الثقافة في جنوب لبنان، والتي اكتسبتها من خلال مهمّاتي الثلاث السابقة في لبنان منذ العام 1982. ولكن مع تسلّمي هذه المسؤولية، أنا على يقين أنّ نجاح اليونيفيل من نجاح الفريق».
وإذ أشار الى أن «العديد من حفظة السلام خدموا منذ عام 1978 بامتياز، وتركوا أثرًا ما زال في تطور مستمر»، قال: «إسمحوا لي ان أخص بالذكر المساهمة المتميّزة والعمل الدؤوب لسلفي الجنرال لوتشيانو بورتولانو وفريقه. سيغادرون خلال وقت قصير مطمئنّين إلى أنهم قدّموا مساهمة ممتازة لحفظ السلام في لبنان».
وتابع قائلًا: «في الأشهر المقبلة سأسعى إلى الحفاظ على الانجازات التي شهدناها والبناء عليها من خلال: مراقبة وقف الأعمال العدائية وتعزيز احترام الأطراف للخط الأزرق، الحفاظ على التعاون الوثيق مع الجيش اللبناني وتطوير الحوار الاستراتيجي، دعم المجتمعات المدنية بما أتيح للـ«يونيفيل» من إمكانات، والحفاظ على رابط الثقة والصداقة بينها وبين الشعب في جنوب لبنان». وختم شاكرًا الأمم المتّحدة وحكومة إيرلندا على الثقة الممنوحة له.