قواعد التغذية

تسوّس الأسنان مرض العصر
إعداد: جان دراك ابي ياغي

يعتبر تسوّس الأسنان من أكثر أمراض العصر شيوعاً، وهو كثيراً ما يبدأ عند الأطفال الصغار جداً ويظهر في جميع مراحل العمر. وللإبقاء على الأسنان سليمة وقوية حتى في مرحلة الشيخوخة، ينصح إختصاصيو التغذية بتناول أطعمة صحية معينة واتباع عادات غذائية خاصة للقضاء على الهجمات البكتيرية المسبّبة للتسوّس والمحافظة على سلامة الفم واللثة والأسنان.
اختصاصية التغذية رندا دنيا فهد تسلّط الضوء على الموضوع في هذه المقابلة لمجلة «الجيش».

عادات غذائية تساهم في انتشاره وأخرى تحدّ من هجماته

 

• ما هي أبرز مقومات النظام الغذائي الملائم لسلامة الأسنان؟
- نبدأ أولاً بالمأكولات التي تحتوي على الكالسيوم وڤيتامين «د» التي تتوافر في منتجات الألبان والأجبان والفواكه والخضراوات والحبوب والبيض وزيت السمك والصويا، والتي تساهم في تقليل خطر تساقط الأسنان. فمن المعروف أن الكالسيوم يغلّف طبقة السن بمواد معدنية من الداخل والخارج فتقويه لمحاربة الجراثيم. أما الڤيتامين «د» فيساعد على امتصاص الكالسيوم. وبما أن المسنين لا تساعدهم بشرتهم على امتصاص الڤيتامين «د» (الذي نحصل عليه أيضاً من خلال التعرّض لأشعة الشمس) فهؤلاء يجب أن يحصلوا على هذا الڤيتامين من خلال تناول البيض والجبنة وزيت السمك، بالاضافة الى الفوسفور الموجود في اللحوم والمكسرات والحليب.
من ناحية ثانية، أكّد الباحثون أن ڤيتامين «س» وحمض الفوليك يحميان اللثة من التلف والإصابات البكتيرية ويساعدان على امتصاص أكبر للكالسيوم. وأشاروا الى أن السبانخ والفاصولياء والبازيلاء والعدس من أهم المصادر الغذائية الغنية بحمض الفوليك.
وقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون الكالسيوم والڤيتامين «س» بكمية أقلّ من المطلوب (1500 ملغ كالسيوم و300 ملغ ڤيتامين «س» يومياً) هم عرضة مرتين أكثر من غيرهم لتسوّس الأسنان.  
 

• كيف يحصل تسوّس الأسنان؟
- التسوّس هو إصابة جرثومية مرتبطة باحتلال طبقات من الجراثيم مساحة الأسنان. فمنذ الأيام الأولى في حياة الطفل تدخل الجراثيم فمه، وتكوّن عند احتكاكها بالأسنان وببقايا الأكل طبقات متراكمة من الجراثيم، فتقوم بإنتاج أحماض تتمركز على سطح السن ما يؤدي الى تحلل الجزء الصلب من السن (الميناء). هذا التحلل هو الخطوة الأولى باتجاه تسوّس الأسنان، في المرحلة التالية تبدأ الجراثيم بالتغذية على الجزء العضوي من السن وتقوم بإتلافه.
 

• ما هو الطعام الذي يؤدي الى التسوّس؟
- من المعروف أن السكر هو عامل أساسي في حدوث تسوّس الأسنان، ولكنّ الأخطر منه الأطعمة الغنية بالنشويات (كالأرز، المعكرونة، الخبز، البطاطا، وخصوصاً المقلية منها) والمشروبات الغازية والعصير المحلّى وزبدة الفستق. لماذا؟
لأن النشويات، المذكورة أعلاه، تلتصق بالأسنان، وتشكّل طبقات متراكمة من الجراثيم ما يساعد البكتيريا على أن تفعل فعلها. أما المشروبات الغازية فتحتوي على الحوامض المؤذية للأسنان.
ويؤدي تناول الأطعمة السكرية، خصوصاً بعد العشاء، الى بقاء السكر في الفم، ما يساعد على تكوّن الميكروبات التي تسبب التسوّس وذلك نتيجة احتكاك السكر بالأسنان لفترة طويلة.
لذا، من الأفضل عدم تناول الطعام كل ساعة كي لا نتيح للبكتيريا فرصة أن تعمل بشكل دائم، إنما الاكتفاء بخمس وجبات فقط لا غير من أجل أسنان صحية وسليمة.
 

• بماذا يُفيد شرب الماء الأسنان؟
- من الضروري شرب الكثير من الماء لأنه يتفاعل مع اللعاب ليجعل من الفم مكاناً خالياً من الأسيد المضرّ. هنا نشير الى أن المسنين كلما تقدموا في العمر، تقلّ عندهم نسبة إفرازات اللعاب لأنهم يتناولون الكثير من الأدوية، لذا يجب عليهم مضاعفة كمية شرب الماء كي يحافظوا على أسنان صحية تمكّنهم من تناول الخضار والفاكهة المليئة بالمعادن والألياف الضرورية لصحتهم.
 

• كيف نحافظ على أسنان الأطفال؟
- المحافظة على أسنان الأطفال عملية تبدأ منذ الحمل، فعندما تتناول الحامل الغذاء الغني بالكالسيوم والڤيتامينات الضرورية، تضمن سلامة أسنانها وأسنان طفلها وزيادة صلابتها. بينما يساعد نقص الكالسيوم في غذاء الحامل وفي غذاء الطفل على اضطراب نمو أسنان الطفل وتعرّضها للضعف. يضاف الى ذلك تعويد الأطفال باكراً على تنظيف أسنانهم في كل مرة يأكلون فيها التشيبس والشوكولا والخبز وغيرها...
 

• كيف نعتني بأسناننا؟
- يجب تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين على الأقل يومياً، ومن الأفضل أن يكون ذلك بعد كل وجبة طعام، ويجب اختيار فرشاة أسنان لينة حتى لا تصيب اللثة بجروح. كما يجب أن تستبدل الفرشاة بأخرى جديدة كل ثلاثة أشهر. هذا الى جانب اختيار معجون أسنان مناسب، من دون أن نغفل استعمال الخيط ودواء «تشطيف» الأسنان وغسل الفم جيداً بالماء بعد الانتهاء من التنظيف، وزيارة طبيب الأسنان دورياً (كل ستة أشهر). يضاف الى هذا، تناول غذاء صحي وتجنّب الأكل الذي يحوي السكريات بين الوجبات والذي يترك بقايا بين الأسنان، والتقليل من المرطبات والمشروبات الغازية والاستعاضة عنها بالعصائر الطازجة غير الحمضية.

• إذا كانت المواد السكرية هي العدو الأول للأسنان لعلاقتها الوثيقة بتسوّسها، فإن تناول بعض أنواع الفاكهة والخضراوات كالتفاح والجزر والكرفس يزيد من صلابة الأسنان وينظفها من الفضلات الضارة.
• للتخلص من صفرة الأسنان يمكن دعكها بكمية من عصير الليمون توضع على فرشاة أو على قطعة قطن. كما أن تناول عصير الفريز بكثرة يساعد على تبييض الأسنان.

 

تسوّس أسنان الطفل الرضيع
من أخطر أنواع التسوّس هو ذلك الذي يصيب الطفل الرضيع الذي تلجأ أمه الى إرضاعه بواسطة الزجاجة، حيث تتعرض أسنان الطفل الرضيع للسوائل الحاوية على السكر لفترات طويلة ومتكررة في اليوم، ويكون الخطر على أشده حين تضع الأم طفلها في سريره لينام في أثناء الليل أو النهار مع بقاء الزجاجة في فمه. ففي هذه الحالة تعطي الأم للجراثيم الفرصة المناسبة لمهاجمة أسنان طفلها من كل الجهات لأن هذه الأسنان تكون محاطة بشكل كامل بالسوائل السكرية. إن وجود الجراثيم في وسط دافئ (درجة حرارة جسم الطفل) ومعتم (نتيجة إغلاق الطفل لفمه) ورطب (لوجود اللعاب) ووجود الغذاء السكري، يعطيها وسطاً مناسباً جداً لعملها وتكاثرها.
ويعتبر هذا النوع من التسوّس سريع التطور ويؤدي الى تلف الأسنان الأمامية العلوية، والأسنان الخلفية السفلية بسرعة كبيرة إذا لم يتم إكتشاف الحالة وتقديم العلاج المناسب بأقصى سرعة ممكنة.
ولتفادي إصابة أسنان الطفل الرضيع يجب إتباع الأمور التالية:
- إذا كان من الضروري إعطاء الطفل زجاجة الرضاعة لكي يرتاح وينام فيفضل ملء هذه الزجاجة بالماء فقط وليس بالسوائل السكرية.
- بعد إرضاع الطفل (سـواء كانت الرضاعة طبيعيـة أو بواسطـة الزجاجة) أو إعطـائـه وجبـة طعام، على الأم تنظيف فمه، وذلك باستخـدام قطعـة قمـاش أو شـاش رطبـة لفـرك أسنانه ولثته وبالتالي إزالة اللويحة الجرثومية.