مشاكل وحلول

تشمل عسر القراءة والكتابة واضطرابات التحليل والمنطق
إعداد: ريما ضومط

مشاكل النطق:  العلاج ممكن وضروري

"فالج ما تعالج" مثل قديم لطالما سمعناه أو رددناه مراراً وتكراراً... أما اليوم فيؤكد اختصاصيو "تقويم النطق" عدم صوابية هذا المثل، مشيرين الى إمكانية إستعادة مرضى الفالج القدرة على النطق والكتابة عبر العلاج والمتابعة. كذلك يقدّم علاج "تقويم النطق"|حلاً لعدد كبير من مشاكل القراءة والكتابة والإضطرابات اللفظية والصوتية، التي يمكن أن يعاني منها كثيرون من مختلف الأعمار. عن هذا النوع من العلاج وكيفية استخدامه، تحدثت الإختصاصية في تقويم النطق الآنسة صوفي كلزي في الحوار التالي.

 

ما هو تقويم النطق؟

■ ما المقصود "بتقويم النطق" وما هي الحالات التي تستدعي هذا النوع من العلاج؟

­تقويم النطق هو علاج لمشاكل التواصل الشفهي والكتابي التي يمكن أن يعاني منها الأطفال والكبار جرّاء اضطرابات مختلفة ناتجة، إما عن مرض معين أو عن بعض أنواع الإعاقات أو عن مشاكل عضوية تبدأ منذ الولادة. ومن أبرزالحالات التي تستدعي "تقويم النطق" نذكر ما يلي:

• اضطرابات اللفظ، ويبدأ علاجها عادة في مرحلة الطفولة، إلا أن بعض الأشخاص يتقدمون للعلاج في مرحلة النضج.

• التأخر في الكلام أو في النطق لدى الأولاد، ويعاني ذوو الحالة الأولى من عدم القدرة على تركيب جملة صحيحة في حين يعجز ذوو الحالة الثانية عن التمييز بين الأحرف، خاصة في الكلمات المعقدة والمركبة، مع الإشارة الى أن مشكلتي النطق والكلام تترافقان في معظم الأحيان.                                  

• التأتأة، وتبدأ عادة في سنوات الطفولة وتظهر بصورة واضحة عند الإنفعال.

• الصعوبة في القراءة والكتابة، وتظهر في سنوات الدراسة الأولى لدى الأطفال الذين يعانون عدم القدرة على تجزئة الأحرف وجمعها، فيعمدون الى حفظ صورة الكلمة بدلاً من تهجئتها.

• اضطرابات التحليل والمنطق والرياضيات، وتبرز أيضاً خلال السنوات الدراسية منذ المراحل المبكرة.

• بعض أنواع الإعاقات كالصمم والتخلّف والصبغة الثلاثية والتوحّد والشلل الدماغي.

• الصعوبة في التركيز والإفراط في الحركة.

• إضطرابات البلع، وتعود لأسباب مختلفة من ضمنها الشلل الدماغي لدى الأطفال وسرطان الزلعوم لدى الكبار.

• مشاكل الصوت، خاصة عند المعلمين أو المطربين بسبب سوء استعمال الأوتار الصوتية.

• اضطرابات النطق والكلام الناتجة عن أمراض عصبية مثل الألزهايمر أو الباركنسون أو الجلطة أو الفالج، حيث نساعد المريض في الحالة الأخيرة على استعادة القدرة على الكلام والكتابة.

 

طرق العلاج ومدته

■ ما هي الطرق المعتمدة في علاج الحالات المذكورة؟

- ­ يتم العلاج عادة إما في عيادة خاصة أو في مستشفى أو في المؤسسات الخاصة بالمعوقين وذلك وفقاً لكل حالة. ويجري التنسيق بين المتخصص في تقويم النطق والطبيب المعالج مع اختصاصيين في مجالات أخرى كالمعالج النفسي والمعالج الفيزيائي ومعالج الحركة، إضافة الى دور المرشد الإجتماعي والمدرسة والأهل.

■ كم من الوقت تستغرق فترة العلاج؟ ­ يقوم العلاج على جلسات تستغرق الواحدة منها أربعين دقيقة، إلا أن مدة العلاج تختلف بين حالة وأخرى وفقاً لنوع الإضطراب وحالة المريض وسنّه، مع الإشارة الى أن تجاوب المريض واقتناعه بجدوى العلاج يساهمان الى حد كبير في عملية الشفاء. وهنا أود التشديد على أنه ليس من حالة ميؤوس منها، فالعلاج دائماً ممكن وإن كانت النتائج الأفضل تظهر في العلاج المبكر.

 

 دور الأهل والمدرسة

■ ما الدور الذي يلعبه كل من الأهل والمدرسة في عملية العلاج؟

- ­ أشرنا سابقاً الى أهمية تجاوب المريض مع العلاج، وهنا يلعب محيطه دوراً هاماً، فتساعده العائلة أولاً على تقبّل المشكلة التي يعاني منها، ثم تساهم مع الفريق المعالج في إزالة أي شكوك قد تراوده حول جدوى العلاج. وبالنسبة الى المرضى الصغار، هناك بعض النصائح التي نقدمها عادة الى الأهالي، أبرزها عدم تجاهل المشكلة والتوجه الى الإختصاصيين للعلاج، إضافة الى مراعاة شعور الولد وعدم توجيه أي ملاحظة بشكل قاس. وفي ما خص الأطفال الذين يعانون من التأتأة أو الإضطرابات في اللفظ، ننصح الأهل بعدم منعهم من متابعة الكلام أو تكملة الجملة نيابة عنهم. أما بالنسبة الى دور المدرسة، فيتم التنسيق عادة بين الفريق المعالج والمعلمين لمراعاة وضع التلميذ الذي يعاني من مشاكل النطق كعسر القراءة أو الكتابة مثلاً. كذلك نطلب من المعلمين مراعاة الوضع النفسي للطفل ومنع رفاقه من توجيه النقد أو الملاحظات الساخرة بحقه.