مبادارات

تعزيز اللغة الفرنسية في الجيش اللبناني
إعداد: روجينا خليل الشختورة

موعد المسابقة في نسختها الثانية يقترب

إستعدّوا لمزيد من الجوائز

 

جمع بين لبنان وفرنسا مساحة واسعة من الثقافة والقيم الإنسانية؛ فبين هذين البلدين المتقابلين على ضفتي المتوسط تاريخ حافل بعلاقات الصداقة والتعاون التي تجلَّت بأوجه شتى منها مسيرة تعاون مشرقة بين جيشي البلدين تعود إلى عقود من الزمن لا سيما في مجالات التسليح والتدريب والمناورات القتالية إلى جانب إقامة العديد من النشاطات الثقافية...
وقد أكدت فرنسا دومًا عزمها على متابعة هذه المسيرة والمضي بها قدمًا. فبعد توقيع الاتفاقية المتعلقة بالمشبه التكتي “Janus” بين الجيشين اللبناني والفرنسي العام 2005، نظَّم جهاز التعاون الفرنسي العسكري التقني في لبنان مسابقة (Jeu)، هي الأولى من نوعها في اللغة والثقافة الفرنسيتين (شباط 2010)، وقد حظيت بمشاركةٍ وإقبالٍ كبيرين من قبل عناصر الجيش اللبناني.
ممثلا الجانب الفرنسي في هذا المشروع شرحا لنا مهمتهما في التعاون مع الجيش اللبناني عمومًا وتدريس اللغة الفرنسية في المؤسسة العسكرية اللبنانية خصوصًا.

 

مجالات التعاون في تعزيز اللغة الفرنسية
يعيِّن جهاز التعاون الفرنسي العسكري التقني في لبنان اثنين من كبار الضباط الفرنسيين يعملون بدوام كامل كمستشارين في الجيش اللبناني وحاليًا هما: المقدم الركن إمانويل كواسبيل دومسنيل ومركزه في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان، والمقدم ستيفان بيوارس ومركزه في المدرسة الحربية، وهو المسؤول أيضًا عن تدريس اللغة الفرنسية في مدرسة الرتباء في بعلبك. وهما مسؤولان كذلك عن تنسيق اللغة الفرنسية وتعليمها في مختلف القطع والأقسام في الجيش اللبناني، وذلك بإشراف مديرية التعليم في قيادة الجيش.
بفضل ذوي الخبرة والمساهمة التربوية للإدارة التعليمية للمركز الثقافي الفرنسي في بيروت (C.C.F)، تعمل «بعثة التعاون الأمني الدفاعي» (La Mission de Coopération de Sécurité et de défense) على تعليم اللغة الفرنسية وتدريسها في مختلف الهيئات المسؤولة عن الدفاع والأمن العام في لبنان (الجيش، قوى الأمن الداخلي والأمن العام).
العام 2010، تعلَّم أكثر من 1500 عنصر اللغة الفرنسية وتمَّت تنشئة عدد كبير منهم (رتباء وأفراد) في المركز الثقافي الفرنسي في بيروت ليصبحوا قادرين على تعليم اللغة الفرنسية بأنفسهم في مختلف الوحدات العسكرية. وقد تخرَّج حوالى 75 طالبًا نالوا شهادات في اللغة الفرنسية (Diplômes d’Etudes de Langue Française - D.E.L.F)، كما مُنحت الشهادة العسكرية في اللغة الفرنسية (Certificats Militaires de Langue Française – C.M.L.F) إلى 700 عسكري. وهذه الشهادة تخوِّل أصحابها الذهاب إلى فرنسا في دورات تدريبية وتعفيهم من امتحان اللغة هناك.
ساهم التعاون الفرنسي العسكري التقني في تحديث المعدَّات والتجهيزات المعلوماتية والسمعية - البصرية لأكثر من 7 قاعات تدريس. وأمَّنت قسمًا لا بأس به من هذه المساهمات بعثة التعاون الأمني الدفاعي مباشرة. وكان للمساعدات التي قدَّمتها عدة شركات فرنسية ولبنانية، من خلال رعايتها المسابقة في اللغة والثقافة لفرنسيتين التي أجريت في شباط 2010، الدور الأكبر في تقدم مجال تعلم اللغة الفرنسية وتطوره في الجيش.

 

المسابقة للعام الثاني
في شباط العام الماضي أجرى التعاون الفرنسي العسكري التقني في لبنان مسابقة هي الأولى من نوعها في الجيش اللبناني، وهدفت إلى تعزيز الفرنكوفونية وتحسينها داخل المؤسسة العسكرية. وقد نالت نجاحًا وإقبالاً كبيرين إذ شارك فيها حوالى 5000 عنصر، أي ما يقارب 10% من إجمالي الجيش اللبناني، مبيِّنين حاجتهم إلى نشاط مماثل وعطشهم إلى العلم والمعرفة ولا سيما إلى تعلُّم اللغة الفرنسية.
تضمنت المسابقة 20 سؤالاً في المعلومات العامة عن المجتمع الفرنسي واللغة الفرنسية إضافةً إلى كتابة موضوع إنشائي عام عن فرنسا. وقد ساهمت 20 شركة تقريبًا في إنجاح هذا العمل وتقديم الجوائز للفائزين (كمبيوتر محمول، هاتف خلوي، سفرة إلى فرنسا...).
ولكنّ المساهمة الأهم كانت على الصعيد المادي بحيث قدرت التقديمات المالية بحوالى 25.000 يورو تم استثمارها في تحديث قاعات التدريس وافتتاح قاعات جديدة.
ونظرًا إلى النجاح الكبير الذي أحرزه هذا النشاط، قرَّر جهاز التعاون الفرنسي العسكري التقني في لبنان، وبدعم من مديرية التعليم ومن قائد الجيش، إعادة الكرّة العام 2011 لا سيما انّ الشركات الداعمة ستجدد دعمها، إضافةً إلى مساهمة شركات جديدة.
وبالتالي فإنّ جوائز المسابقة الثانية ستكون أكثر تنوعًا وقيمةً من سابقاتها، كما أنّ المساهمة المالية ستكون أشمل، ما يمكّن الجيش من افتتاح مراكز جديدة لتعليم الفرنسية في الشمال (معسكر عرمان للتدريب)، ومكتبة في بعلبك، وتجديد ثماني قاعات للتدريس، إضافةً إلى تنشئة عناصر جدد لرفع مستوى تعليم اللغة الفرنسية.

 

 تسهيلات
يقدم جهاز التعاون للمشاركين في المسابقة الثانية في اللغة والثقافة الفرنسيتين عدة تسهيلات تتيح الاستفادة لأكبر عدد، وهذه التسهيلات هي على النحو الآتي:
- اختيار المشترك الوقت واليوم اللذين يناسبانه للخضوع للامتحان من بين ثلاثة أيام محددة (سيتم إجراء 3 مسابقات بالمستوى نفسه في أوقات مختلفة).
- فتح باب التسجيل للجميع حتى لعناصر فوج المغاوير (لم يكن بإمكانهم المشاركة في المسابقة الأولى كي لا يتغيَّبوا عن تدريباتهم).
- منـح شهـادة لكــل مشــترك في المسابـقة ســواء أكــان متـفـوقًًا أو لا.
- تقديم فرص أكبر لمتابعة دورات في المركز الثقافي الفرنسي في بيروت.
أما آخر فرصة للاشتراك فهي الرابع من شباط 2011، وكلما كانت المشاركة كبيرة وفعالة يأتي الدعم بشكل أوسع وتكون الجوائز عديدة ومتنوعة.
يمكن التواصل مع جهاز التعاون الفرنسي العسكري التقني في لبنان لكل من يهمه الأمر عبر البريد الإلكتروني:
francophonie.fal@hotmail.fr