نوافذ مفتوحة

تقاليد الزواج في بعض المجتمعات
إعداد: باسكال معوض بو مارون

ليس بالفرح دائمًا يتم الإحتفال!

 

لحفلات الزفاف حول العالم تقاليد مختلفة باختلاف الثقافات، وهذا أمر معروف ومفهوم، لكن هل يخطر ببالك أنه باسم الحب مثلًا على العريس أن يجرّ عروسه من شعرها في طريقهما بين بيتها وبين مكان الاحتفال؟!

 

نبدأ جولتنا في منطقة المغرب العربي حيث يمتد حفل الزواج ثلاثة أيام، ولكل يوم خصوصيته وطقوسه: فاليوم الأول مخصص لحمام العروس إذ تصطحبها صديقاتها إلى الحمام المغربي التقليدي، أما اليوم الثاني فهو مخصص للحناء بوصفه أحد أبرز طقوس الزفاف. وفي اليوم الثالث تُزفُّ العروس لزوجها وسط طقوس تقتضي تغييرها اللباس مع الأكسسوارات الملائمة له عدة مرات وكأنها تقدم عرض أزياء متكاملًا.
أما «القفة» التي يقدمها العريس التونسي كاملة لعروسه قبل أيام قليلة من يوم الزفاف، فتحتوي على أكثر من خمسيَن نوعًا من المواد الغذائية والعطرية التي تحدّد العروس كميّاتها بحسب قدرة زوج المستقبل المادية؛ إلا أنّه لا ينبغي أن يقل ثمن المواد عن ثمانين دينارًا تونسيًا.
في تركيا، يقوم أهل العروس بإعطائها مرآة كي تكون طريقها مليئة بالنور، أمّا أهل العريس فيمسحون الباب والسقف بالزيت أو العسل لتسهيل تعامل العروس معهم. وفي عقد القران تضع العروس شريطًا أحمر على خصرها كدليل على عفّتها، على أن تركل قدم عريسها كي لا يلتفت في المستقبل إلى امرأة أخرى.
في اليونان، تكسو أسرة العروس سرير العروسين قبل الزفاف بالمال والحلوى والأزهار الوردية في إشارة إلى تمنياتها بالحظ السعيد؛ فيما يتدحرج الأطفال على السرير الجديد تشجيعًا للعروسين على الحمل والإنجاب.
ويتسابق العروسان في اليونان، ليتمكن أحدهما من دوس قدم الآخر، فالذي يسبق يصبح سيّد البيت (أو سيّدته) ويتولى «رئاسة المنزل».
في بعض مناطق إيطاليا الجنوبية يحطم الزوج مزهرية أو قطعة زجاجية بقوة قبل أن يدخل وزوجته إلى غرفة النوم، على أمل أن تتكسّر إلى أكبر عدد من القطع لأنها تدل في اعتقادهم على عدد السنوات السعيدة التي سيعيشها الزوجان!
تفرض التقاليد الروسية على العريس أن يحمل عروسه فوق سبعة جسور بعد حفل الزفاف في إشارة إلى مراحل العمر التي سيمران بها معًا؛ فيما يقضي تقليد آخر بأن يرمي العروسان مفتاحًا بسلسلة مقفلة في المياه من أحد الجسور لضمان ارتباطهما الأبدي.
في بلدان أخرى تفرض التقاليد ممارسات تجعل يوم الزفاف أشبه برحلة عذاب.
في موريتانيا تخطف العروس وتتولّى صديقاتها تنفيذ المهمة عقب انتهاء الحفل، حيث يتم إخفاؤها لمدة قد تصل إلى أسبوع كامل. ويجب على العريس خلال هذه الفترة البحث عن عروسه في كل مكان، وعند عثوره عليها يدفع الفدية لصديقاتها لتخليصها منهن.
في الصومال يأتي الزوج المحارب فيضرب عروسه في أثناء الاحتفال كي يجعلها تُسلِّم له منذ البدء.
وأسلوب إنسان الكهف الأول يتم اتباعه أيضًا في الأقاليم الريفية من جزيرة غرينلاند، إذ يذهب العريس إلى بيت عروسه ويجرّها من شعر رأسها إلى أن يوصلها إلى مكان الاحتفال.
في جزيرة جاوا تصبغ العروس أسنانها باللون الأسود وتغسل أقدام زوجها في أثناء حفلات الزواج. أما في بورما فتطرح العروس في أثناء الاحتفال أرضًا ويقوم رجل عجوز بثقب أُذنيها، فتتألم وتطلق صرخات مدوّية تغطيها الفرقة الموسيقية بالعزف بأصوات صاخبة تطغى على صرخات الألم.
وقمة الإذلال حين تزحف العروس من قبيلة تودا فى جنوب الهند في أثناء الإحتفال بالزواج على يديها وركبتها حتى تصل إلى العريس، ولا ينتهي هذا الزحف إلا عندما يبارك العريس عروسه بأن يضع قدمه على رأسها.
أما أبسط طقوس الزواج وأقلها تعقيدًا فهي تلك التى تمارسها قبيلة نيغريتو فى جنوب المحيط الهادئ، ففي تلك الجزيرة يذهب الخطيبان إلى عمدة القرية فيمسك برأسيهما ويدقهما ببعض، وبهذا يتم الزواج...
ألف مبروك!


خاتم الزواج
نشأت فكرة خاتم الزواج قديمًا في اليونان كرمز للارتباط. وكان اليونانيون يعتبرون اليد اليمنى يد القوة والنفوذ، لذلك اختاروا وضع المحبس في اليد اليسرى لأنها في اعتقادهم الأضعف للدلالة على خضوع الزوجة لزوجها، ولأنها الأقرب إلى القلب من اليد اليمنى. أما اختيارهم الإصبع البنصر لليد اليسرى فيعود لاعتقاد قديم بأن وريد الحب (vena amorist) كان يجري ما بين هذا الأصبع والقلب لينقل العواطف الجياشة بين الزوجين. وقد صمم الخاتم على شكل دائرة رمزًا للخلود.