تكريم وذكرى

تقليد أوسمة لجرحى الجيش اللبناني الذين تصدّوا للإعتداءات الإسرائيلية في حرب تموز 2006

العماد سليمان:    
الجيش يواجه الإرهاب الذي يتقاطع مع العدو الإسرائيلي في استهدافه لوحدة الوطن واستقراره
الجميع مدعوون لمزيد من التماسك والتضحيات والحلول لا يمكن أن تأتي من الخارج

قال قائد الجيش العماد ميشال سليمان إن الدماء التي قدّمها العسكريون في عدوان تموز العام الماضي جعلت من المؤسسة العسكرية مرجلاً تنصهر فيه الوحدة الوطنية. وقال إن الجيش يواجه بهذه الوحدة الإرهاب الذي يتقاطع مع العدو الإسرائيلي في استهدافه وحدة الوطن واستقراره.
كلام العماد سليمان جاء خلال الاحتفال الذي ترأسه في اليرزة تكريماً للعسكريين الذين أصيبوا خلال تصدّيهم للعدوان الاسرائيلي في الصيف الماضي.

 

الاحتفال التكريمي وكلمة القائد
ترأس قائد الجيش العماد ميشال سليمان احتفال تقليد الأوسمة الذي أقيم في باحة مبنى وزارة الدفاع الوطني في اليرزة، تكريماً للعسكريين الذين أصيبوا خلال تصديهم للعدوان الإسرائيلي في تموز الماضي والبالغ عددهم 450 عسكرياً، وذلك بحضور رئيس الأركان اللواء الركن شوقي المصري وكبار ضباط القيادة.
لدى وصوله استعرض العماد سليمان القوى المشاركة بينما عزفت الموسيقى عزفة قائد الجيش، ومن ثَم تقدم باتجاه اللوحة التذكارية للشهداء، حيث وضع عليها إكليلاً من الزهر وعزفت الموسيقى عزفة الموتى ولازمة النشيد الوطني ونشيد الشهداء.
بعد الانتهاء من مراسم تقديم التحية للشهداء، قام العماد قائد الجيش بتقليد الأوسمة للضباط والعسكريين المكرّمين حيث قلّدهم وسامَي الحرب والجرحى، وألقى الكلمة الآتي نصها:


أيها الحفل الكريم
تحية شكر وتقدير لكم من القلب إلى القلب وأنتم في عرين مؤسستكم - مؤسسة الجيش التي تقف بكل فخر واعتزاز أمام تضحياتكم الجسام، وقد ضفرتم هامتها كما هامة الوطن بأكاليل المجد والعنفوان والكرامة الوطنية, نكرّمكم اليوم ومَن أولى وأجدر منكم بالتكريم، وقد تفانيتم في أداء الواجب العسكري، ومضيتم على طريق الشرف والتضحية والوفاء مستعدين لبذل الأرواح في سبيل الوطن، لكن القدر شاء أن تبقوا على قيد الحياة، شهوداً على غطرسة العدو الإسرائيلي وإجرامه، وعلى عظمة جيشٍ، أضفتم إلى إرثه العريق صفحات مشرقة بمعاني الإيثار والبطولة والعطاء الذي يسمو على كل عطاء.


أيها الأخوة الأعزاء
قبل سنة أقدم العدو الإسرائيلي على شن حرب وحشية ضد لبنان مستهدفاً البشر والحجر بأكثر الأسلحة دقة وتطوراً وفتكاً في عالمنا العسكري المعاصر، ضارباً بعرض الحائط كل المواثيق والشرائع الدولية التي تفرض على المتحاربين التقيد بمبدأي التناسب والتماثل في استعمال القوة، ولقد ظنّ هذا العدو أن باستخدامه المفرط للقوة، يستطيع إخضاع الشعب اللبناني وكسر إرادته، وبالتالي جعل الساحة اللبنانية مجدداً مباحة لمخططاته وأطماعه التوسعية، لكن أحلامه باءت بالفشل أمام وحدة الموقفَين الرسمي والشعبي في مواجهة العدو، والملاحم البطولية التي سطّرتها المقاومة، وتفاني الجيش في تصديه للعدوان وإحباطه العديد من محاولات الإنزال البحري والجوي، إلى جانب الوحدة الوطنية العارمة التي تجلّت في إحتضان المواطنين لإخوتهم في الوطن والمواطنية، وإقتسامهم معاً الرغيف والكساء، ممـا إضطـر هذا العـدو بعد ثلاثة وثلاثيـن يومـاً من القصـف المدمِّـر إلى الرضـوخ لإرادة اللبنانييـن، والقبـول بقـرار مجلـس الأمن رقم 1701، الذي انتشر بموجبه الجيش على حدوده الجنوبية، وعاد العلم اللبناني يرفرف فوق ترابها بعد غيابٍ ناهز الثلاثين عاماً.


أيها الأخوة الأعزاء
إن قدر جيشكم هو الاستمرار في بذل التضحيات وتقديم قوافل الشهداء الأبرار قرابين طاهرة على مذبح لبنان، وتأكدوا بأن الدماء التي قدّمها رفاقكم العسكريون في عدوان تموز، جعلت من المؤسسة العسكرية مرجلاً تنصهر فيه الوحدة الوطنية جسماً وروحاً، وبفضل هذه الوحدة استطاع الجيش في السابق تجنيب الوطن مخاطر وتحديات جمّة في أكثر من استحقاق مصيري. وبهذه الوحدة أيضاً يواجه اليوم كما تعلمون الإرهاب الذي يتقاطع مع العدو الإسرائيلي في استهدافه لوحدة الوطن واستقراره، ولصيغته الحضارية الفريدة في هذا العالم، وكأن ما عجز عنه هذا العدو حين قصف مراكز الجيش وتحديداً في منطقة العبدة، قد حاول إرهابيو ما يسمى بتنظيم «فتح الإسلام» استكماله باعتدائهم على المراكز نفسها، ليتلاقيا معاً على هدف مشترك وهو النيل من وحدة الجيش وتماسكه. الأمر الذي يتطلب من الجميع المزيد من التماسك وتقديم التضحيات، وفاءً لدماء الشهداء وإجهاضاً للمؤامرات التي يمكن أن تنمو في مناخ الانقسام الداخلي والتجاذب السياسي العبثي.
فلا يتوهمن أحد أن الحلول لمختلف المشاكل القائمة يمكن أن تأتي يوماً من الخارج، بل هي وليدة وعي اللبنانيين وتحمّلهم بكل شجاعة مسؤولياتهم التاريخية في الحفاظ على وطنهم وصون مصلحة شعبهم.
باسم دماء الشهداء الذين سقطوا في عدوان تموز دفاعاً عن الأرض والحرية والإستقلال، والذين سقطوا بالأمس في معركة الدفاع عن الكرامة والسيادة الوطنية، وباسم تضحياتكم التي لا تقدر بأي ثمن، نعاهدكم أن يبقى الجيش إلى جانبكم، وفياً لما آمنتم به ولما بذلتم في سبيله، جيشاً راسخاً في ولائه الوطني وإيمانه المطلق بلبنان الموحّد السيد المستقل.

 

عشتم - عاش الجيش - عاش لبنان

 

المكرّمون
• الضباط والعسكريون الذين أصيبوا وتمّ تكريمهم ونالوا أوسمة هم:

- المقدم الركن إميل مسلّم (فوج الأشغال المستقل).
- الرائد كابي كتور (لواء المشاة الثامن).
- النقيــب محـمــد عيــد (لــواء المـشــاة الثــاني عشر).
- النقيـب فـادي عبـداللـه (لـواء المشاة السادس - ك 64).
- النقيب ماجد ياغي (لواء المشاة الثامن).
- النقيب عماد طربيه (فوج الأشغال المستقل).
- النقيب البحري الياس القزي (قاعدة جونيه البحرية).
- المؤهل رياض رستم (فوج الأشغال المستقل).
- المعاون مروان نصار (لواء المشاة العاشر).
- المعاون يوسف الاسمر (فوج الأشغال المستقل).
- المعاون عباس الموسوي (فوج الأشغال المستقل).
- الرقيب الأول خالد عبد الحميد (لواء المشاة الثاني - ك 22).
- الرقيب الأول محمد درويش (لواء المشاة الخامس - ك 53).
- الرقيب الأول محمد تفاحة (لواء المشاة السادس - السرية 606).
- الرقيب الأول نزيه حبلص (لواء المشاة السادس - السرية 606).
- الرقيب الأول جوزيف نعمة (سرية شرطة منطقة الجنوب).
- الرقيب إيلي مراد (فوج الأشغال المستقل).
- العريف الأول خضر المصري (فوج الأشغال المستقل).
- العريف الأول حنا إسحق (لواء المشاة الثاني عشر - السرية 1200).
- العريف الأول جوزف راشد (لواء المشاة الخامس - ك 55).
- العريف خالد يونس (لواء المشاة الخامس - ك 55).
- العريف رياض بشنق (فوج الأشغال المستقل).
- العريف محمد زكريا (لواء المشاة الثاني عشر).
- العريف مخايل نهرا (لواء المشاة الخامس - ك 55).
- العريف شكيب الزعرت (لواء المشاة الخامس - ك 53).
- العريف صلاح عربيد (فوج الأشغال المستقل).
- العريف علي خليفة (لواء المشاة الخامس - ك 55).
- العريف طوني كيروز (لواء المشاة الخامس - ك 55).
- العريف خالد الحجار (فوج الأشغال المستقل).
- العريف زياد ابراهيم (منطقة الشمال - موقع عندقت).
- العريف عباس شعيب (فوج الأشغال المستقل).
- الجندي الأول جمال عبد الناصر عياص (لواء المشاة السادس - ك 62).
- الجندي الأول مصطفى ناصيف (لواء المشاة الثامن).  
- الجندي الأول عبدو نده (لواء المشاة الثاني - ك 22).
- الجندي الأول هاني علوة (لواء المشاة الخامس - ك 55).
- الجندي الأول مروان الخوري (لواء المشاة الثاني عشر).
- الجندي الأول الياس نعمة (فوج الأشغال المستقل).
- الجندي الأول ماريو حنا بشور (فوج الأشغال المستقل).
- الجندي الأول جورج الصهيوني (فوج الأشغال المستقل).
- الجندي الأول جان أبي سابا (لواء المشاة الخامس - ك 55).
- الجندي الأول حمد مشيك (فوج الأشغال المستقل).
- الجندي الأول حسن السمير (لواء المشاة الثاني عشر).
- الجندي الأول علي عربية (لواء الدعم - فوج الهندسة).
- الجندي جورج الأسمر (فوج المدفعية الأول).
- الجندي لحود لحود (فوج الأشغال المستقل).
- الجندي بسام الحاج (فوج الأشغال المستقل).
- الجندي داني محفوض (الشرطة العسكرية).
- الجندي عمر الأحمد (لواء الدعم - فوج الهندسة).
- الجندي ضياء يونس (لواء الدعم - فوج الهندسة).
- الجندي حافظ اسماعيل (لواء المشاة الثاني عشر).

 

• العسكريون الذين تصدوا للعدوان الاسرائيلي في مارون الراس وجل البحر - مفرق العباسية:
- النقيب نضال بلقيس (لواء المشاة الحادي عشر).
- الملازم محمد الموسوي (لواء المشاة الحادي عشر).
- الرقيب الأول عبد العزيز محرز (لواء المشاة الثاني عشر).
- الرقيب الأول علي الساحلي (لواء المشاة الحادي عشر).
- الرقيب وائل تمراز (لواء المشاة الحادي عشر).
- الرقيب عدنان شحادة (لواء المشاة الحادي عشر).
- الرقيب طلال العثمان (لواء المشاة الحادي عشر).
- العريف الأول جورج زغيب (لواء المشاة الثاني عشر).
- العـريف مـارون البـدوي (لــواء المشـاة الثـاني عشر).
- العـريـف الفــرد شهـدان (لـواء المشـاة الحـادي عشر).
- العـريــف وســام دلــــة (لــواء المـشــاة الثــاني عشر).
- الجنـدي الاول علي سلامي (لواء المشاة الحادي عشر).
- الجندي الاول جلال جميل الرز (لواء المشاة الثاني عشر).
- الجنــدي تــادي الخـوري (لــواء المشــاة الحــادي عشر).
- الجــنــدي سامـــر دورة (لــواء المشـــاة الحــادي عشر).
- الجنــدي حسيــن المذبــوح (لواء المشاة الحادي عشر).

 

إرادة تنتصر
بمناسبة الذكرى الأولى لعدوان إسرائيل على لبنان. عمّمت قيادة الجيش - مديرية التوجيه نشرة توجيهية على العسكريين تحت عنوان: «إرادة تنتصر»، هنا نصها.

سنة مضت على حرب همجية شنها العدو الإسرائيلي ضد لبنان بإنسانه وأرضه ومقدساته، وقد سقط من جرّاء هذا العدوان آلاف الشهداء والجرحى من العسكريين والمقاومين والمدنيين الأبرياء، فيما هدفت إسرائيل من خلال عدوانها الذي استمر ثلاثة وثلاثين يوماً من القصف الجوي والبري والبحري إلى كسر إرادة الشعب اللبناني وإخضاعه بالقوة، لكن أحلامها باءت بالفشل، أمام الملاحم البطولية التي سطَّرها المقاومون، وتفاني الجيش في تصديه للعدو وإحباطه العديد من محاولات الإنزال البري والبحري، إلى جانب التضحيات الجسام التي بذلها الشعب اللبناني بأسره، والممانعة السياسية التي مارستها الحكومة اللبنانية، وصلابتها في الدفاع عن قضية الوطن أمام المحافل الدولية والإقليمية، فكان من ثمار ذلك صدور القرار 1701، ومن ثم انتشار الجيش في موقعه الطبيعي على الحدود الجنوبية تؤازره وحدات من قوات الأمم المتحدة، وقد عاد العلم اللبناني يرفرف شامخاً فوق تلة اللبونة بعد غياب قسري ناهز الثلاثين عاماً.
لعله من المفيد اليوم الوقوف على الحالة الوطنية التي تجلّت في أثناء العدوان وبعده من خلال الوقائع الآتية:
- لقد تمكن الشعب اللبناني بفضل إرادته الوطنية الجامعة وتمسكه بقوة حقه وتجذره بأرضه وتاريخه، والتفافه حول الجيش والمقاومة، من ردع العدو الإسرائيلي وكسر هيبة جيشه الذي قيل عنه أنه لا يُقهر، في سابقة لم يعهدها منذ إنشاء كيانه الغاصب على أرض فلسطين، الأمر الذي جعله يدرك بأن أي اعتداء مماثل على لبنان في المستقبل لن يكون سهلاً على الإطلاق، كما رسم هذا الشعب بدماء أبنائه، الحدود المعنوية لوطنه، قبل الحدود المادية التي بدورها ستتحقق حتماً بتحرير آخر شبر من أرضنا المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
- إن دماء الشهداء العسكريين الخمسين والجرحى الاربعماية والخمسين التي سالت في ساحات الصمود والكرامة، جعلت من المؤسسة العسكرية مرجلاً تنصهر فيه الوحدة الوطنية جسماً وروحاً، وبفضل هذه الوحدة استطاع الجيش لاحقاً تجنيب الوطن مخاطر وتحديات جمّة في أكثر من استحقاق مصيري. وبهذه الوحدة أيضاً واجه وما يزال الإرهاب الذي يتقاطع مع العدو الإسرائيلي في استهدافه وحدة الوطن واستقراره، وصيغته الحضارية الفريدة في هذا العالم، وكأن ما عجز عنه هذا العدو حين قصف مراكز الجيش وتحديداً في منطقة العبدة، قد حاول إرهابيو ما يسمى بتنظيم «فتح الإسلام» استكماله باعتدائهم على المراكز نفسها، ليتلاقيا معاً على هدف مشترك وهو النيل من وحدة الجيش وتماسكه.
- استطاع الجيش بسرعة قياسية نشر نحو 15 ألف عسكري في الجنوب وبالاعتماد على قدراته الذاتية فقط، تزامناً مع نشره وحدات أخرى على امتداد الحدود البرية والبحرية، الأمر الذي أظهر كفاءة الجيش اللبناني، وأكد مدى توق هذا الجيش إلى أداء دوره الأصيل في الدفاع عن الأرض والشعب والذود عن السيادة الوطنية.
- إن وجود الجيش على حدود الجنوب الذي طالمـا كان لفترة طويلة من الزمن، بوابة القلق ومدخل الرياح، قد طوى صفحة أليمة من تاريخه، وأعاد الأمن والاستقرار إلى أهله، الذين يتطلعون بكل فخر واعتزاز إلى هذا الجيـش المستعد أبداً لمواجهة أي اعتداء إسرائيلي كما جرى في مارون الراس وغيرها، وما حصل من اعتداءات إرهابية على قـوات اليونيفيل المكلفـة بموجـب القـرار 1701 مـؤازرة الجيش في مهامه، كان بمثابة استهداف للجيش نفسه الذي لن تثنيه هذه الاعتداءات عن القيام بدوره الوطني، فالجيش ذهب إلى الجنوب ليبقى فيه، لا ليتراجع أمام تهديد من هنا أو هناك، مستنداً في ذلك إلى ثوابته الوطنية الراسخة وإلى قناعة المواطنين ولا سيّما أبناء الجنوب الذين أجمعوا على استنكار ما جرى من أحداث لا تخدم سوى مصلحة أعداء الوطن.
• إن قيـادة الجيش تدرك جيداً دقة المرحلة التي يمر بها لبنان، وحجم الأعباء التي يكابدها العسكريون في مهام الدفاع عن الجنوب وضبط المعابر البرية والبحرية على امتـداد الحدود اللبنانيـة، وصـون مسيـرة الأمن والاستقرار في الداخل لا سيّما التصدي للإرهاب بأشكاله وأساليبه المختلفة. وما يحصل اليوم في نهر البارد وفي أماكن أخرى، هو خير دليل على تصميم الجيش على مواجهة هذا الإرهاب حتى استئصاله من جذوره، وهـذه القيـادة على ثقـة تامة بأن هؤلاء العسكريين الذين اجتازوا أكثر من اختبار بنجاح مشرِّف، بفضل وحدتهـم الصلبة وتضحياتهم الجسام، واستعدادهم لتقديم الدماء من دون حساب، سيواصلون مسيرة الشرف والتضحية والوفاء بعزيمة لا تكلّ وإرادة لا تلين، حتى الوصول بسفينة الوطن إلى شاطئ الأمان والسلام.