تدريب

تقنيات القتال الخاص في تصرّف الألوية جنوبًا قريبًا...
إعداد: ندين البلعة

في خطوة هي الأولى من نوعها على صعيد الجيش، أُقيمَت في مدرسة القوات الخاصة - حامات دورة لتنشئة فريق تدريب يضمّ عسكريين من الوحدات الخاصة، بإشراف فريق أميركي. هؤلاء سيتولّون تدريب رفاق لهم في الألوية المنتشرة في قطاع جنوب الليطاني.

 

لماذا؟
قائد المدرسة العقيد الركن الياس ساسين، يقول إنّ طبيعة التدريبات التي تخضع لها الوحدات الخاصة تختلف عن تلك التي تتابعها الألوية المنتشرة على الحدود وبخاصة في قطاع جنوب الليطاني، وذلك نظرًا إلى اختلاف المهمات الموكلة إلى كل منها. ومدرسة القوات الخاصة من خلال إعدادها المدربين تُعتبرجسر عبور وصلة وصل بين الطرفين، لتوحيد المفهوم التدريبي.
ويوضح أن الدورة هي في إطار بروتوكول التعاون اللبناني - الأميركي، وتدخل ضمن مشروع يمتدّ على سنتَين لتدريب كل العسكريين في ألوية الحدود.

 

كيف؟
يتابع هذه الدورة 7 ضباط و41 رتيبًا وفردًا من مختلف الوحدات الخاصة (مغاوير، مغاوير بحر، مجوقل وفرع المكافحة - مديرية المخابرات)، تمّ اختيارهم ليشكّلوا فريق التدريب هذا، نظرًا إلى حاجة الألوية المنتشرة في قطاع جنوب الليطاني إلى دعمٍ تدريبي خاص.
«لا تضيف هذه الدورة أي معلومات جديدة على تلك التي يعرفها عسكريونا، يشرح المقدّم الركن مدير الدورة، إنما الهدف منها إعداد العسكري ليصبح بدوره مدرّبًا، وتزويده مهارات تعليميّة تتيح له نقل معارفه إلى الآخرين، وبأسلوب حديث يعتمد الطرق الناشطة لا الطرق الروتينيّة التقليديّة.
يتضمّن برنامج هذه الدورة المهارات الأساسية في الرماية، قتال الكمين والإغارة، والقتال في الأماكن المبنيّة، مع التشديد على تقنيات التدريب وطرق التدريس والمراقبة، بالإضافة إلى أسس استطلاع المنطقة والحدود وهي المادة الأهم بالنسبة إلى الوحدات المنتشرة في جنوب الليطاني.
يتمّ تقويم كل درس يُشرَح ويُطبّق عمليًا، للتركيز على النقاط الايجابية والسلبية وتمكين المتدرّبين من كل طرق التدريب وأسسه. وفي الأسابيع الثلاثة الأخيرة (مدة الدورة 7 أسابيع)، يقتصر وجود الفريق الأميركي على مراقبة المتدرّبين في تحضيرهم دروسهم وكيفية شرحهم المواد العسكرية.
بعد اختتام التدريب، ينتقل المتدرّبون الذين أصبحوا مدرّبين إلى ثكنة النبطية القريبة لوجستيًا وعملانيًا من كل الألوية المنتشرة في قطاع جنوب الليطاني. حيث سيتمّ تباعًا تدريب عسكريي هذه الألوية».
ويوضح العقيد الركن ساسين أن وجود الفريق في بقعة تدريب جديدة يغيّر طبيعة التدريب ويؤدّي إلى إنعاشه وتحفيزه، الامر الذي ينعكس ايجابًا على الوحدات المتدرّبة.

 

الفريق الأميركي
يتألف الفريق الأميركي من 11 مدرّبًا على رأسهم الرائد major Foote Michael الذي يؤكّد أهمية هذه الدورة في ما يتعلّق بتعزيز كفاءة عسكريّي الوحدات الخاصة، مبديًا إعجابه بالعمل المتقن الذي ينفّذه المتدرّبون وبجديّتهم في تلقّي الدروس وتطبيقها.
ويتابع قائلاً: «الأهم هو أن يثقوا بأنفسهم كمدرّبين ويعوا القدرات التي يمتلكونها بهدف استخدامها في تدريب الآخرين دعمًا لعمل قوات الأمم المتحدة في الجنوب ولتطبيق قرار الأمم المتحدة 1701».
ويشيد الرائد الأميركي بحسن اختيار العناصر، ويحثّهم على إتقان ما يقومون به وعلى التواصل مع من يدرّبونهم وإفهامهم المعلومات بالشكل الصحيح. ويختم كلامه شاكرًا قيادة الجيش عمومًا ومدرسة القوات الخاصة خصوصًا لحسن الضيافة، واصفًا هذه التجربة بالرائعة، آملاً في استمرار التعاون بين الطرفين.

 

متدرّبون
أحد متابعي هذه الدورة (نقيب مغوار)، يشدّد على أهميتها بالنسبة إلى الرتباء خصوصًا، إذ تؤهلّهم لمعرفة كيفيّة التصرّف مع المجموعات وتدريبها من خلال وضع خطة التدريب من الناحيتَين النظرية والعملية، ومن حيث النقد والتقويم لتحسين المهارات.
ويضيف: «وحّدت هذه الدورة الرؤية التدريبيّة بين كل الأفواج الخاصة، ولم نواجه أي صعوبات إذ اعتدنا طريقة تفكير الأميركيين وعملهم، وأصبحنا نعرف كيفيّة التعامل معهم خلال الدورات التي نتابعها بإشرافهم».
بدوره يشير مؤهل من مدرسة القوات الخاصة، إلى أن «الألوية لا تحظى عادةً بفرصة التدرّب مع فرق أجنبيّة، كما تحظى بها الأفواج الخاصة. وهذا النوع من التدريب هو من أصعب الأنواع خصوصًا في ما يتعلّق بالقتال في الأماكن الآهلة، من هنا أهمية اكتساب المدرّبين الثقة بالنفس والمهارات اللازمة لايصال المعلومات بالطريقة الصحيحة».
في الختام، يأمل قائد مدرسة القوات الخاصة ومساعده أن تنجح هذه التجربة لما فيها من إفادة لجيشنا وبخاصةٍ في مهمته الأساسيّة، المتمثلة بالدفاع عن أرضنا ضدّ العدو الاسرائيلي في الجنوب.