ذكراهم خالدة

تكريم شهداء اللواء الخامس
إعداد: باسكال معوض بو مارون

ست مبانٍ في صربا تحمل أسماءهم

نوّه قائد لواء المشاة الخامس العميد الركن شربل أبو خليل بالتضّحيات الجسام التي بذلها الشهداء، مؤكدًا أن المؤسسة العسكرية تبقى الضمانة الأولى لحماية الاستقرار، ودرء المخاطر عن الوطن، وأن لا شيء يحدّ من إرادتها وعزيمتها للقيام بدورها الوطني الجامع، وذلك في احتفال تكريم شهداء اللواء الذين سقطوا في معركة نهر البارد.

 

من القلب
أقيم الاحتفال الذي ترأسّه قائد لواء المشاة الخامس ممثلًا قائد الجيش العماد جان قهوجي، في ثكنة ريمون الحايك – صربا، وحضره رئيس أركان قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان العميد هوغ دولور لافال، وعدد من ضباط الجيش واليونيفيل إلى جانب عائلات الضباط الشهداء، وقد تخلله إزاحة الستار عن لوحات تذكارية بمناسبة إطلاق أسماء الضباط الشهداء على ست مبانٍ في الثكنة.
بدأ الاحتفال بعزف النشيد الوطني اللبناني ومعزوفة الموتى والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، ثم كلمة عريف الإحتفال الذي رحّب بالحضور، توالت بعدها كلمات ذوي الشهداء، حيث ألقت شقيقة النقيب الشهيد روي أبو غزالـه، كلمة حيّت من خلالها أرواح الشهداء وخاطبتهم «بدقّات القلوب التي تنبض بأسمائهم» مستذكرة معركة نهر البارد «حين حاكت دموع الأمهات راية الجيش».
ثم كانت كلمة والد الرائد الشهيد وليد الشعّار الذي قال «إنه في عزّ عاصفة التحديات تستمر القيادة في تخليد شهدائها الأبطال (...)، وفي غمرة الصراعات المحيطة، الثابت دومًا هو الجيش، الأمل الوحيد الباقي والمرتجى».
والد الرائد الشهيد فادي عبدالله في كلمته حيّا «قيادة أثبتت أنها لم ولن تنسى شهداءها الذين قدموا حياتهم على مذبح الوطن (...) وتمنّى للجيش كامل التقدير لأنه الحريص على الوحدة وسلامة الوطن والحافظ لدماء الشهداء الأبطال».

 

كلمة العميد الركن أبو خليل
كلمة قائد الجيش ألقاها العميد الركن أبو خليل الذي قال: «لا تدّخر القيادة وسيلة من شأنها ترسيخ ذكرى شهدائنا في النّفوس... وها نحن اليوم نجتمع لنفعل ما علينا فعله على هذا الصّعيد، فنرسم بالإجلال والتكريم أسماء عدد من شهدائنا عند واجهات مبانينا العسكريّة، تمامًا كما رسمنا تلك الأسماء في القلوب والصّدور والضمائر. إننا بذلك نؤكّد أن بقاء مؤسّستنا متقدّمة ناشطة ناجحة، مرهون بتضحيات هؤلاء، وأن استمرار وحدتنا الوطنيّة مصونة متينة لامعة، عائد إلى دمائهم الزكيّة التي تجاورت وامتزجت في ساحات الوغى».
وأضاف: «هذه هي أسماء شهدائنا ناصعة لامعة، مكتوبة بالفخر والحبر والدّم، تزيّن المداخل والقاعات، وهذه عيون أهاليهم وأحبّتهم ورفاقهم شاخصة إليهم في الأعالي. أمّا القيادة فإنّها ترى في التضّحيات التي بذلوها سموًّا يسابق شموخ الأرز في عرين الجبال، وعبرًا تدقّ أبواب التّاريخ(...)».
وتابع: «أمّا هذه الثكنة، التي نقف في ظلال جدرانها العالية، فهي من المنشآت العريقة التي رافقت سيرة المؤسّسة العسكريّة جيلًا بعد جيل، وهذه المباني الشامخة المتجاورة، تعجّ دائمًا بالحيويّة والحركة والنّشاط، لا تهدأ ولا تنام، بل تقف معاندة قويّة، على الرغم من مرور الزمن، وهي تشهد على حقبة مهمّة من تاريخنا العسكري، تلاحقت خلالها الأحداث، وتضافرت الجهود وبذلت تضحيات كبيرة، المثال الحي عليها هو مثال الشّهداء الذّين نكرّمهم اليوم».
وختم قائد اللواء بالقول: «باسم حضرة العماد جان قهوجي، قائد الجيش، أعيد تأكيد النداء الذي يردّده أبناء المؤسّسة العسكريّة في كل مرّة يؤدّون التحية لعلم البلاد: «لن ننساهم أبدًا»، مع تجديد الثقة بعسكريّينا المنتشرين في كلّ مكان، يحفظون الأمن، ويضعون حدًّا للشّائعات التي تروّج من وقت إلى آخر، وفحواها أنّ الخطر داهم، وأنّ الفتنة قريبة. في مواجهة ذلك تجدّد القيادة إعلانها بأنّ لا عودة إلى الوراء، ولا تراجع أمام المصاعب، في وطن أبناؤكم هم شهداؤه، وجباهكم هي رموز كرامته».
بعد الكلمات قام العميد الركن أبو خليل برفقة الأهالي بإزاحة الستار عن اللوحات التذكارية على المباني التي حملت أسماء الشّهداء وهم: الرائد الشهيد طوني سمعان، الرائد الشهيد غالب قلوط، الرائد الشهيد وليد الشعّار، الرائد الشهيد فادي عبدالله، النقيب الشهيد روي أبو غزاله، الملازم الأول الشهيد علي نصّار.