تكريم

تكريم عسكريين عادوا من ساحات الواجب حاملين آثار تضحياتهم علامات دائمة
إعداد: روجينا خليل الشختورة

«لقد حملتم لواء الشرف والتضحية والوفاء، ومضيتم إلى ساحات الحرية والكرامة، ملبّين نداء الواجب، وفي يقين كل واحد منكم، أنّ الشهادة في سبيل الوطن هي مطلب الرجال الأبطال المخلصين، لكنّ القدر شاء أن تبقوا على قيد الحياة بين أهلكم ورفاقكم، وأن تشكّلوا جزءًا مشرقًا من ذاكرة جيشكم وإرثه العسكري والوطني...».

قيادة الجيش
أنتم جزء مشرق من ذاكرة جيشكم وإرثه العسكري والوطني

 

المناسبة
بهذه الكلمات، وبمناسبة عيد الجيش، توجّه قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلًا برئيس نادي الرتباء المركزي في الفياضية، العميد الركن بسام عيد، إلى مئتين من العسكريين ذوي الاحتياجات الخاصة (متقاعدين وفي الخدمة الفعلية) خلال تكريمهم باحتفال أقيم في النادي.
حضر الاحتفال، إلى جانب العميد الركن عيد، رئيس شؤون العسكريين العقيد الركن جورج فارس وعدد من الضباط بالإضافة إلى ذوي المحتفى بهم.
بدايةً النشيد الوطني اللبناني، ثم كانت كلمة باسم قائد الجيش العماد جان قهوجي ألقاها العميد الركن عيد.

 

كلمة القيادة «أيها الأخوة الأعزاء
نلتقي وإياكم مجددًا قبيل الذكرى التاسعة والستين لتأسيس الجيش، وفي هذا اليوم الذي أصبح بمنزلة تقليد سنوي، أرادته قيادة الجيش، كمحطةٍ للتعبير عن وفائها وإخلاصها لمن بذل التضحيات الجسام على مذبح الوطن، وللتأكيد أنهم سيبقون في قلبها ووجدانها، عناوين مضيئة تستلهم منها الأجيال وقفات المجد والبطولة، ومعاني الفداء ونكران الذات، والتزام الرسالة النبيلة.
فأهلًا وسهلًا بكم في أحضان بيتكم ومؤسستكم الأم».
وأضاف: «قدر لبنان أن يواجه التحديات والمصاعب، وقدر الجيش في المقابل أن يكون حارسه الأمين، ودرعه الحصين في الشدائد والملمّات. إنها رسالتنا التي مضت في سبيلها قوافل الشهداء والجرحى من خيرة الضباط والرتباء والأفراد. وكنتم أنتم بمثابة الشهداء الأحياء على عظمتها وسموّ أهدافها، وها هي تتجدد اليوم مع تجدد الأخطار المحدقة بالوطن، وفي طليعتها خطر العدو الاسرائيلي، بطبيعته العنصرية ومخططاته المستمرة لضرب لبنان، ثم الإرهاب الذي يزداد نشاطًا واجرامًا ووحشيةً، بفعل تفاقم الأزمات الإقليمية وحال الفوضى التي يشهدها العديد من بلدان المنطقة.
إلا أنه وعلى الرغم من هذه التحديات والأخطار، يستمرّ الجيش في أداء مهماته الوطنية، قويًا متماسكًا، واثقًا من قدرته ومن التفاف الشعب حوله، محققًا الإنجاز تلو الآخر في التصدي للإرهاب والعابثين بالأمن، ومشكّلًا سدًا منيعًا في مواجهة رياح الفتن والمؤامرات، وأي محاولة للعودة بالبلاد الى غياهب الحقبات المظلمة».
ثم تابع العميد الركن عيد قائلًا: «لقد حملتم لواء الشرف والتضحية والوفاء، ومضيتم إلى ساحات الحرية والكرامة، ملبّين نداء الواجب، وفي يقين كل واحد منكم، أن الشهادة في سبيل الوطن هي مطلب الرجال الأبطال المخلصين، لكنّ القدر شاء أن تبقوا على قيد الحياة بين أهلكم ورفاقكم، وأن تشكّلوا جزءًا مشرقًا من ذاكرة جيشكم وإرثه العسكري والوطني. وها أنتم اليوم تتابعون المسيرة ولو بطرق مختلفة، انطلاقًا من أن إصابة الفرد، وعلى الرغم من تأثيراتها على بعض النشاطات الجسدية، لا يمكن أن تحول دون عطائه وإبداعه في نواحٍ أخرى. وهذا ما أثبتموه باستمرار، عبر إنجازاتكم الباهرة في مجالات الفكر والثقافة والفنون وغيرها، وفي مشاركتكم أبناء مجتمعكم، ورشة النهوض والتطوير على مختلف الصعد».
وختم قائلًا: «عهدنا لكم أن تبقى المؤسسة العسكرية على عادتها وفيّة لكم، أمينة على تضحياتكم، ساهرة على مستقبل عائلاتكم، وقريبة منكم في كلِّ ما تحتاجون إليه».
وشكر حضورهم باسم قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي يحييهم جميعًا، سائلًا الله لهم ولعائلاتهم الكريمة دوام الخير والسموّ والطمأنينة.
بعدها افتتح العميد الركن عيد حفل الكوكتيل ودعا الجميع الى تناول نخب الجيش ونخب قائده العماد قهوجي. وقد تخلّل الحفل تقديم هدايا رمزية للمحتفى بهم.