تكنولوجيا العصر

تكنولوجيا العصر
إعداد: رويدا السمرا و فادي جا بر

أخيراً, في العام 2018, سوف ترسل “النازا” مركبة, تحمل عدداً من رجال الفضاء الى... المريخ. إنه سيناريو لمغامرة طال إنتظارها.

“آلو! المريخ؟ هنا الأرض, هل تسمعوننا؟”... “آلو, الأرض؟ هنا المريخ نسمعكم جيداً!”.
إنها الفرحة العارمة في مقر النازا في هيوستن (تكساس). فبعد خمسين عاماً من صعود “نيل آرمسترونغ” الى القمر (سنة 1969), نجح ستة من رجال الفضاء في تحقيق المستحيل: السير على سطح الكوكب الأحمر. هل هو سيناريو من علم الخيال؟ “كلا, على الإطلاق”, يؤكد أحد المختصين في هذا المجال. فقد وضعت النازا برنامج أول رحلة الى المريخ للعام 2018, أي في الوقت الذي يكون فيه الكوكب أقرب الى أرضنا. وسوف ينطلق رجال الفضاء, تحملهم مركبة فضائية من قياس 7.5 متراً – 4.7 متراً في رحلة يقطعون فيها ستة وخمسين مليون كيلومتراً, تدوم لمدة ستة أشهر (يبعد المريخ عن الأرض أكثر بكثير من القمر الذي لا تتجاوز المسافة بينه وبيننا, أكثر من أربعمئة كيلومتر). هذا, وسوف يمضي رجال الفضاء ثمانية عشر شهراً, في قاعدة وضعتها النازا.
“لن تكون أبداً هذه الرحلة, نزهة صحية”, يقول العاملون على إنجاح هذه المهمة. “فالمريخ جمال مسموم, لا تتجاوز الحرارة فيه الخمسين درجة مئوية تحت الصفر. طبيعته وعرة للغاية, وتكثر على سطحه العواصف الرملية المؤكسدة, فتمشطه بسرعة وسطية, تبلغ الثلاثمئة كيلومتر في الساعة, لهذا, لا بد من إختيار رجال أكفاء للتوجه الى الكوكب الأحمر (أطباء, بيولوجيين, كيميائيين...), يكونون أقوياء البنية ويتمتعون بمعنويات عالية, تكفي لمواجهة كل الإحتمالات. أما الإتصال من المريخ, الذي ستبدو منه أرضنا وكأنها نجمة, فسوف يكون صعباً, إذ ستستغرق فترة التحويل من مكالمة الى أخرى, من عشرين الى أربعين دقيقة”. ويتوقـع أن تشـكل هذه المهمة, تمهيداً لتركيز قاعدة دائمـة, والتحضير ربمـا, لغزو كامل للكوكب الأحمر في العام 2050. وسوف تجري النازا عملية سبر لسطح المريخ ومداره, بإرسال آلات تصوير فائقة الحساسية إضافة الى مركبتي روفر (Rovers) , لالتقاط عينات من الصخور. وتبقى العبرة في التنفيذ, فكل شيء جاهز نظرياً, ولا يبـقى سوى الإنتقال من الحلم الى... الحقيقة.

 

تشخيص جنيني موثوق وغير خطر

أصبح من الممكن اليوم إجراء اختبار يعتمد على أخذ خلايا جنينية من دم الأم, وتحليلها.
يستلزم تشخيص وضع غير طبيعي عند الجنين, عادة, القيام بعملية بزل لاستخراج السائل السابيائي (سابياء: غشاوة الجنين الداخلية), أو إجراء خزعة في الخملة المشيمية (اقتطاع نسيج حي لفحصه مجهرياً). وتتطلب العملية الأولى, سحب كمية من السائل الذي يسبح فيه الجنين, وتعتمد الثانية على أخذ عينات من الأغشية الخارجية للبويضة, غير أن كلا الطريقتين, تعرّضان الأم لخطر الإجهاض, بنسبة واحد بالمئة من الحالات.
وقد توصلت البروفسور “باتريسيا باترليني”, الى طريقة أكثر سلامة في هذا المجال, تعتمد على عزل بعض الخلايا الآتية من الجنين, والتي تجري في عروق المرأة الحامل. ويتم إكتشاف الخلايا الظهارية (خلايا نسيج يكسو سطحاً أو يبطّن تجويفاً), التابعة للجنين, والتي تفوق بحجمها الخلايا البالغة, بإجراء عملية ترشيح لعينات من دم الأم.
وقد أثبتت هذه الطريقة فاعليتها بنسبة مئة بالمئة, بعد أن جرى إختبارها على عينات من الدم, أُخذت من ثلاث عشرة إمرأة حامل, بُعيد الشهر الثالث من الحمل. هذا, وبما أنه يتم الكشف عن الخلايا الجنينية قبل أسبوعها الحادي عشر بمدة طويلة, يمكن إجراء التشخيص الجنيني في وقت أبكر مما يجري حالياً, فيطمئن الأهل على سلامة طفلهم المنتظر بسرعة أكبر ويوفّرون على نفسهم بعض القلق.

 

جهاز تحديد السرعة

في العام 2003, سوف يتسلّم نحو مئة سائق في فرنسا, ولمدة ثمانية أسابيع, قيادة سيارات مزودة بجهاز آلي لتحديد السرعة, من أجل اختباره بأشكاله الثلاثة: الأول تنبيهي, إذ يعطي الجهاز إشارة صوتية تحذّر السائق من تجاوزه لحدود السرعة المعينة. والثاني من النوع الآلي والقابل للفصل, فعند تخطي السرعة المحددة, تتوقف دعسة البنزين عن العمل آلياً, لكن الجهاز يمكن أن يُفصل بواسطة زر خاص يضغط عليه السائق. أما النوع الثالث فهو آلي, لكنه غير قابل للفصل.
وبانتظار نتائج إختبار جهاز تحديد السرعة, ووصوله الينا, نتمنى لو يتحلى بعض المتطفلين على “شوماخر”, بوعي كاف, فلا يحتاجوا الى آلة تعيد الصواب إليهم وتبعدهم عن التهوّر.


أضواء الكومبيتر وسيلة جديدة للتجسس

كشف علماء في الولايات المتحدة وبريطانيا, وسائل جديدة للتجسس عن بعد على بيانات الكومبيوتر, عن طريق مراقبة ومضات الأضواء المنبعثة من الصمامات الكهربائية في الأجهزة الإلكترونية أو الوهج غير المباشر لشاشات الكومبيوتر.
وتنتشر الإشارات الحمراء الصادرة من أضواء الصمامات الكهربائية الصغيرة في كل مكونات الكومبيوتر بدءاً من الموديم وصولاً الى لوحة المفاتيح, ويمكن إلتقاطها بتلسكوب ومعالجتها لتكشف كل البيانات التي تمر عبر ذلك الجهاز.
وتحتاج عملية التجسس الجديدة الى جهاز صغير, ويمكن إنجازها من مسافة معقولة ولا يمكن إكتشافها على الإطلاق. وتعمل مؤشرات الصمامات الكهربائية الباعثة للأضواء كأجهزة ضوئية صغيرة لنقل البيانات في الفضاء المفتوح تماماً مثل الألياف الضوئية لكن من دون ألياف.
أما تجنب كشف المعلومات ومكافحة هذا التجسس فأمر لا يتطلب أكثر من وضع المعدات بعيداً عن النوافذ أو وضع شرائط سوداء على الصمامات الكهربائية الباعثة للأضواء. كما يمكن لمصنعي أجهزة الكومبيوتر إدخال تعديلات تؤدي الى النتيجة نفسها.

 

بطاقة هوية جديدة في هونغ كونغ

قدمت هونغ كونغ اختراعاً جديداً هو بطاقة هوية سُميت “البطاقة الذكية”. وتتميز البطاقة الجديدة باحتوائها على شرائح كومبيوتر صغيرة تتضمن الإسم والصورة وتاريخ الميلاد وبصمات الإبهام للأشخاص المالكين لهذه البطاقة. وتهدف حكومة هونغ كونغ من وراء الإختراع الى السيطرة على الهجرة الصينية إليها, بعدما تكاثرت عملية تزوير بطاقات الهوية للتمكن من الهجرة الى هونغ كونغ.
البطاقة الذكية من البلاستيك وهي بحجم بطاقة الإعتماد, وتحوي شرائح صغيرة تتضمن المعلومات التي سبق ذكرها, وهي تصلح أيضاً لإستعمال الهواتف العامة وسحب الأموال عبر آلات الصرف الكهربائية.
أخيراً تعتمد هذه البطاقات في فنلندا وماليـزيا واليابـان, علماً أن هذه الدول تسعى لتطوير البطاقة الذكية على أن تصبح في العام المقبل قادرة على إحتـواء معلومات صحيـة وإجتماعية عن المواطنين.


 

هواتف نقّالة تعمل على الأشعة ما تحت الحمراء

تميز معرض التكنولوجيا في هانوفر ­ ألمانيا, بالآلات والإختراعات التي قدمها والتي تجعل عقول الزائرين تسبح في فلك الخيال. وقد شارك في المعرض زهاء 8000 شركة من 58 دولة عرضت إختراعاتها الجديدة.
وتركز المعرض حول الهواتف النقالة من الجيل الثالث الذي يثير إهتمام رجال الأعمال على وجه الخصوص. وتعمل هذه الهواتف على الأشعة ما دون الحمراء, وباستطاعتها أن ترسل رسوماً بيانية وأفلام فيديو قصيرة, بالإضافة الى إمكانية استعمالها لحجز تذاكر السينما والمسرح والإطلاع على قائمة المطاعم.
ولم يخلُ المعرض من الإختراعات التي تضمن سلامة وأمن إنتقال المعلومات, وقد إنتشرت هذه الأجهزة بكثافة بعد أحداث 11 أيلول من العام المنصرم.


 

نظام جديد بين الهاتف النقّال والإنترنت

إستطاعت شركة "IVU" المتخصصة في التجارة الإلكترونية وإدارة الأعمال عبر الإنترنت, تطوير نظام إتصالات بين الهواتف النقّالة والإنترنت. ويتضمن النظام وصل أنظمة تلفزيونية داخل الهواتف النقّالة بتقنيات الإنترنت, ما يسهل عملية تبادل المعلومات بين الهواتف والكمبيوتر ومراكز معالجة المعلومات.
وأصبح بالإمكان إرسال خرائط رقمية وجدول مواعيد وسائل النقل كافة, إضافة الى التقارير حول الطرقات الرئيسية, وذلك من خلال جهاز الكومبيوتر المرتبط بالهاتف النقّال. وتمكن التقنية الجديدة المستخدم من إدخال موقعه الحالي والطريق أو المكان الذي ينوي التوجه إليه, ومن ثم تعرض على شاشة الهاتف النقال خريطة تحدد له كافة الطرقات المكتظة بالسيارات, وما هي الطرقات البديلة التي يمكن سلوكها.