قواعد التغذية

تنظيف الجسم من السموم لا يقتضي تجويعه
إعداد: ليال صقر الفحل

الديتوكس: حذار العشوائية والتطرف

انتشرت الحميات المزيلة للسّموم بشكلٍ كبير في الآونة الاخيرة بعد أن كانت محصورةً بعارضات الأزياء. أكثر هذه الحميات انتشارًا اليوم، حمية «الديتوكس» أو ما يعرّفه اختصاصيّو التغذية بالنظام الغذائي الذي ينظّف الجسم من السموم، ويطرد الأمراض ويقاوم الشيخوخة... ما هي حقيقة تأثيرات هذه الحمية، وإلى أيّ مدى يمكن الوثوق بفعاليتها؟ اختصاصيّة التغذية فرانسين فرنسيس تجيب عن أسئلتنا في ما يأتي.

 

يعمل «الديتوكس» بالأساس، بحسب فرنسيس على تشجيع الجسم على التخلص بشكل تلقائي من الرواسب الكيميائيّة والمواد السامّة المتراكمة في الأنسجة، نتيجة العادات الغذائيّة السيّئة والضغوط النفسيّة... وذلك من خلال تناول أنواع مختلفة من الخضار، والفاكهة، وأصناف محدّدة من الحبوب، مع ضرورة الابتعاد عن كلّ ما هو مصنّع ومعلّب.
المشكلة الحقيقيّة التي تعترض هذه الحمية وتطعن في «براءة» أهدافها، وفق فرنسيس، هي العشوائيّة وعدم الانتظام اللذان يرافقان اتباعها، ما يسبب عدم نجاحها، فضلًا عن سلسلةٍ تعجيزيّةٍ من الشروط التي تحتّمها على متّبعيها... وتعتبر أنّ اعتماد «الديتوكس» من دون استشارة طبيب أو اختصاصي في التغذية، قد يؤدي إلى عدة اضطرابات، خصوصًا إذا كان متبعو هذه الحمية من مرضى القلب، وضغط الدم، والقاصرين، والمتقدّمين في السن والحوامل...
وتوضح فرنسيس أنّ أجسامنا ليست بحاجةٍ لتقنيّات «الإضراب الطوعي عن الطعام» لكي تتخلّص من السموم، لأنّ كبد الإنسان وكليته ورئتيه وحتى بشرته تستطيع صرف المتراكم من الكيميائيّات والتلوّث طبيعيًّا، من خلال إفرازات الجسم كالبول والعرق وغيرها. ولكن باستطاعة من أرادوا مساعدة أجسادهم في إتمام هذه الخطوات الصحيّة أن يقدموا على اتباع «الديتوكس» ولكن بشكل مبسّط، شرط أن يتمّ الأمر بصورةٍ تدريجيّة أي من خلال الاستبدال التدريجي للأنظمة الغذائيّة اليوميّة السيّئة، لصالح تلك الصحيّة التي تضمن حصول أجسامنا على الفيتامينات والمعادن بعيدًا من كلّ ما يعتبر غير صحيٍّ، وصولًا إلى مرحلةٍ نتخلّى فيها عن الدهون والسكّريّات... على أن لا تتعدى فترة هذا التنظيف اليوم الواحد في الأسبوع ولمرّتين في الشهر.
تنصح فرنسيس المهتمّين بالشقّ الصحي للديتوكس - وليس المنحرفين نحو اعتماده كسياسة «تجويع» لإنقاص وزنهم بسرعةٍ قياسيّة - بالإستفادة من النواحي الإيجابيّة منه، كاستهلاك أنواع الأطعمة التي يقضي بتناولها، من دون الغوص في تطبيق شروطه التعجيزيّة. فأشهر أنواع الأطعمة المفيدة التي يجب التركيز عليها، هي تلك الغنيّة بالفيتامينات والمعادن، كالبصل، الثوم، البروكولي والملفوف، إذ أنها أصناف معروفة بقدرتها على تقوية جهاز المناعة في الجسم، بالإضافة إلى أنواعٍ مفيدةٍ أخرى كالجزر، الذرة، الكرافس، البندورة، الفليفلة الخضراء والفجل...
أمّا عن الفاكهة، فتقول فرنسيس إنّ الفاكهة الطبيعيّة تغني الجسم بالفيتامينات، وتمدّه بالألياف، لذلك تنصح بإعطائها أولويّة في نظامنا الغذائي، وتعتبر التفاح، والموز، والليمون، والفريز، خير مثالٍ على هذه الفاكهة.
 كما تشدّد على أنّ تناول أصناف الحبوب المتنوّعة، كالأرزّ الأسمر والفاصوليا الحمراء والعدس والحمّص، يزوّد الجسم كلّ ما يحتاج إليه من طاقةٍ يوميّة، أما البذور النيّئة وغير المملّحة، فتشكل إضافة غنيّة بالدهون المفيدة إلى نظامنا الغذائي.
وأخيـرًا، تؤكّد ضرورة شرب ما يقارب الليتر ونصف إلى ليترين من الماء بشكلٍ يومي، لما في الأمر من تأثير إيجابي في «تطهير الجسم».