سلامتكم تهمنا

تنمية الوعي المروري عند الأطفال
إعداد: الدكتور الياس الشويري
رئيس الجمعية اللبنانية للسلامة العامة وممثل منظمة السلامة العالمية لدى الأمم المتحدة

يمثّل قطاع المرور مرفقاً من أهم مرافق الدولة، ويهدف هذا القطاع الى تأمين انتقال الأشخاص والبضائع بأقل قدر ممكن من القيود أو النفقات وأعلى درجات السرعة والسلامة. وتتمثّل مشكلات المرور في العالم بمظاهر ثلاثة هي: التأخير، التلوث البيئي والحوادث المرورية. ولا شك بأن الحوادث المرورية تحتاج الى اهتمام بالغ، بقدر ما تحتاج الى إجراءات متلازمة تقوم بها الدولة (بالتعاون مع جميع الجهات المعنية) ليس فقط لنشر الوعي أو إكساب المعلومات، بل لتعديل سلوكيات وأساليب وطريقة التصرف في مختلف المواقف التي تواجه مستعملي الطريق، والذين يشكل الأطفال والأولاد جزءاً منهم.
وقد أثبت العديد من الدراسات والأبحاث أن الأطفال يشكلون نسبة مرتفعة من ضحايا الحوادث المرورية (لا سيما المشاة منهم).
ولا بد من «وقاية» الأطفال من الحوادث المرورية أو التخفيف من حدوثها، والحدّ من آثارها النفسية والاجتماعية والاقتصادية والصحية وذلك من خلال برامج توعية خاصة ومعالجة المشاكل المرورية عبر برامج ملائمة تساهم في تفعيل سبل الوقاية من هذه الحوادث. من هنا تأتي أهمية وضع برنامج تربوي لتلافي الحوادث المرورية عند الأطفال، يستمد إطاره النظري من القواعد المرورية التي تحقق السلامة.

 

زيادة الوعي

الهدف الأساسي من البرنامج، زيادة الوعي المروري عند الأطفال لتلافي وقوع الحوادث المرورية، ما يستلزم توافر منفذي برامج ذوي كفاية ومعرفة بقوانين المرور والإعلام المروري والسلوك المروري، لديهم قدرات للإشراف والتنفيذ، مع مراعاة مستوى الأطفال المستهدفين، عقلياً وتعليمياً واجتماعياً، واستخدام وسائل اتصال مناسبة ومتعددة.

 

اقتراح في إطار رفع مستوى الوعي المروري للأطفال نقترح الآتي:
- تدريب الأطفال على آداب السلوك المروري وتزويدهم معلومات مرورية عن قواعد النزول والركوب من السيارة أو الباص، وقواعد عبور الطريق، والطريقة الصحيحة للجلوس في السيارة أو الباص المدرسي.
- تدريبهم على مهارات العناية بالذات لتلافي الحوادث المرورية (في أثناء إجتياز الشارع، أو اللعب في الطرقات العامة...)، ويكون ذلك من خلال تعليمهم وتعريفهم على الإشارات الضوئية والمرورية المتعلقة بالسائقين والمشاة، وكيفية التعامل معها.
أما أهم المعايير التي ينبغي التقيد بها في مجال توعية الأطفال حول مبادئ السلامة المرورية فهي، مراعاة المرحلة العمرية للأطفال الذين نتوجه إليهم، ومراعاة التنوع والتشويق في إعطائهم المعلومات وتدريبهم على المواقف.

 

استراتيجيات

بالنسبة الى القيّمين على برامج توعية الأطفال حول السلامة المرورية، فهم يضطلعون بأدوار مهمة، اذ تقع على عاتقهم مهام إعطاء المعلومات وتوجيه سلوك الأطفال وتصحيح معلوماتهم الخاطئة حول قواعد المرور المختلفة.
وتوعية الأطفال ينبغي ان تلتزم استراتيجيات معينة أهمها استراتيجية الإقناع وما تقتضيه من أدلة عقلية وواقعية حول الوعي المروري وقوانين المرور، واستراتيجية الضغط بهدف وضع محددات للسلوك المروري، واستراتيجية المشاركة الخاصة في أثناء التدريب، واستراتيجية تغيير السلوك المروري الخاطئ، عن طريق التوضيح، والاعتراض، والتعليم، والتدريب، والتفسير...