الأول من آب

تهنئة رئيس الجمهورية بعيد الجيش

أكّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمام قائد الجيش العماد جوزاف عون الذي زاره مهنئًا بعيد الجيش يرافقه أعضاء المجلس العسكري وكبار ضباط القيادة، «أنّه في ظل الظروف القاسية التي نعيشها لا مجال لليأس». الرئيس ميشال عون الذي رحب بالوفد، مهنئاً بالمناسبة، قال: «لقد تحدث قائد الجيش في كلمته عن مدى صعوبة الوضع في لبنان، وأنا بدوري أضأت في كلمتي اليوم خلال حفل تخريج الضباط في الكلية الحربية على الصعوبات والتحديات التي تواجه المؤسسة العسكرية والعسكريين وأهاليهم وأبناء الوطن كافة».


وإذ أشار إلى «أنّنا نعاني أزمة اقتصادية ومالية، ولا يزال الفاسدون موجودين في الدولة»...أكد الرئيس عون «أنّ القوات المسلحة والقضاء، هما الركنان الأساسيان في الحفاظ على الدولة». ولفت إلى أنّ الوضع استثنائي في لبنان الذي يمر بمرحلة تفتت داخلي، وهذا ما يجب علينا معالجته عبر تغيير الوضع الاقتصادي. كذلك، تناول أهمية استخراج النفط والغاز بعد الوصول إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، «وإن شاء الله خير ويتحقق ذلك قريبًا».


وتطرّق الرئيس عون إلى التحديات التي واجهت لبنان وفاقمت أزمته الاقتصادية، بدءًا من الحرب السورية وتداعياتها لا سيما العدد الكبير من النازحين السوريين الذين استقبلهم لبنان، وصولًا إلى أحداث 17 تشرين الأول 2019، ومن ثم جائحة كورونا، فانفجار مرفأ بيروت والحرب الروسية-الأوكرانية.
وأكد أنّه في ظل الظروف القاسية التي نعيشها لا مجال لليأس، فالوضع في حاجة إلى صبر وقوة كي نتمكن من النهوض من جديد.
 
الأمانة في عروقنا
وكان سبق كلمة رئيس الجمهورية كلمة قائد الجيش الذي أكد أنّ المواطنين الذين يقاسون معاناة شديدة، يجدون إلى جانبهم جنود بلادهم، الذين يواجهون هذه الأزمة بكل عزيمة، وإرادة، وعنفوان... وقال:
«فخامة الرئيس:
سبعة وسبعون عامًا، مسيرة حافلة في تاريخ الجيش، الذي تأسّس بُعيْد استقلال لبنان، فحمل مسؤولية الدفاع عنه بكل شرف وتضحية ووفاء... وأمانة. هي أمانة المحافظة على لبنان، كيانًا مستقلًا، محميًا من كلّ الأخطار والتهديدات. لا نزال نحمل هذه الأمانة في عروقنا، وفي بزّاتنا التي تشبّعت من دماء الشهداء والجرحى، وعرق العسكريين الصامدين، الشامخين، الأبطال، الذين لا تنحني جباههم إلا لعلم بلادهم».
 
المسؤولية كاملة
وشدد العماد جوزاف عون على أنّ الجيش يتحمّل مسؤوليته تجاه وطنه وشعبه، وقال: «فيما يقاسي المواطنون معاناة شديدة بسبب الأزمة التي تعصف بوطننا، مناضلين ومكافحين، من أجل البقاء، يجدون إلى جانبهم جنود بلادهم، الذين يواجهون هذه الأزمة بكل عزيمة، وإرادة، وعنفوان... وإصرار على الصمود باللحم الحي بانتظار انقضائها. فالجيش يتحمّل كامل مسؤوليته تجاه وطنه وشعبه، وسط تعدّد المهمّات وتشعّبها، رافضًا الاستسلام، متمسّكًا بقسمه مهما غلت التضحيات. لقد خاض الجيش منذ تأسيسه حروبًا ومعارك عديدة، مواجهًا أقسى الظروف والانقسامات والاتهامات، ومتصدّيًا للميليشيات والعدو الإسرائيلي والإرهاب. لكنّ كل هذه التحديات لم تقوَ عليه، فبقي صامدًا... ولا يزال. تاريخنا ناطق بالعبر: من يمسّ بالجيش، هو الخاسر وهو المُدان... ومن يتعرّض للجيش، ينبذه التاريخ».


وتابع قائلًا:
«في خضمّ ما نعيشه اليوم من تعثّر لمؤسسات الدولة، تبقى المؤسسة العسكرية الوحيدة والأخيرة المتماسكة، والأساس للكيان اللبناني، والضمانة لأمنه واستقراره كما استقرار المنطقة، خلافًا لكل المشكّكين والمراهنين على تفكّكها وانهيارها. فهل المؤسسة التي تواجه الإرهاب والمخدرات والاحتجاجات، وتحافظ على السلم الأهلي، وتواكب استحقاق الانتخابات النيابية وغيرها من القضايا الوطنية، تُعتبر متعثّرة ومتفكّكة؟ هل المؤسسة التي دفعت خيرة شبابها على مذبح الوطن، تُقارن بباقي المؤسسات غير المنتجة؟... هي الصامدة لأنّ أبناءها يواجهون كل الظروف الصعبة بعزيمة وإصرار، ويواجهون التحدّيات والأزمة المالية، بكل تداعياتها، بانضباط وإيمان بقدسية المهمّة. أمام فخامتكم أكرّر ثقتي بهم، واعتزازي بعنفوانهم، وكرامتهم، التي لن نسمح لأحد المس بها. إنّي على ثقة، بأنّنا سنجتاز هذه المرحلة الصعبة والدقيقة، بفضل عزيمة جنودنا وإرادتهم، وبدعم اللبنانيين، المقيمين والمغتربين، كما الدول الصديقة».
 
على قسَمنا باقون
وختم كلمته بالقول: «نعلم حجم التحديات التي تواجهكم، والمسؤوليات الملقاة على عاتقكم. كلّنا أمل وثقة بأنّنا سنعبر هذه المرحلة بأقل الخسائر، وسط متغيرّات دولية وإقليمية، قد تصل تردّداتها إلى ساحتنا الداخلية. أمامنا استحقاقات وطنية ومفصلية، أقربها ترسيم الحدود البحرية، نلتزم أي قرار تتّخذونه في هذا الشأن لما فيه مصلحة لبنان وخير اللبنانيين، وأنتم المؤتمنون على ذلك. ختامًا، نعاهدكم، كما نعاهد أبناء وطننا، أننا على قسمنا باقون. ما يهمّنا، وما يعنينا، هو تحصين المؤسسة العسكرية، وإبعادها عن كلّ التجاذبات، وإبقاؤها متماسكة وقادرة على حماية لبنان وصون استقراره».