موضوع الغلاف

تواصل وتفاعل
إعداد: الرقيب أول كرستينا عباس

واكبت حسابات الجيش اللبناني على مواقع التواصل الاجتماعي عمليات الدهم التي نفّذتها وحدات الجيش في منطقة الشراونة في بعلبك منذ اللحظة الأولى. وهدفت هذه المواكبة إلى اطلاع الرأي العام على حقيقة ما يجري، وذلك عبر البيانات الرسمية وبعيدًا من الأقاويل والتأويلات. في المقابل، تفاعل اللبنانيون مع بيانات قيادة الجيش وتغريداتها، وعبّروا بقوةٍ عن عاطفتهم حيال الجيش والتفافهم حوله.

 

في الثالث من حزيران الجاري، أصدرت مديرية التوجيه بيانًا عن عمليات دهم لمنازل مطلوبين في تهمة الاتجار بالمخدرات ومن أبرزهم المطلوب ع. ز. الملقَب بـ«أبو سلّة»، أعلنت فيه حصول تبادل لإطلاق النار خلال العملية، ما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف العسكريين. ولاحقًا في اليوم نفسه، نعت قيادة الجيش العريف الشهيد زين العابدين شمص في بيان نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر الموقع الرسمي للجيش اللبناني. وكررت في بيان آخر خبر استشهاد العريف شمص كما أعلنت إصابة خمسة عناصر آخرين خلال عمليات الدهم التي «أسفرت عن توقيف عدد من المطلوبين». ردود المواطنين وتعليقاتهم توالت فور صدور هذه البيانات، وركزت على التضامن مع الجيش والدعاء له بعبارات: «الله يحميكم» و«الله يقويكم» و«الله ينصركم».

 

تابعت مديرية التوجيه إعلاميًا وقائع عمليات الدهم المستمرة (حتى لحظة طباعة هذا العدد)، عبر بيانات أصدرتها يوميًا بمعدل أكثر من بيان في اليوم. ففي الرابع من حزيران أصدرت بيانًا جاء فيه أنّ قوة من الجيش قد داهمت عددًا من المنازل العائدة لمطلوبين، وضبطت في داخلها كمية من الأسلحة والذخائر وكاميرات المراقبة وأنواعًا مختلفة من المخدرات. وتابع البيان كاشفًا أنّ عناصر الجيش تمكّنوا من إلقاء القبض على المواطن خ. ط. الذي قدّم الإسعافات الأولية للمطلوب «أبو سلّة» وساعده على الهرب. كما نشرت في اليوم نفسه صوَر تشييع العريف الشهيد شمص مرفقة ببيانٍ يحمل كلمات التأبين التي أُلقيت. وكان الحزن طاغيًا على تعليقات المواطنين التي كتبوها عندما نُشر البيان عبر مواقع التواصل الاجتماعي. أما في الخامس من الشهر الجاري، فصدر بيان جديد يتعلّق بتوقيف مطلوبين ودهم منازلهم وضبط كميات من الأسلحة والذخائر والمخدرات أُرفق بِصور خاصة بالمضبوطات. كما أعلنت في بيان آخر إصابة عسكريَين اثنين حالتهما مستقرة، بينما نُشر فيديو عبر موقع «تويتر» حول مصنع مخدرات تمت مداهمته.

 

وفي السادس من حزيران الجاري، تفقّد قائد الجيش العماد جوزاف عون الجرحى الذين أُصيبوا خلال عمليات الدهم واطّلع على أوضاعهم. وكان لمديرية التوجيه بيان عن الزيارة تضمّن صورًا وفيديو. وعندما تم نشر هذا الخبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تمنى المواطنون للجرحى «الأبطال» الشفاء العاجل والسلامة، كما سألوا الله أن يحمي رفاقهم الآخرين. وأصدرت مديرية التوجيه لاحقًا بيانَين عن عمليات الدهم التي استهدفت أحد أخطر المطلوبين، وأسفرت عن ضبط «رمانات بندقية لقاذف Launcher تحمل كتابات عبرية مع كمية من الأسلحة الحربية الأخرى والذخائر» عائدة لمطلوبٍ آخر. وفي السابع من الشهر صدر بيان وحيد أفاد عن استمرار عمليات الدهم لضبط الممنوعات وتوقيف تجّار المخدرات المطلوبين.

 

في العاشر من الشهر الجاري، تفقّد قائد الجيش العماد جوزاف عون فرع مخابرات البقاع ولواء المشاة السادس، كما قدّم العزاء لعائلة العريف الشهيد زين العابدين شمص. وخلال الجولة كانت له كلمات أكّد فيها أنّ الجيش مستمر في حربه ضد المخدرات وهو ليس في مواجهة مع العشائر في البقاع وإنما مواجهته محصورة بالمطلوبين الذين عليهم أن يسلمّوا أنفسهم وإلا ليتحمّلوا النتائج. كما ثمّن جهود العسكريين الذين يلاحقون المجرمين ويسهرون على الأمن وهو خط أحمر لن يسمح لأي كان بتجاوزه. زيارة قائد الجيش لاقت الارتياح لدى المواطنين الذين عبّروا في تعليقاتهم على موقع «تويتر» عن أنّ المؤسسة العسكرية «لا تزال المؤسسة الموثوقة الوحيدة» التي تمنحهم الأمان والأمل.

 

العمليات مستمرة فيما تتوالى رسائل الدعم من المواطنين وتمنياتهم بالشفاء للجرحى والتضرّع إلى الله من أجل جيشهم الأبي، طالبين له الظفَر في معركته الدقيقة ضد تجّار المخدرات. والبيان الأخير في هذا السياق صدر في 15 حزيران وأفاد بأنّ قوة من الجيش أوقفت المواطن ح. ز. خلال عملية دهم منزله في الشراونة، وهو مطلوب بعدة مذكرات توقيف لقيامه في أوقات سابقة بإطلاق النار على دورية للجيش وأشخاص مدنيين، وقد ضُبطت داخل منزله أعتدة عسكرية وذخائر مختلفة.