ملحق خاص: خليك مستعد لعدوك المستجد

توعية
إعداد: ندين البلعة خيرالله

«معًا نواجه كورونا»


«معًا»... كلمة قصيرة ولكنّها تختصر كل معاني التضامن والمشاركة في المسؤولية. «معًا» للمواجهة، «معًا» للانتصار في معركة لا مكان فيها للرصاص، يخوضها لبنان والعالم بأسره ضدّ عدو فتاك يُسمّى كورونا. هذه المعركة لا تحتاج إلى زنود رجال لا تهاب الأعداء، بل يشكّل فيها الوعي والتوجيه والمسؤولية السلاح الأقوى. نعم، سننتصر في هذه المعركة «معًا»!

 

منذ بدأ انتشار هذا الفيروس في العالم، ومع الإعلان عن دخول أول حالة إلى لبنان، استنفرت الأجهزة الإعلامية، وكان لمديرية التوجيه دورها خصوصًا بعد الاستجابة لمبادرة التعاون مع وزارة الإعلام تحت عنوان «معًا نواجه كورونا». وبنكهة عسكرية لا تعرف الهزيمة، انطلقت حملة التوعية الإعلامية التي اجتاحت كل التلفزيونات ومنصات التواصل الاجتماعي، ودخلت كل بيت حاملةً معها معلومات طبية صحيحة قدمها أطباء اختصاصيون، وإرشادات ضرورية لتثقيف كل مواطن حول كورونا ومخاطره وسبل الوقاية منه، شارك في نشرها مشاهير من رياضيين وفنانين ووجوه معروفة.
استخدمت المديرية خبراتها لتواكب هذه الأزمة بشكلٍ فاعل تمامًا كأنّنا في حرب، فاعتمدت استراتيجية تواصلية مبنية على رسالة واضحة ومحدّدة تمّ نشرها من خلال الفيديوهات والبوستات. الجيش، الذي اعتاد المواجهات والأعمال العسكرية، وجد نفسه اليوم في مواجهة عدو من نوع آخر، فتمسّك بواجبه في حماية عسكرييه بالدرجة الأولى من خلال اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة، وانصرف في موازاة ذلك إلى رسالته بدعم شعبه.

 

ما هي الرسالة الاستراتيجية لهذه الحملة؟
في إطار توضيح دور المديرية في هذه الحملة، والرسالة الأساسية فيها، يشرح العقيد الركن الياس عاد والعقيد الركن نزيه جريج من المديرية، أنّ الحملة بدأت في مرحلة مبكرة على أثر انتشار هذا الفيروس في الخارج، فانطلقنا في المواجهة لمساعدة الجهاز الطبي والإسعافي، ورجال الأمن وكل من هم في خط الدفاع وحمايتهم، من خلال رفع نسبة الوعي والمسؤولية لدى المواطنين للحدّ من عدد الإصابات، وبالتالي الحدّ من الضغط والتهديد الذي يطال هؤلاء: «قعود بالبيت لتساعد العالم يلي عم بتضحّي كرمالك»، من أطباء وممرضين ومسعفين وقوى أمنية...


مرّت الرسالة بثلاث مراحل:
- في المرحلة الأولى لانطلاق الحملة، تمّ التركيز على نشر التوعية والتثقيف حول هذا الفيروس الذي يجهل الجمهور ماهيته ومخاطره وطرق الوقاية منه.
- في المرحلة الثانية، وبعد متابعة ردة فعل الناس، كان لا بد من تحذير الجمهور وحثّه على إدراك مدى خطورة الوضع والتهديدات الكامنة، التي قد تطال كبار السن والمرضى والأطفال.
- المرحلة الحالية تشكّل تحدّيًا كبيرًا، فقد طالت الأزمة وطال معها حجر اللبنانيين في المنازل وتوقُّف أشغالهم وانقطاع أرزاقهم. لذلك فإنّ الرسالة الموجهة للشعب باتت تركّز على التحلّي بالأمل وعدم التراجع والاستسلام، من خلال الإضاءة على النتائج الإيجابية التي حقّقها التزامهم وتحمّلهم المسؤولية، وبالتالي لا يمكننا التوقف بل علينا الاستمرار للتغلّب على هذا الفيروس... سننتصر ولكنّها مسألة وقت.

 

من هو الجمهور المستهدَف؟
أدخلت المديرية كل الشعب في ذهنية الوقاية والتوعية وملازمة المنزل والتزام التباعد الاجتماعي، فاستهدفت:
- كبار السن من خلال التحذير من خطر الإصابة بهذا الفيروس عليهم.
- الأطفال وما يمكن أن يعانوه إن أُصيبوا.
- الصم والبكم، فكانت المديرية أول مَن تَواصل مع هذه الشريحة خلال الأزمة وذلك من خلال ترجمة الفيديوهات بلغة الإشارة، أو عرض أفلام خاصة قدّمها هؤلاء. وقد لاقى هذا الأمر استحسانًا وتقديرًا لدى الاتحاد اللبناني للصم والبكم.
وتبقى الخطة ومعها الحملة مستمرة، يرافقها تقييم سريع ودوري وتحديث لمضمون المنتجات بحسب المستجدات لمواكبة هذه الأزمة بالطريقة الأكثر فعالية، خصوصًا وأنّنا لا نعرف متى تنتهي المعركة!
نعم، إنّنا بحاجة لالتزام مفهوم «معًا» بكل ما تحمله هذه الكلمة من تكاتف وتضامن وتعاون ومشاركة في المسؤولية حتى ننتصر «معًا»!