محطات

ثوابت الشّعار العسكري

لعلّ في أولى ثوابت الجيش تلك المعاني السّامية التي يتضّمنها شعاره: «شرف تضحية وفاء»، وهو شعار يعرفه، ليس كلّ عسكريّ فحسب، إنّما كلّ مواطن، صغيرًا كان أو كبيرًا، مقيمًا كان أو مغتربًا في أرجاء الكون، هناك حيث تفيض المشاعر الوطنيّة، ويعلو الحنين إلى الوطن وجيشه.


وتكاد كلّ كلمة من الكلمات الثلاث في الشّعار تختصر الكلمتين الأخريين، إلّا أنّها تبقى بحاجة إليهما لإتمام المعنى وتوضيح الرّسالة. فالشّرف يقتضي توافر الوفاء والإخلاص، ويتطلّب التضحية في سبيل الدّفاع عن وجوده. والوفاء هو الآخر يحمل وعدًا وطنيًا كبيرًا من شأنه صون الشّرف وضمان سحره ورفعته، ويحتاج بالتّالي إلى التّضحية. أمّا التّضحية فإنّها وحدها، ومن دون الاعتماد على الشّرف، والتّحلّي بالوفاء، تتحوّل إلى تهوّر غير مسؤول، وبوجودهما، الشّرف والوفاء، إلى جانبها، تنجح في التّعبير عن الاستبسال والبطولة، وتحقيق المجد والسّيــر على طريــق الخلــود.


وتتفرّع من ثابتة «شرف تضحية وفاء» ثوابت عديدة، منها حتميّة التّمييز بين الصّديق والعدوّ، فالصّديق هو كل من يساند الوطن ويدعم قضاياه المحقّة على كلّ الصّعد العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية. أمّا العدوّ فهو إسرائيل التّي تحتلّ جزءًا من ترابه، وتثبيت المطامع في خيراته والرّغبات في إزكاء نار الفتنة بين ربوعه. والعدوّ أيضًا هو الإرهاب الذّي يمدّ مخالبه من كلّ اتّجاه لضرب استقرار هذا الوطن وتخريب مؤسّساته وفرض الرّأي الواحد على مواطنيه، هؤلاء الّذين نشأوا على الحريّة والتّنوّع والانفتاح.