- En
- Fr
- عربي
أخبار ونشاطات
أحيا النادي الإجتماعي في جامعة البلمند الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد اللواء الركن فرانسوا الحاج، خلال احتفال حمل عنوان «وفاء لدمائه» وذلك في الحرم الرئيس للجامعة في الشمال، في حضور العميد الياس ريحانا ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي، قائد فوج المغاوير العقيد الركن شامل روكز، نجل اللواء الشهيد السيد إيلي الحاج وعدد من الضباط وعمداء الجامعة وأساتذتها وطلابها.
بداية النشيد الوطني اللبناني ونشيد الجامعة والوقوف دقيقة صمت عن روح الشهيد، فترحيب من الطالبة دانا كاكيش، ثم كلمة رئيس النادي الإجتماعي السيد مارك خوري أكد فيها أن «اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج يمثّل الشرف والتضحية والوفاء، وهو عاش الجندية حتى ذروتها، شريفاً في القتال، معطاء حتى التضحية بالذات في سبيل الوفاء للوطن. وهو استشهد وترك وراءه مؤسسة وشعباً وروح تمرد، وأصبح في قصص الصغار وأفكار الكبار قائداً حمل لواء الحرية، فاستشهد لتبقى الحرية...».
وبعد فيلم قصير يلخص مسيرة اللواء الركن فرنسوا الحاج في المؤسسة العسكرية منذ البداية وحتى استشهاده، ألقى العميد ريحانا وبإسم قائد الجيش كلمة وصف فيها القائد الشهيد ب«الكبير المتوّج بتضحياته». وقال: «لا عطاء أكرم من عطاء الشهيد، ولا فداء أنبل ولا إيثار أعظم، إنه الكبير المتوج بتضحياته، هو مدماك الحق وطريق الحرية المكللة بالعزة والكرامة. البعض يشهد بالكلمة أو القلم، أو يقدم اليسير مما وسعت يداه من مال ورزق ومقتنى، أما الشهيد فهو من يبذل حياته ويجود بزهرة شبابه فداء لشعبه، فيبقى على مرّ الزمان، سيد اللقاء في الوطن، كما سيد اللقاء في المدى الأبعد، حيث شمس الحياة التي لا تغيب، ونهر الخلود الذي لا ينضب.
في هذا الحفل العابق بأنفاس المواطنية الحقّة، والذي أردتم من خلاله توجيه تحية من الأعماق إلى روح الشهيد البار اللواء الركن فرنسوا الحاج، تعبيراً عن وفائكم له، وتقديراً لتضحياته الكبيرة، نستذكر بكل فخر وإعتزاز سيرة هذا البطل، الذي افتقده الجيش كما الوطن بأسره، فأدمعت عليه الأرض والسماء، وانحنت له شمُّ الجبال هيبةً وإجلالاً وإكراماً.
فمن بلدة رميش عند تخوم الجنوب الصامد، حيث ترعرع بين أحضانها ونما على محبة الوطن، والإرتباط بأرض الآباء والأجداد، إلى مدرسة الشرف والوفاء، ضابطاً أثبت في خطواته الأولى أنه أهل للمسؤولية التي لا يحظى بها إلا نخبة الرجال، ثم انبرى إلى ساحات العطاء، يجسّد آماله وطموحه بالجهد والتعب والعرق، إذ لم يتوان يوماً عن خوض أشرس المعارك، أو عن القيام بمهمة تكاد تكون أقرب إلى المستحيل، متسلحاً بشجاعة فائقة وبطولة نادرة وإيمان راسخ بقضية جيشه ووطنه. وهكذا خطا مسيرته العسكرية، يحقق الإنجاز تلو الإنجاز ويترك بصماته الواضحة في كل موقع شغله، حتى توّج حياته بشهادة حمراء هي خلاصة تراكم مجد جمع من كل أطرافه.
وإلى جانب مآثره ومزاياه المتعددة في المنظار العسكري البحث، تمتّع الشهيد بقدرات علمية وثقافية واسعة، وتحلّى بسمات أخلاقية وإنسانية رفيعة، إذ كان مثال الرجل العصامي المستند دائماً إلى عمله وجهده ومثابرته، وثقته الراسخة بنفسه، مبتعداً عن شغف العيش ومغريات الحياة، حتى جعل من المؤسسة العسكرية بيته الأول، ومن الخدمة والبقاء على مقربة من رفاقه ومرؤوسيه همّه الطاغي وهاجسه الدائم، وإضافة إلى كل ذلك، كان لحضوره القوي ومعنوياته العالية الأثر الكبير في بعث روح العنفوان والطمأنينة في نفوس هؤلاء، الذين باتوا معه أكثر عزماً وقدرة على تنفيذ المهام الشاقة، وتخطّي المشاكل والصعاب...».
وفي ختام كلمته توجّه بالشكر إلى النادي الإجتماعي في جامعة البلمند وإلى كل من أسهم في إقامة الإحتفال، خصوصاً إدارة الجامعة. كما توجّه بتحية إكبار وإجلال إلى روح الشهيد في عليائه...
وبدوره، شكر إيلي فرنسوا الحاج الجامعة على مبادرتها الطيبة، وردّد كلمات لوالده الشهيد: «أنتم في هذا الوطن تنوّع لا تناقض، وهذا ما يميّزكم، أعطوا ولا تأخذوا، كونوا قياديين لا أتباعاً».
وفي الختام، قدّم عميد شؤون الطلاب الدكتور انطوان جرجس درعاً الى العميد ريحانا، وقدّم رئيس النادي درعاً مماثلة إلى السيد إيلي الحاج.