إصدارات

جان سالمه قارئاً

«حكمة الدهر» لإلياس عطوي:
القصيدة وكأنها قطعة من السماء

هل تسنّى لك يوماً أن تقرأ شيئاً من شعر الياس عطوي؟ هل أُتيح لك أن تمضي معه ساعة أو بعض ساعة؟ هل تيسّر لك أن تسمع قصائده، ترنّ في أذنيك رنيناً عذباً ولا أبدع منه؟
ولكن سواء أكان هذا أو ذلك، فأنا هنا لأقول كلمة حقّ، فأدعوك إلى مشاركتي في الغوص على درره ولآلئه، والكشف عن «كنوزه الوجدانية...» ونفائسه الأدبية... ولسوف تخرج من هذه النزهة الممتعة الفريدة وقد ملأت جعبتك بكل ما يمكن أن يخطر على بالك من الطيّبات التي تشتهيها نفسك!
هذا الشاعر الذي ما زال في شرخ الشباب، على الرغم من أنه قطع شوطاً مديداً في درب الحياة، وعلى الرغم من أن دواوينه قد بلغت الأحد عشر ديواناً، وآخرها «حكمة الدهر»، إلا أنه ظلّ مراهقاً، يتقن فنّ إغراء الجميلات، بتلك اللغة الشفيفة الأخّاذة التي لا يجيدها إلا كل عاشق متيم، أضناه الجوى وحمله الجمال إلى قدسيّة الابداع مع الله!...
الياس عطوي علاوة على أنه شاعر الغزل بامتياز، فهو أيضاً شاعر لبنان بإمتياز أكبر، وشاعر مغدوشة بلدته الأثيرة، بنوع خاص. فشعره بمعظمه غنائي من الطراز الأول، يطربك ويدهشك ويحملك معه إلى المروج القزحية الخضراء، والرياض المخملية الغنّاء، حيث يزهر الفلّ والبيلسان، وحيث لا يسمع إلا صدى أساطير الغرام، في أروع ما يكون التدلّه والغرام!...
إنه بكلمة شاعر يجيد كل فنون السحر والتخيّل... ويمشي ببراعة على حبل القوافي والقريض، فيلعب بالمشاعر، ويعزف على الأوتار الحساسة، فإذا الألحان في تآلف وتوافق، وإذا الأنغام في تطريب وترجيع وترخيم، وإذا الدنيا كلها في نشوة عيد وجنون مهرجان ليس له مثيل!...
ومن البدهي أنك لن تستطيع مطلقاً أن تكوّن عنه فكرة كافية من خلال هذه السطور، إلا إذا قرأت شيئاً من أشعاره، واطلعت على نتاجه، وعلى مدى تبحّره، وإلى أي عالم معجز مسحور يمكنه أن يحملك!

 

جان سالمه