سياحة في الوطن

جبل الريحان
إعداد: باسكال معوض

أرض الأطايب والطيبة

العيشية مدخله المكلّل بالصنوبر والريحان قاعدته العابقة بالعطر

 

تعبق رائحته بالرياحين التي عادت وانضمت الى هواء الوطن ورائحته المقدسة. جبل الريحان، ذكرته الكتب القديمة فقالت أن الزيت والزيتون في أرضه لا يضاهيه زيت وزيتون في العالم. وبين ما قالته الكتب وما أعطته الطبيعة وعاشه الناس، كان جبل الريحان ويظل، جبل الأطايب والطيبة.

أطايب تنبتها أرض معطاء مفروشة بالجمال، وطيبة تعمر بها نفوس أهل الجبل وقلوبهم. لأجله كسرنا قاعدة البلدة الواحدة، لنخبر عن خمس قرى تؤلف جبلاً مباركاً وهي: العيشية، الريحان، سجد، عرمتى ومليخ.

والحديث عن جبل الريحان لا يستقيم إلا إذا ولجناه من مدخل التواصل الإنساني بين أهله. فقرى هذا الجبل التي تشكل وحدة جغرافية، لطالما شكلت أيضاً نموذجاً لعلاقات حسن الجوار والتآخي والتواصل والتعاون.

وأهل الجبل الذين تجمعهم الجغرافيا ويجمعهم التاريخ، تجمعهم أيضاً أنماط العيش المتقاربة في الإقتصاد والإجتماع والثقافة، وإن كانت انتماءاتهم الدينية متعددة.

من العيشية نبدأ مشوارنا، ومن ثم نتوقف في الريحان لنتابع في العدد المقبل التعرف الى باقي قرى الجبل الجميل.

 

العيشية

هي رمز العيش الهني والحياة الجميلة، فهي العيشية بلدة جبل الريحان الواقعة وسط غابات الصنوبر المحيطة بها من كل جانب، وهي التي حافظت على طابع القرية اللبنانية المتواضعة.

يحكى أن الفينيقيين سكنوها قديماً إذ وجدت آثارهم في المنطقة كلها، وقد سكن البطالسة جنوب البلدة كما تدل الأواني الفخارية التي وجدت في أكثر من ناحية. الدخول الى العيشية من الطريق الذي يربط بين قضاءي النبطية وجزين (كفررمان ­ الجرمق ­ العيشية) ، يتيح للنظر أن يتمتع بامتدادات مشهدية نادرة الجمال: تلال تتعاقب منبسطة بحنان، صنوبر يعانق المدى، سنديان وعرعار وملول وصعتر وقصعين... في تشكيلات كم كانت يد الخالق سخية في منحها البهاء.

أما الخروج من البلدة باتجاه الريحان وباقي قرى الجبل، فليس بأقل بهاءً من الدخول إليها. سمفونية من الألوان تشاركت في وضع تموجاتها أنواع التربة والأشجار.

تقع العيشية في قضاء جزين على ارتفاع يتراوح ما بين 700 و750 متراً عن سطح البحر وقد جعلها موقعها الداخلي مصيفاً ومشتىً.

تبعد عن بيروت نحو 87 كلم وتقع في نقطة وسطية على الطريق الذي يربط مرجعيون بجزين.

هي إحدى قرى جبل الريحان الذي سمي كذلك نظراً لوفرة نبتة الريحان ذات الرائحة الزكية والتي تنتشر في ربوعه. والبلدة محور لعدة مزارع محيطة بها: الوازعية، المحمودية، الزغرين، السويرة، الدمشعية، الوزيد والتي تمتد حتى تخوم نهر الليطاني.

 

البلدة المكللة بالصنوبر

العيشية بلدة غنية بالينابيع والمياه الوفيرة، فهي تشرب في الناحية السفلى منها من نبع البساتين، كما تتغذى البلدة من بئر ارتوازي تم حفره حديثاً من قبل مجلس الجنوب قرب مدرسة البلدة الرسمية.

إضافة الى وفرة المياه فيها، فإن العيشية غنية بأحراج الصنوبر التي تحيط بها وتشكل ثروة. هذه الشجرة أحضرها السكان الأوائل معهم من بكاسين وبتدين وقيتولي، فانتشرت وأعطت البلدة هواءً نقياً مليئاً برائحة هذه الشجرة العطرة.

وتنتشر أيضاً في الغابات المحيطة بالبلدة أحراج من أشجار السنديان والعرعار وغيرها من الأشجار البرية التي تضفي على البلدة جواً خاصاً بها.

وفي هـذه الأرض المـعطاء المكسـوة بـتربة غنية، انتشرت زراعة شجرة الزيتـون المباركة والتـي تحمل خيرات جمـة، كما تنـتشر كروم العـنب، والأشـجار المثـمرة وزراعـة الخـضار بأنواعـها كافـة.

وتشهد أشجار التوت الباقية في البلدة لما كان للحرير من دور في ماضيها.

 

زراعة التبغ

أما في الماضي القريب فقد كانت زراعة التبغ الأساس الذي يقوم عليه اقتصاد البلدة. وأهاليها الذين اشتهروا باندفاعهم وحبهم للعمل كانوا يزرعون سهل الجرمق المجاور بمواسم التبغ، التي تحصّل مردوداً جيداً لكنه مغلّف بالمرارة كما كان يقول أهل البلدة. فموسم التبغ يمتد أكثر من 12 شهراً على حد تعبيرهم. والعمل فيه شاق ومضن يستوجب تعاون جميع أفراد العائلة، الكبار والصغار.

وموسـم التبـغ كان يقتـضي التعاون أيضـاً على نطـاق أوسع من العائلة. وأوسع من البلدة حتى. وبذلك نسجت شبكة من العلاقات بين أهل البلدة والبلدات المجاورة، علاقات تخطت نطاقها العملي والإقتصادي لتصبح في أساس النسيج الإجتماعي.

كانت العيشية في ما مضى تشكل نقطة الإرتكاز الثقافي في محيطها، حيث كان يوجد فيها قبل الاحداث مدرستان تستقطبان نحو 500تلميذ من مختلف أنحاء البلدات المجاورة. وكانت مدرستها الرسمية التكميلية تبعاً لقرار من وزارة التربية مركزاً لتجمع مدارس قضاء جزين. غير أن القرار لم ينفذ ثم أتت الحرب وسنوات الإحتلال، ما أدى الى جعل معظم السكان خارج بلدتهم.

ومـع زوال الإحتلال عـاد الأهـالي الى بلدتهم يعيـدون بناء بيوتهم.

ففي حين تمتـلئ البلدة بأهلها صيفاً وخلال أيام العطلة، يقتصـر عدد الموجوديـن فيها بشكل دائم على نسبة ضئيلة.

 

كنيستان

في البلدة كنيستان، الأولى على اسم العذراء "سيدة الحبل بلا دنس"، بدأ العمل في بنائها في العام 1967 ودشنت يوم أحد الشعانين في العام 1972.

أما الثـانية فهي كنـيسة مار أنطونـيوس الكبـير الأثـرية التـي بـدأ العمل فيها في الـعام 1900 وارتفـعت قبة جرسـها كـأول قبة جرس في جبل الريحان في العـام 1901؛ تعـرضت هذه الكنـيسة للهدم خـلال الإجتـياح الإسرائيلي إلا أن إرادة أبـناء البلدة أعـادت بناءهـا رغـم المواجهات الكثيرة، وقاموا بتدشينها منذ نحو عامين.

 

البلدة تستعيد نهضتها

رئيس بلدية العيشية ريمون ميلان، تحدث عن نشاطات المجلس البلدي، فقال أنّ في البلدة مستوصفاً تموله البلدية وهو يقدم الخدمات الطبية والأدوية للأهالي. كما يوجد في البلدة مركز للدفاع المدني تم استحداثه أخيراً.

وفي المجال البيئي تم زرع نحو 2500 شجرة من الكينا والصنوبر والخروب وسواها. وبالتعاون مع جمعية الشباب المسيحية تم شق طرقات زراعية وأخرى داخلية في البلدة واستصلاح نحو 75 دونم من الأراضي.

وخلال عطلة الصيف تقيم البلدية مدرسة صيفية لأولاد البلدة، كما أنها في صدد إقامة حديقة عامة وتوسيع ملعب المدرسة الرسمية وتجهيـــــــزه ليصبح صالحاً لإقامة دورات رياضية في ألعاب الكرة. ويلفت رئيس البلدية الى أن فوج الأشغال المستقل في الجيــــــــش وبالتعاون مع مجلس الجنوب، أزال الثكنة التي كان العدو الإسرائيلي قد أقامها في البلدة، ملحقاً الضرر بمساحات كبيرة من الأراضي.

 

الريحان

يعود اسمها الى فصيلة من النبات الطري ذي الرائحة الزكية والمذاق الحلو ويكثر وجود هذه النبتة فوق تلال الجبل الذي يحمل اسم البلدة، وهي تنتشر على سفوحه، ويستعملها الأهالي على موائدهم في الطعام أو الشراب.

يتوزع الريحان ­ القرية موقعان: الأول يقع على تلة تشرف على نهر الليطاني، بينما يقع الآخر على أحد سفوح الجبل الذي يحمل اسمها، وهو يطل على منطقة جبل عامل وقراه. ويمكن للناظر من الريحان أن يرى بالعين المجردة الأراضي الممتدة الى ما بعد الحدود اللبنانية الى داخل فلسطين المحتلة وصولاً الى سهل الحولى.

تتميز الريحان بموقعها المطل فهي تعلو عن سطح البحر نحو 1100متر ومساحتها 10كلم2.

تغـطي أراضيها غابـات كثيفة من شتى أنـواع الصنوبريات؛ فالأحـراج تحيط بالبلدة من جهاتها الأربع: فمن الشمال حرج صنوبر وسنديان، ومن الشرق غابات صنوبر، أما من الجنوب والغرب فأحراج تجـمع ثروة متنوعة كبيرة من السنديان والملول والقندول والبـطم والزعـرور وغيرهـا. كما تتـميز الريحـان بمزروعاتـها نـظراً لخصب تربتها ومـياهها الوافـرة وأبرزهـا: العنـب، الزيتون، التـين، الجوز، التفاح، السفرجـل، التبـغ، الخضار على أنواعـها، والقمـح والحـبوب علـى أنواعـها.

 

عين الكبيرة

الميـاه في الريحان تنتـشر ينابيعها في غـير مكان من الـبلدة ومحـيطها، وأبرزهـا نبـع عين الكبـيرة، وهو النبع الرئيسي الذي يشكل مورد الماء الأساسي للري والشفة في البلدة، ويشكل متنزهاً يقصده الناس.

وهنالك ينابيع أخرى منها: نبعة المزنر، عين الريحان، عين الجديدة، عين الحجال، بركة الدجاج، نبعة الرمول، نبعة الخصيفات، نبعة النعصة.

 

"جعيتا الجنوب"

تشكل المغارة التي تقع عند المدخل الشمالي للبلدة معلماً طبيعياً جميلاً جداً. وقد اكتشفت من قبل أحد الحجّارين من أبناء القرية، صدفة، بعد أن هوت مطرقته أثناء العمل في هوة غير عميقة، فدخلها الرجل باحثاً عن مطرقته إلاّ أن ما وجده أدهشه كثيراً، وعاد بعدها ليخبّر أبناء بلدته بهذا الإكتشاف الرائع.

وراح الجميع يزور هذه المغارة يوماً بعد يوم، فيصفون داخلها الجميل وحجراتها وترسباتها المائية، حتى أنها سميت "جعيتا الجنوب". إلا أنها ومع كل هذا الاهتمام الذي استحوذته في المنطقة، لم يتم اكتشافها حقيقة ودراستها بشكل علمي من قبل الاختصاصيين في هذا المجال، ولم تعط حقها في التصنيف في عداد المغاور والمعالم الطبيعية والسياحية.

في معلومات أولية، يبلغ طول مغارة الريحان نحو 183 متراً تقريباً وهي غنية بالأشكال الطبيعية الجميلة. وقد تعاونت البلدية مع جمعية الشبان المسيحية على إنشاء نفق من الصخر الطبيعي يؤدي الى صالة بمساحة 280 متراً مربعاً تقريباً، إضافة الى مطعم داخلي مميز.

كما تم زرع 800 شجرة من مختلف الأنواع في المحيط المؤدي الى مدخل المغارة. عن النشاط البلدي في الريحان حدّثنا رئيس البلدية السيد محمد فقيه متطرقاً بداية للمسألة البيئية في البلدة حيث تم زرع نحو 17 ألف شجرة، منها الصنوبر والأرز والأشجار المثمرة وأخرى للزينة على امتداد طرقات البلدة، والهدف استعادة البلدة لوجهها الأخضر الذي شوّهه الإحتلال، وتشجيع إنتاج حبوب الصنوبر ليعتاش منها الأهالي. كما تم تحسين مدخل البلدة برصيف عريض وإنارة مميزة.

وثمة دراسة لجعل جبل الريحان محمية والإهتمام بشكل كبير بمغارة البلدة وتحسينها لتصبح مرفقاً سياحياً في البلدة. أما من الناحية الثقافية والتعليمية، فإضافة الى مساعدة المدرسة الرسمية وتعزيز وضعها، فقد أنشأت البلدية مركزاً لتعليم الكومبيوتر للتلاميذ ولمن يرغب من الأهالي، وهي تدعم بشكل دائم النشاطات الثقافية العامة.

ومن مشاريع البلدية إقامة حديقة عامة وساحة تراثية حيث نظمت للمشروع مسابقة، بالتعاون مع نقابة المهندسين، لاختيار أجمل تصميم للحديقة والساحة. كما يجري العمل على تأمين تمويل لمشروع منتزه عين الكبيرة، وإقرار اتفاقيات تبادل ثقافي وسياحي وبيئي مع مقاطعات في بلدان أجنبية.

وتشهد الريحان اليوم نهضة عمرانية كبيرة إذ أن معظم أبنائها، ورغم صغر حجم ملكية الأراضي لديهم، فإنهم، ومن منطلق إيمانهم بأرضهم، وتمسكهم بها، بدأوا بتشييد بيوتهم واستصلاح الأراضي، وترميم ما خربته اعتداءات الإحتلال على البشر والحجر في هذه القرية الطيبة ناساً وطبيعة.

 

مغارة الغّلة وعين الشيبة وأخبار الجن

في العيشية كما في غالبية القرى والبلدات اللبنانية حكايات وروايات كثيرة عن أماكن يسكنها الجن وتفوح منها رائحة الأساطير. مغارة "الغلّة" هي واحدة من الأماكن التي كثرت الروايات حولها، فأصبحت مطرحاً غائماً بين الحقيقة والخيال.. خصوصاً أن كثيرين حاولوا استكشافها في الماضي بحثاً عن ذهب وموجودات ثمينة ولم ينجحوا في سعيهم. ويحكى أن أحد أبناء البلدة ذهب برفقة متخصصين في "فك الرصد" الى المغارة، فعاد منها مريضاً ­ قيل أن جنية ضربته ­ وفي اليوم التالي ذهب آخرون ليجدوا جراراً من الفخار محطمة عند مدخل المغارة. ومنذ فترة غير طويلة حاولت بعثة من مديرية الآثار استكشاف المغارة، غير أن الأمر تعذّر بسبب وعورة المكان وصعوبة الوصول الى داخله، فتأجل الموضوع الى وقت لاحق. وفي البلدة ناحية تدعى "عين الشيبة" يُحكى أن جنية كانت تظهر فيها وتُخيف الناس، وثمة أخبار كثيرة عن تلك الجنية التي جعلت الكثيرين من الأولاد يتخوفون من الإقتراب من المكان. لكن الأكيد أن المشاغبين الذين تجرأوا على اقتحام معقل الجنية تذوقوا أطيب تين وعنب في كروم تلك الناحية!

 

سكان العيشية وعائلاتها

يبلغ عدد سكان العيشية نحو 3 آلاف نسمة، فيمـا عدد المهاجريـن وصل الى نحو 500 نسمة. وأما عائلات العيشيـة فهـم: نصر، عون، عنيد، نجـم، عفيـف، أبو خير، ميلان، أبو عتمة، كسرواني، الشعار، حنينـة، فارس، أبو سمرا، جبور، رزق، مزهر، الحاج، أبو نـادر، الأسمر، طنـوس، محمد خليل، ضاهر، أبو عيد.

 

حكايات التواصل والتآخي

حكايات التواصل والتآخي نسجت بين أهل المنطقة على مرّ عقود طويلة من الزمن واستمرت حتى في أحلك الظروف التي فرضتها الحرب الكريهة. فأهالي جبل الريحان بمختلف بلداته تشاركوا في الأفراح والأحزان، تقاسموا حلو الحياة ومرها. فكانت علاقاتهم نموذجاً يجسد الثقافة اللبنانية الأصيلة القائمة على التسامح والتعاطف والانفتاح. الأعياد الدينية مثلاً كانت تجمع الجيران من مختلف البلدات ومثلها المناسبات الإجتماعية ومقاعد الدراسة وحقول التبغ... فقد كانت زراعة التبغ مصدر العيش الرئيسي في المنطقة، خصوصاً في العيشية. وكانت تستوجب الحصول على رخصة تحدد المساحة التي يحق لكل مزارع استثمارها تبعاً لما يملكه من أرض. وبما أن زراعة مساحة أكبر تعني أرباحاً أكثر، فقد كان طموح بعض الملاكين أكبر من أراضيهم.. وفي حادثة تشهد بشكل فريد على طيبة أهالي تلـك المنطـقة واستـعدادهم للتـعاون، يتنـازل شخـص من عرمتى عن قطـعة أرض في بلدته الى صديق له من العيـشية. ويقـول له: ˜هذه الأرض أنا لا استعملها ونحن أخوة، أسجل ملكيتها باسـمك وتصرف بها.... تمر السنوات ويأتي الإحتلال زارعاً المآسي، لكنه يزول والأهالي لا يتخلون عن أصالتهم. صاحب الأرض وكذلك من آلت إليه ملكيتها رسمياً باتا في ذمة الله... لكن الأبناء كما الآباء يتابعون حياتهم وفقاً لما تربوا عليه. فتعود الأرض رسمياً الى أصحابها الأوائل بتنازل ممهور بكلمة شرف وعهد محبة.

 

عائلات الريحان

تتوزع بلدة الريحان العائلات التالية: فقيه، برّو، زين، وهب، مزرعاني، شكر، شرف الدين، ناصر الدين، مرتضى، أبو ملحم، دياب، مطر، عازار، تامر، عبدالله، عبد المسيح، خازم، خضر، زين العابدين، رحمة، رمضان، عواض، حمود، ادريس، دغيم، ياسين، قانصوه، محسن، علي أحمد، قاسم، كساب، شديد، هاشم، ابراهيم، ندا، حسونة.